كشفت دراسة حديثة أعدها عدد من الاختصاصيين في وزارة الشؤون البلدية والقروية استياء نحو 75 % من الأهالي من حال 85 حديقة عامة في المدينةالمنورة، مشيرة إلى أن الكثير منها يفتقد للصيانة والنظافة لغياب العمالة المختصة لأداء تلك المهام. وذكرت الدراسة (حصلت «عكاظ» على نسخة منها) أن عددا كبيرا من الحدائق العامة يعاني الإهمال من قبل الجهات المختصة المتمثلة في الإدارة العامة للحدائق العامة في أمانة المنطقة، موضحة أن أبرز مكامن الخلل تأتي في عدم الاهتمام بالمساحات الخضراء، وغياب الصيانة عن ألعاب الأطفال داخل الحدائق، إضافة إلى سوء في التشجير والتسوير. وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات رفعت للجهات المعنية في أمانة منطقة المدينةالمنورة، للوصول إلى طرح فكرة إعادة ترتيب الأولويات واهتمام الجهات المعنية بالخدمات البلدية المقدمة، وفق ما يتناسب مع رأي أفراد المجتمع. وتحرك المجلس البلدي بالتعاون مع الجهات المعنية في أمانة منطقة المدينةالمنورة، لوضع خطط علاجية طارئة وعاجلة في نفس الوقت، لإصلاح عدد من الخدمات البلدية أبرزها الوضع العام للحدائق العامة في المدينةالمنورة. بدورها، جالت «عكاظ» على عدد من الحدائق العامة في المدينةالمنورة، ورصدت عددا من الشواهد داخلها، منها غياب الصيانة في الكثير من الألعاب داخلها، إضافة إلى عدم تواجد عمالة مخصصة في نظافة تلك الحدائق، كما لوحظ وجود حواجز خرسانية أمام البوابات الرئيسية والفرعية لعدد من الحدائق العامة. إلى ذلك، أوضح عبدالله المطرفي ومحمد الحجيلي وعبدالرحمن المحمدي أن الحدائق العامة في المدينةالمنورة تفتقد لوسائل الجذب التي تدفع أولياء الأمور إلى التوجه بأسرهم إليها، مشددين على أهمية توافر عدد من الوسائل التي تجذب الزوار ومن ضمنها وضع عدد من الألعاب الجديدة التي تتناسب مع الأطفال، إضافة إلى الألعاب التقليدية الموجودة في الحدائق حالياً. بينما، أفاد بجاد المحمدي أن هناك عددا من الحدائق تحتوي على نباتات غير ملائمة لطبيعة الحدائق العامة، مشيرا إلى أنها تصنف ضمن النباتات الشوكية والتي قد تشكل خطراً على المنتزهين. وبين أن حديقة الأمير محمد بن عبدالعزيز في سفح جبل أحد تعتبر إحدى هذه الحدائق التي تحتوي على النباتات الشوكية، مشيرا إلى تعرض أحد أبنائه للضرر منها، مطالبا بضرورة الاهتمام بنوعية النباتات والأشجار المستخدمة في تلك الحدائق. ورأى المحمدي أن الحدائق العامة قد تكون خيارا مناسبا للتنزه، غير أن غياب الرقابة عنها تشكل عائقا أمام الاستفادة منها بشكل مناسب، إلى جانب طبيعة الجو الحار للمنطقة، كونها أماكن مفتوحة وليست مغلقة أو مزودة بمكيفات باردة. وقال: في بعض الأحيان أصطحب أبنائي إلى إحدى الحدائق، إلا أن انعدام الصيانة للألعاب الموجودة بها يحول دون استمتاعهم بها، عدا عن خلوها من مستوى النظافة المأمول، معتبرا البلدية ليست الوحيدة المسؤولية عن غياب النظافة، وإنما ينبغي معالجة السلوكيات الخاطئة من بعض فئات المجتمع، كونهم يسيئون استخدام المرافق العامة. وعلى خط مواز، أكد ل«عكاظ» رئيس المجلس البلدي في منطقة المدينةالمنورة الدكتور صلاح الردادي أن المجلس رصد عددا من مشاريع متعثرة لعدد من الحدائق العامة في عدد من أحياء المنطقة، ويسعى لإدراجها في جدول أعماله ووضعها من ضمن الأولويات التي يجب السعي إلى حلها، مشيرا إلى أن المجلس يسعى لتطوير العديد من الخدمات التي تهم المواطنين، وذلك بالتنسيق مع أمانة المنطقة. بينما، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي في أمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن الأمانة تعمل على إنشاء الحدائق العامة في نطاق كل بلدية لتغطية احتياجات الأهالي، موضحا أن وكالة الخدمات والإدارة العامة للحدائق والتجميل تعمل على طرح عقود لتنفيذ الحدائق المتضمنة جميع الإنشاءات المتعلقة بذلك من مبان وأسوار وشبكات ري وألعاب ومزروعات. وذكر البليهشي أنه بعد الانتهاء من التنفيذ تطرح الإدارة عقودا لصيانة الحدائق العامة والمرافق، إضافة إلى صيانة وري المزروعات للمحافظة على ما تم إنشاؤه. حواجز خرسانية وأعلن المتحدث الرسمي لأمانة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن الأمانة تراعي في تطوير الحدائق القائمة كل ما هو جديد بشأن وسائل الترفيه المتلائم مع الطابع الاجتماعي، إلى جانب وسائل السلامة الآمنة لألعاب الأطفال وتطبيقها في الحدائق الجديدة والقائمة على حد سواء. وأرجع الاستعانة بالحواجز الخرسانية إلى رغبتهم في حماية الحدائق العامة من دخول السيارات والدراجات النارية وعربات الخيول إليها، مؤكدا أنه سيجري استبدالها في القريب العاجل بمصدات ذات أشكال جمالية، تتناسب مع الحدائق العامة.