حمل رئيس الجمعية التعاونية للنحالين بمحافظة الطائف مقبول الطلحي ما اعتبره تخبطا في اتخاذ القرارات بشأن إقامة مهرجان العسل مؤخرا، مسؤولية حرمان 50 شابا من التدريب على طرق وأساليب تربية النحل وإنتاج العسل ومعرفة المغشوش منه إضافة إلى عزوف مشاركين دوليين في المهرجان. وقال الطلحي في حوار مع «عكاظ» إن فرع هيئة السياحة لا يدعمهم ويتجاهل مهرجان العسل، مشيرا إلى أن ذلك التجاهل يتسبب في تأخير وبطء مشاريع جمعية النحالين وعدم اضطلاعها بمهامها ومسؤولياتها. وحذر من الشراء من الباعة الجائلين قائلا إن جميع ما يعرضونه عسل مغشوش، ومشيرا إلى أنه لا يمكن لعامة المستهلكين معرفة العسل الطبيعي من المغشوش... ودار الحوار على النحو التالي: صاحبت مهرجان العسل عدة إشكالات كادت أن تغيبه هذا العام، فمتى أبلغتم بالموافقة على إقامته؟. في الواقع، حصلنا على الموافقة على إقامة المهرجان ضمن برنامج مهرجان «صيف الطائف أحلى 34» قبل ثلاثة أشهر، إلا أننا في جمعية النحالين تفاجأنا قبل نحو ثلاثة أسابيع بإعلان إلغاء المهرجان بحجج واهية منها أنه لا بد من موافقة وزارة التجارة. فحاولنا معرفة حقيقة ما يدور بعد إلغاء المهرجان دون مبرر مقنع. وبفضل الله ثم الجهود التي قام بها أعضاء الجمعية وصاحب السمو عبدالله بن ناصر الذي يشكر عليه ما قدمه، تقرر إقامة المهرجان. لا شك في أنه ترتبت على هذه الإشكالات عدة انعكاسات، فما هي أبرزها؟. التخبط في اتخاذ القرارات أربك خططنا. وللأسف منعت خيمة الندوات التي حرمت 50 شابا من الاستفادة من دورة وورش عمل كان أعلن عن تنظيمها لتقديم المشورة والتدريب على طرق وأساليب تربية النحل وإنتاج العسل ومعرفة المغشوش من المنتج والصالح منه. وكذلك تسبب الإعلان عن إلغاء المهرجان قبل العودة للسماح بإقامته في عزوف مشاركين دوليين وشركات عالمية من المشاركة لتبادل الخبرات والتجارب ومنها شركات إيطالية وجزائرية ومصرية. يلاحظ إقامة مهرجان العسل في مواقع مختلفة كل عام، فلماذا لا يخصص له مكان محدد ومعروف للزوار الذين يقصدون المهرجان؟. هذه إحدى الإشكالات التي تواجهنا. وقد طالبنا أمانة الطائف والمسؤولين أن يكون هناك موقع متفق عليه في وسط المحافظة أو على طريق الهدا أو الشفاء السياحي تقام فيه فعاليات المهرجان ويكون سوقا متعارفا عليه يهوي إليه جميع الزوار والباحثين ويضم جميع منتوجات الطائف التي اشتهرت بها تحت سقف واحد كالعسل والورد والفواكه الطائفية. إلى أي مدى يقدم لكم فرع هيئة السياحة والآثار في محافظة الطائف الدعم الذي تتوقعونه منه؟. للأسف لم يقدم لنا فرع هيئة السياحة والآثار أي دعم يذكر. ونطالبه بدعمنا ماليا مثلما يدعم مهرجان الورد الذي يحظى باهتمام كبير في حين يتجاهل فرع الهيئة مهرجان العسل رغم أن جمعيتنا التعاونية تأسست قبل عامين. والعسل غذاء ودواء لا يمكن الاستغناء عنه. فذلك التجاهل تسبب