مما لا شك فيه أن ما بذلته المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير الخدمات في المشاعر المقدسة، إنجاز غير مسبوق على مر العصور، ولا ينكر إلا جاحد ما تبذله المملكة والقيادة الحكيمة لخدمة ضيوف الرحمن كل عام، وتبذل الغالي والنفيس من المال والفكر وجهد الرجال، لتكون الأماكن المقدسة بأحسن حال لاستقبال زوار بيت الله الحرام ومسجد نبيه. ولا يخفى على متابع أن التوسعة التي تجرى حاليا في المسجد الحرام، والتي هي الأكبر تاريخيا، تحتاج إلى وقت وجهد ومساحات كبيرة تشغلها معدات وآليات ومواد البناء لإنجاز هذا المشروع الضخم، وما حديث سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، إلا دعوة عالم يرى أهمية أن يستجيب المسلمون حكومات وشعوبا وأفرادا لقرار حكومة المملكة تخفيض أعداد المعتمرين، وتخفيض نسب حجاج الداخل والخارج لأعوام معدودة لا تتجاوز سنتين أو ثلاثا، وأنه أمر ضروري ولا بد من الاستجابة له وتطبيقه؛ لأنه يحقق مصلحة الأمة على المدى الطويل، ويعمل لأجل راحة الحجيج وأداء النسك بشكل ميسر في المستقبل. لم يكن الحج بهذا اليسر وهذه السهولة كما هو اليوم، بفضل من الله تعالى ثم بالجهود المباركة لحكومة المملكة وما تقدمه من ميزانيات مفتوحة لكل ما من شأنه تطوير الحرمين وتيسير أداء النسك على الحجيج، وسيكون أسهل بإذن الله بعد انتهاء مشاريع التوسعة وقطار الحرمين، خدمة لضيوف بيت الله وابتغاء لمرضاته عز وجل. وكل مسلم شاهد على أرض الواقع أو على الفضائيات ما أنجز في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة يعرف حجم المنجز وحجم المبذول لإنجازه، ويوقن أن تخفيض النسب من مصلحة الأمة ورفعتها وعلو بنيان مقدساتها كعلو شأنها.