لا تخدم مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز طلاب وطالبات الجامعة فحسب بل تتعدى ذلك إلى خدمة الباحثين والعلماء بمراجعها وكتبها المتنوعة في شتى صنوف المعرفة، إذ أن المكتبة تضم نحو 3215 مخطوطة ومن ضمنها واحدة جرت كتابتها منذ نحو 700 عام. المكتبة القيمة التي تأسست عام 1967م حينما كانت الجامعة أهلية إدراكا لأهمية المكتبات كعنصر أساسي في العملية التعليمية والتربوية تضم نحو 800 ألف وعاء معلوماتي موزعة بين الكتب الدراسية والرسائل العلمية والمخطوطات والدوريات والمجلات، والعمل جار بها على توقيع اتفاقيات مع مكتبات جامعات عالمية من أجل الاستفادة من الخبرات والتجارب في كل ما يتعلق بشؤون المكتبات ويتصل بها، كما أنها تشتري سنويا أكثر من 35 ألفا بقيمة تتجاوز الثلاثة ملايين ريال، وتستعد قريبا للانتقال إلى مقرها الجديد الذي يقع على مساحة تبلغ 28 ألف متر مربع ومقسم على ستة أدوار وكل دور له مهام ووظائف محددة، ويؤكد المسؤولون عن المكتبة بأن المستفيدين من المكتبة من الباحثين والزوار سيجدون خدمات جديدة ومرضية لهم تفوق نظيرتها الحالية. ويبرز في المكتبة قسم خاص يعتبر من أعرق الأقسام على المستوى العربي وتم إنشاؤه مع بداية المكتبة، والمخطوط هو ما كتب بخط اليد على ورق أو جلد، وتمثل المخطوطات دوراً حيوياً في إحياء و توثيق التراث العربي الإسلامي وتفتح آفاقاً جديدة للبحث والتحقيق العلمي، فضلاً عن أهميتها التاريخية وما تتضمنه من صور وألوان وزخارف لتبقى شاهداً. وبحسب عميد شؤون المكتبات في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور نبيل قمصاني تتواجد في المكتبة مخطوطات شاهدة على عراقة وتقدم الحضارة العربية الإسلامية في مختلف فروع المعرفة البشرية ويضيف: يحتوي القسم على ( 3215 ) مخطوطة، منها (2407) مخطوطات أصلية والباقي مخطوطات مصورة، مشيرا إلى أن كل هذه المخطوطات مفهرسة في نظام سيمفوني آلي معمول به في مكتبة الجامعة ولفت إلى أنه تم تحويل كافة المخطوطات الكترونياً تسهيلاً لوقت وجهد الباحث وتتنوع مواضيع المخطوطات المتاحة في مكتبة الجامعة من أحاديث وفقه اسلامي وعلوم اللغة العربية والحساب والفلك اضافة إلى نسخ من القرآن الكريم العادية والمذهبة. وتابع بأن مخطوطة (حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والاذكار للمؤلف يحيى بن شرف النووي الناسخ عثمان بن احمد النجراني سنة 803ه وعدد صفحاتها 326 صفحة) تعتبر أقدم المخطوطات المتوفرة في مكتبة الجامعة. مضيفا بأن هناك إقبالا كبيرا من الباحثين تحديداً طلاب الدراسات العليا بالجامعات السعودية والمراكز البحثية داخل المملكة وخارجها للاستفادة من المجموعة المتميزة التي تمتلكها مكتبة الجامعة إما بتحقيق المخطوطة أو للحصول على درجة علمية. من جهته قال عبدالحميد السيد رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الجامعة: إن قسم المخطوطات يعد رافدا مهما للباحثين والدارسين الذين يستفيدون من القسم في دراساتهم حيث نتعاون معهم لكي يقوموا باستكمال متطلباتهم الدراسية من خلال تحقيق المخطوطات، مبينا بأن القسم أتاح للباحثين توفير المخطوطات على شكل آلي ورقمي للحفاظ على المخطوطات من التلف، فيما يشهد القسم إقبالا من الكثير من الباحثين من مختلف الجامعات العربية. وقال السيد: تتم الآن فهرسة المخطوطات، حيث هناك 13 كتابا تمت فهرستها على حسب التخصص والتصنيف من الموضوعات، لافتا إلى أن المكتبة ستستقطب جهازا للتعقيم يعمل على تعقيم المخطوطات وحفظها بشكل أفضل. وأضاف السيد بأن القسم لديه الكثير من المصاحف المذهبة بالإضافة إلى التنوع في التواريخ. وعن طريقة الحصول على المخطوطات قال: نحصل عليها عن طريق إهداءات للجامعة، مشيرا إلى أنه في السابق كانت تشكل لجنة لمن يريد بيع مخطوطة وتقيم السعر لشرائها عن طريق باحث مخطوطات، فيما تكون هناك أسس للشراء تعتمد على أهمية وتاريخ المخطوطة. من جهته أوضح طالب الدراسات العليا عبدالرحمن المعافى بأن قسم المخطوطات يعد واحدا من أهم الأقسام في أية مكتبة بالعالم لأنه يمثّل الأثر والتاريخ لها ويبقى شاهدا على حقب زمنية مختلفة، متمنيا أن تكون هناك ملتقيات متعددة تهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب في ما يتعلق بالمخطوطات والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال. قيمة حقيقية الطالب بكلية الاقتصاد والادارة حماد المالكي أوضح بأن القطاع الخاص لا بد أن يكون له دور في المشاركة بشراء ودعم هذا النوع من الجهود باعتبارها قيمة حقيقية مهمة، ولفت إلى أهمية دور هيئة السياحة والآثار في التعاون مع الجامعات في تحقيق الحفاظ على المخطوطات.