فرضت الفتاة السعودية وجودها ونجحت في كثير من المجالات التي بدأت في اقتحامها مؤخرا بعد أن كانت حكرا على وافدات ووافدين من عدة جنسيات. وأبدعت في تنسيق وتنظيم وتجهيز حفلات الأعراس بما يتناسب مع مختلف الأذواق، حيث خاضت بقوة التجربة في المحلات المتخصصة في تقديم هذه الخدمة. وقال عدد من منسقات الحفلات ل«عكاظ» إنهن سعيدات بما حققنه من نجاحات باهرة، مشيرات الى أن الأمر لا يتطلب أكثر من الجرأة والثقة في النفس، ويحقق عائدا ماديا جيدا للفتاة التي تقدم عليه دون وجل أو تردد. بينما أكد عدد ممن تعاملن معهن أن التجربة مبشرة ويمكن تكرارها في مجالات أخرى للاستفادة من طاقات ومواهب فتيات الوطن بدلا من تعطيلها في انتظار الوظيفة الرسمية. وحسب رهام الحمد فإن منسقات الحفلات السعوديات لفتن أنظار الجميع اليهن بما يقدمنه من تنسيق رائع ومتميز للحفلات خاصة حفلات الأعراس والتخرج وسابعة المواليد. فهن يرتبن وينسقن كل متطلباتها بما في ذلك «دبش العروس» الذي يصمم لها بشكل يجذب الانظار. وتحدثت عن تجربتها مع منسقة سعودية قائلة إنها اتفقت معها لتنسيق حفل زفافها قبل اسبوع واحد فقط من موعده. ومع ذلك تمت جميع الأمور حسب ما يرام. وقالت إن المنسقة السعودية تحظى بثقة الجميع، فهي تراعي وتحترم المواعيد والعادات والتقاليد في طريقة تنسيق حفل العرس خاصة فيما يتعلق بالضيافة وديكور القاعة الذي تحرص العروس دائما على تنسيقه بما يتناسب مع فستان زفاف ومسكة العروس. كما أن المبلغ الذي تتقاضاه مناسب مع الخدمات التي تقدمها. وقالت أم خالد إنها أم لخمسة أبناء يستعد أحدهم للاحتفال بزواجه قريبا. ونظرا لأنها ليست لديها فكرة متكاملة عن طريقة تنسيق قاعة الحفل وليست لديها أحد يرشدها على كيفية التنسيق. اتفقت مع منسقة حفلات سعودية وكلها ثقة في أن حفل زواج ابنها سيتم بأفضل حال، فوجود المنسقات السعوديات يسهل الأمر الى حد كبير، ذلك أن الفتاة السعودية تعرف متطلبات المجتمع السعوي أكثر من المنسقة الوافدة التي في الغالب تكون متأثرة بقيم ومثل مجتمعها. وتحدثت أم عبدالرحمن عن اقتحامها لعالم تنسيق الحفلات، قائلة تخرجت من الجامعة «تخصص ديكور» قبل عشر سنوات ولم أجد عملا يناسب مؤهلاتي وتخصصي. وبدأت من الصفر في منزلي الى أن توسع نطاق عملي وأصبح لي مقر خاص يشهد الآن ولله الحمد اقبالا كبيرا من قبل السيدات. وأضافت الرائدات السعوديات في مجال تنسيق الحفلات اثبتن ان المجال ليس حكرا على الوافدات. فهن وان كن سبقننا في هذه المهنة فنحن نعرف أكثر منهن متطلبات الفتاة السعودية المقبلة على الزواج. وأشارت الى أن مهمة منسقة الحفلات لم تعد تقتصر على تنسيق حفلات الاعراس بل امتدت لتشمل التجهيز لحفلات الخطوبة وتخرج الطالبات والطلاب وسابع المواليد اضافة الى حفلات مدارس وكليات البنات. وقالت إن دور المنسقة يتضمن حجز القاعة وترتيب ديكورها من الطاولات والكراسي وتزيينها وكذلك الضيافات وتنسيقها واستقبال الضيوف وتوفير جميع مستلزماتهم وتجهيز العشاء. واضافت أن اعمال المنسقات السعوديات تطورت بشكل كبير بعد النجاح الذي حققنه في فترة قصيرة جدا، وأصبحت تشمل تجهيز وتنسيق «دبش العروس». وعن المبالغ التي تتقاضاها منسقة الحفلات السعودية مقابل ما تقدمه من خدمات، قالت أم عبدالرحمن إنها تتفاوت حسب نوعية التنظيم والتنسيق. فهي تبدأ من عشرة الآف وتصل الى مائة الف ريال في بعض الحالات حينما يكون مطلوبا من المنسقة توفير جميع التجهيزات بمفردها دون حاجة لمشاركة أهل العروس أو العريس. وتابعت لو كل فتاة عملت في تخصصها وانطلقت من مشروع صغير ستنجح بالتأكيد خاصة ان الكثير من الفتيات يرغبن في حفلات زفاف متكاملة دون أن يجهدن أنفسهن في الاسابيع التي تسبق ليلة العمر حتى يتهيأن لها بشكل يلفت الأنظار. اما جواهر «صاحبة مركز لتجهيز الحفلات» فقالت ان الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة. وهو ما اضطلعت به خلال الاربع سنوات التي انطلقت بها في مشروعي الصغير لتجهيز وتنسيق الحفلات، مشيرة الى أنها واجهت في البداية كثيرا من الانتقادات اللاذعة من معارضين لاقتحامها مجال تنسيق الحفلات الذي أصبح الآن من أبرز المهن المتاحة للفتيات اللواتي لديهن مواهب في التنسيق والتصميم يحملن مؤهلات في تخصص الديكور الذي فتح آفاقا واسعة لخريجاته. وأضافت جواهر في السنتين الأخيرتين اصبح الوعي اكثر لدى الزبائن الذين باتوا يحرصون على اسناد مهمة تنسيق حفلات مناسباتهم الى السعوديات ليقمن بترتيب المناسبة من الالف الى الياء لترتاح العروس وأهلها من عناء التجهيزات التي تبدأ من حجز القاعة وتتضمن العشاء واستقبال وتوديع المعازيم. وكل ذلك بمقابل مادي مناسب وأقل بكثير جدا عما يدفعه أصحاب المناسبة في حال قاموا بأنفسهم بمختلف التجهيزات من استقبال وضيافة وتوديع وتنسيق القاعة وزفة العروس والكوشة. أو تجهيز حفلات الخطوبة والتخرج والمواليد وحتى مناسبة القريقعان في بعض مناطق المملكة في شهر رمضان المبارك. واقترحت افتتاح اكاديمية تهتم بتأهيل منسقات الحفلات حتى لا يكون عملهن باحترافية وليس مجرد هواية، لافتة الى أن هذا المجال يمكن أن يوفر فرصا وظيفية عديدة للفتيات السعوديات الطموحات.