الموسيقى والأضواء الخافتة تمنح المكان مزيدا من الاسترخاء، من أجل ساعة «المساج» المقترحة والمتوفرة في الأماكن المتخصصة، التي يسعى لها البعض للتخفيف من الضغوطات اليومية، أو بعض الآلام التي ترهق الأجساد المنهكة، فيما يزورها البعض لمزيد من الرفاهية وتنشيط الدورة الدموية بين الحين والآخر. هذه الملاحظة الأولى التي لفتت انتباهنا في جولة «عكاظ الأسبوعية» التي خصصتها لزيارة مراكز «المساج والسونا». في الخطوة الأولى نقصد محلا للحلاقة والمساج، نشعر أن العامل يشعر ببهجة كبيرة حين يأتي له من يطلب منه إجراء جلسة «مساج»، لأنه في ظرف ساعة سيحصد (120-400) ريال، إلا أنك تصاب بحالة خوف شديد لأنك تشعر أن المسألة تفتقر إلى الجوانب الرقابية للتأكد من الجوانب الصحية المتبعة في الأدوات المستخدمة من قبل العاملين، ومهارة العاملين على «المساج أو الحمام» وتخصصهم لممارسة هذا العمل، ويتركز كل التفكير في ما يستخدم من مواد وأدوات، وإمكانية أن تكون وسيلة لنقل الأمراض من عامل مصاب أو عميل لديه مشاكل صحية إلى آخرين، إضافة إلى أن أغلبية الأماكن لا تتوفر بها وسائل السلامة والأمان في الحالات الطارئة. يرى صالح الزهراني أن هناك فوائد كبرى يجنيها من اجراء جلسات «المساج»وذلك لإزاحة الكثير التعب والتخلص من التوتر المستمر والأرق وضغط العمل اليومي الذي ينعكس على الجانب النفسي والجسدي، وقد وجد في المساج عاملا مساعدا على تجديد وتدفق الدم بشكل جيد أثناء تنشيط الدورة الدموية والأنسجة والخلايا بأنواعها فيما تساهم في اخراج السموم الساكنة في الجسد. ويشير عبدالله العقيلي إلى أن ما يشغل باله مستوى النظافة حيث يصنف نفسه من النوع «الشكاك»، لذا يحرص على تنبيه العامل على المساج إلى أهمية نظافة الأدوات المناسبة من «فرش» و«مناشف»، ويرى أن القيام بالمساج أسبوعيا له فائدة كبرى، إضافة حمام «السونا»، مؤكدا على أهمية توفر الخبراء المختصين في هذا المجال، مؤكدا أن من الضروري التدقيق في اختيار الأماكن المتخصصة الكبرى التي تمارس هذا النشاط الحيوي الذي يشمل أنواعا متعددة للمساج التي تقدم «الصيني»، «الياباني»، «التايلندي»، «الإندونيسي»، حسب الرغبة الشخصية. ويؤكد معافا حكمي على أهمية فحص العمالة في المراكز المتخصصة لتجنب نقل الأمراض المعدية والتأكد من تخصصهم وحملهم شهادات في مجال «المساج»، منوها إلى أنه لا يمكن لأي إنسان عمل مساج وخصوصا إذا كان يعاني من اصابات سابقة في جسده، لأن ذلك سوف يسبب له حالات ومضاعفات كبرى تؤدي إلى مزيد من التعب بدلا من الراحة. ويشير فهمي القحطاني إلى أنه للأسف الشديد فإن «الحلاقين» هم من يقومون بجلسات «المساج» في معظم الأماكن في جدة، فنجد أن صالون الحلاقة بعد نجاحه، يسعى للتطور وبالتالي يدخل توسعا في نشاطه بإضافة «المساج» و«السونا» والحمام «المغربي، التونسي، التركي»، فيما هم يفتقرون للأيدي العاملة المتخصصة في هذه المهنة، ومن ثم يصبح «الزبون» حقلا للتجارب، مضيفا أن معظم الأماكن تحتاج إلى تقييم مستمر في مستوى النظافة لمنع انتشار الأمراض المعدية. ويرى عبدالصمد الطويرقي أن جلسات المساج أو التدليك لا بد أن تكون في اطار التخصص بإشراف طبي عبر أحد المستشفيات، فالمساج ومن يقوم به لا بد أن يكون على دراية بأنواع العضلات التي تحتاج إلى تركيز أكبر، وطريقة التعامل مع العضلات والمفاصل والعروق، كون التعامل بالشكل السلبي قد يؤدي إلى أضرار كثيرة، بدلا من الراحة والاسترخاء. ويشير بهجت محمد (عامل مساج) إلى أن معظم الزبائن الذين يقومون بزيارتهم يأتون إليهم بناء على توصيات طبية، حيث يشير الأطباء بأهمية إجراء جلسات مساج متعددة لوجود آلام في أسفل الظهر أو الأكتاف أو الرقبة، وتدليكها باستمرار لمدة شهر أو أكثر، مشيرا إلى أن المستشفيات لا تستطيع استيعاب كل هذه الأعداد المتزايدة ممن يسعون إلى العلاج الطبيعي بأسعار رمزية لا تصل إلى أكثر من 300 ريال، مضيفا أن ما يقومون به مفيد جدا للجسم ويسهم في تحريك الدم المتجمع في مناطق معينة من الجسم وتنشيط الخلايا للقيام بعملها بالشكل المطلوب، ويسهم في تجديد الدورة الدموية وازالة الآلام من المناطق المتعبة. ويشدد صالح الجيزاني إلى من المهم والضروري أن تكون هناك محلات متخصصة في «المساج» و«السونا» ذات معايير عالية من الرقابة والجودة، مؤكدا على أهمية أن تكون هناك نظرة في مسألة إصدار التراخيص المطلوبة وألا تكون منطوية تحت غطاء الأندية الرياضية العامة، مشيرا إلى أهمية التأكد من نظافة وسلامة جميع اللوازم الخاصة ب«المساج» وأماكن حمامات «السونا»، منوها إلى أن الحل يكمن في صيغ رقابية دورية من قبل البلدية وغيرها للتأكد من صلاحية وسلامة المنتجات المستخدمة، وأماكن العمل ونظافتها ولياقة العاملين فيها صحيا، ليكون هذا النشاط بعيدا عن «الخبط» الذي يسمى «مساج» و«الحرارة» التي تسمى «سونا»، فالنظافة والإعداد الجيد وتقديم الخدمة بشكلها الصحيح هو ما يساعد على استمرارها ونجاحها والاستفادة منها وإقبال الجميع عليها، بعيدا عن الديكورات والموسيقى والإضاءة الجمالية.