كانت كلمات والدته كفيلة بإقلاعه عن عالم المخدرات وعودته إلى جادة الصواب، بعد أن غاص في هذا العالم قرابة ال10 سنوات. يقول يوسف (28 عاما) من سكان منطقة تبوك «قصتي مع المخدرات بدأت بعد أن توفي والدي حينها كنت في سن ال18 وأدرس في المرحلة الثانوية، تعرفت على أصدقاء السوء في المدرسة، وكنت أخرج معهم بشكل يومي، رغم محاولات والدتي التي كانت تنهاني عن الخروج من المنزل إلا أني كنت أخالفها، حيث كنا نسهر في إحدى الاستراحات، خارج النطاق العمراني، وتعلمت في البداية «الدخان» الذي لم أكن أعرفه في السابق، وشيئا فشيئا أصبحت أدخن سجائر الحشيش». وأضاف التائب يوسف: فصلت من المدرسة وأنا في الصف الثاني ثانوي، وأدخلت الأحداث، والسجن أكثر من 5 مرات كان أغلبها بسبب قضايا المخدرات، كانت أمي تنهاني وتناصحني، لكن محاولاتها باءت بالفشل. سكت قليلا، ثم أجهش بالبكاء: في أحد الأيام دخلت إلى المنزل وأنا «سكران» ولم أكن أعي بنفسي حتى استيقظت في اليوم التالي، ووجدت أمي تبكي بجانب حجرتي وعندما سألتها قالت لي «اتق الله يا ابني، يكفي.. يكفي». يقول يوسف: دخلت تلك الكلمات إلى قلبي بشكل فضيع وكأن المولى جلت قدرته أراد أن يهديني، خرجت من المنزل وأنا متألم، لا أعرف أين أذهب، بدأت أراجع نفسي ماذا أفعل أنا بنفسي وبأسرتي، لماذا أعمل بوالدتي هكذا؟ وزاد: عدت إلى المنزل وأغلقت على نفسي الحجرة ولم اخرج ذلك اليوم من المنزل حتى أن والدتي استغربت، طرقت على باب الغرفة، وإذا بها تسألني لماذا لم تسهر مع رفقاء السوء؟، أخذت تناصحني حتى انهمرت دموعي وأحست بي. وأبان التائب يوسف أنه شيئا فشيئا تخلص من رفقاء السوء وحافظ على الصلاة والدعاء ورزقه الله وظيفة مناسبة، مشيرا الى أنه نادم على كل الماضي السيئ، خصوصا عصيانه لوالدته، متمنيا من عموم الشباب تجنب رفقاء السوء.