كشف المثمن العقاري المعتمد في غرفة المدينة محمد هاشم المناشي أن التثمينات الخاطئة تكلف المملكة سنويا قرابة أكثر من «مليار ريال»، مبديا تحسره على وضع بعض المثمنين الذين ساهموا في تشويه سمعة التثمين، وزعزعة ثقة ونظرة المشترين في المثمنين. وبين أن هذه الأموال التي تهدر سنويا هي من اقتصاد الوطن التي يفترض الحفاظ عليها. وطالب المناشي عند إنشاء هيئة المقيمين أن يقيم المثمن كي لا تحدث تلك الأضرار الكبرى، مشددا على ضرورة وجود لجنة في كل مدينة لرؤية المثمنين واختبارهم، مطالبا بضرورة أن يكون المثمن يمتلك خبرة لا تقل عن عشر سنوات، مع خضوعه لفحص اللجنة العقارية. فالحاصل أن البعض يأخذ دورات لمدة خمسة أيام ثم يعطى شهادة التثمين، فهذا ليس معقولا، وأصبحت الشهادات للتجارة وليست للتثمين الآمن. وتحسر على بعض الجرائم العقارية التي يرونها نتيجة التثمين الخاطئ، مبينا أنه في إحدى المرات حدث أن بعض المثمنين غير المعتمدين، قام بتقييم أرض بقيمة بلغت 20ضعفا عن سعرها الأصلي. من جهته، طالب عبر «عكاظ» وكيل لوزارة التجارة، رغب بعدم ذكر اسمه، بضرورة توقف مكاتب التثمين العقارية (غير المعتمدة) عن مزاولة نشاطاتها التي ساهمت في تشويه سمعة «المثمنين» المعتمدين والذين تم تخريجهم مؤخرا. وكشف المصدر عن قرب إنشاء هيئة المقيمين السعوديين التي يرأسها وزير التجارة والتي ستكون هيئة مستقلة مختصة بإعطاء التصاريح، محذرا جميع الملاك بعدم اللجوء إلى مكاتب العقار إلا بعد التأكد من وجود التصريح المعتمد. وأوضح رئيس لجنة التثمين العقاري في غرفة جدة عبدالله الأحمري أن السوق السعودية لم تكن تستوعب خلال الأعوام الماضية ثقافة التثمين العقاري ولهذا لا يمكن للناس استيعاب أمر التثمين بشكل سريع، وإنما بشكل متدرج، فغرفة جدة بدأت قبل ست سنوات بتثقيف أصحاب المكاتب بدورات عن التثمين، وأخذ هذا الأمر فترات لتدريبهم وتعليمهم. وبين أن قرار مجلس الوزراء بإنشاء هيئة المقيمين السعوديين أصبحت هناك ضوابط في وزارة التجارة لتنظيم هذه المهنة بأن تكون هناك تدريبات واختبارات ومعايير، وأن تكون مهنة ينخرط فيها الشباب السعوديين، وتكون ذات وظائف مستقلة. وكشف عن توجه غرفة جدة إلى إنشاء أكاديمية للعلوم العقارية بالتعاون مع الجمعية الكندية، وجامعة لاهاي، مبديا أسفه على الوضع الحالي للجامعات السعودية بقوله: تواصلنا مع جامعتي الملك عبدالعزيز، والملك سعود لاحتواء هذه الأكاديمية المختصة بالعلوم العقارية، ولكن للأسف لم نجد منهما أي ردة فعل، ما حدا بنا إلى التعاون مع الجامعات الأجنبية.