في تأخير وبطء مشاريع الجمعية وعدم اضطلاعها بكامل مهامها ومسؤولياتها. كم يبلغ الإنتاج السنوي من العسل وعدد النحالين بمحافظة الطائف؟. تنتج الطائف أكثر من 120 طن عسل سنويا من نحو 250 ألف خلية. وعدد النحالين في المحافظة يتجاوز 600 نحال. ما هي أنواع العسل الطائفي؟. ينقسم العسل إلى قسمين، من ناحية شهرته بين المستهلكين وكثرة إنتاجه. ويشمل القسم الأول العسل الصيفي، عسل السدر، عسل السمر، عسل الطلح وعسل الضهيان. والقسم الثاني أقل شهرة وأقل إنتاجا ويشمل عسل السيال والقتاد، عسل القرض والسلم وعسل الضربة المعروف في منطقة الجنوب بالمجري. وما هي أوقات إنتاج العسل؟. العسل الصيفي يكون إنتاجه في الغالب ما بين شهري يناير وفبراير. ولهطول الأمطار دور في تقديم أو تأخر الإنتاج. وعسل السدر ينتج غالبا في أكتوبر وقد ينتج في مارس عند هطول الأمطار على أودية السدر. بينما عسل السمر ينتج من أبريل إلى مايو وعسل الطلح في يونيو وعسل الضهيان والقتاد والسيال والقرض في يوليو وسبتمبر. كيف يمكن للمشتري معرفة العسل الطبيعي من المغشوش؟. لا يمكن لعامة المستهلكين معرفة العسل الحر الطبيعي من المغشوش، حيث لا يوجد معيار معين لطعم العسل أو لونه أو رائحته لتحديد غشه من عدمه. وننصح هنا أن يكون الشراء ممن يثق المستهلك في أمانته. ما مدى نزاهة باعة العسل الجائلين؟. أقول بكل صراحة ومن واقع عمل وكشف على ما يقدمه الباعة الجائلون إن جميع ما يعرضونه مغشوش وغير صالح. وللأسف غالبيتهم من العمالة الذين وجدوا ضالتهم في ترويج السلعة المغشوشة تحت حرارة الشمس والعرق يتقطر من أجسامهم. وسبق أن طلبنا من الجهات ذات الاختصاص ملاحقتهم ومعاقبتهم. ونحن في الجمعية لدينا لجنة مشكلة من سبعة أعضاء تتابع ما يعرضه الباعة الجائلون واتضح لها بنسبة كبيرة أنه غير أصلي. ما هي أبرز مشاريع الجمعية التعاونية للنحالين؟ وكم عدد أعضائها؟. أبرز مشاريعنا إقامة المهرجان الثالث بجهود من الجمعية والأعضاء والمنظمين الذين نوجه لهم الشكر على ما أسمهوا به من مجهودات نقلت عسل الطائف من إطار المحلية للعالمية. ويصل عدد أعضاء الجمعية إلى 42 عضوا. وما هي أهدافكم المستقبلية؟. هناك عدة أهداف تصبو إليها الجمعية منها مكافحة الغش وخدمة النحالين في مجال تعلم الطرق الحديثة في تربية النحل وسبل إنتاج العسل وتوفير المستلزمات ذات النوعية الجيدة وكذلك تفعيل قرارات مجلس الوزراء بشأن النحالين مع الجهات الرسمية إضافة إلى حرصنا على إيصال السلعة إلى مضمار العالمية وإنشاء مركز متخصص لتنظيم الدورات التدريبية للشباب ودعمهم. هل لديكم مشاركات دولية؟. نستعد حاليا للمشاركة في معرض الأبومنديا للعسل في دولة أوكرانيا في نهاية الصيف حيث وجهت الدعوة لجمعيتنا للمشاركة في المعرض. وقد وجهت لنا الدعوة لتبادل التجارب والخبرات من بريطانيا وفرنسا والجزائر ومصر، وسبق أن عقدنا ورشا هناك.