تستهوي الأعراس الجماعية عددا كبيرا من شباب قبائل بني سعد في جنوبي محافظة الطائف، رغم أن قلة تختار التغريد خارج السرب خضوعا لضغوط اجتماعية أو رغبة في إقامة حفل زفاف مستقل مع ما يكلفه ذلك من مبالغ ترهق ميزانيته وقد يضطر للاستدانة. تلك محصلة استطلاع أجرته «عكاظ» ورصدت من خلاله مرئيات بعض الشباب الذين أكملوا نصف دينهم في أعراس جماعية، حيث قال رائد الخديدي: «لم تكلفني مناسبة زواجي غير ألف ريال فقط كغيري من العرسان الذين تزوجوا في عرس جماعي وجميعنا من أبناء قبيلة الكشمة من خديد». وأضاف: «لم تواجهني أية مشكلة مادية في بداية حياتي الزوجية لأن مشاركتي في الزواج الجماعي مكنتني من توفير مبلغ كبير كنت سأنفقه وربما أحتاج إلى المزيد من المال في حال كنت أقمت حفل زفاف بمفردي، وكان العرس الجماعي بالنسبة لي ولأصدقائي وأقراني من أبناء القبيلة مناسبة سعيدة تظل عالقة في الذهن مدى الحياة وتجسد قيم التكافل الاجتماعي التي نتمنى أن تظل سائدة دائما وأبدا». وأشار إلى أن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يرجع إلى أعيان قبيلة الكشمة الذين يشجعون على تقليل تكاليف الزواج ابتداء من المهور ومرورا بالتكاليف الأخرى التي يتكبدها البعض من باب التباهي والبذخ ليدفعوا ثمنها غاليا في وقت لاحقا وقد تنعكس سلبا على حياتهم الأسرية. وقال كل من أحمد عيضة الكشيمي، منصور عوض الكشيمي، عبدالرحمن الكشيمي، فهد الكشيمي وعبدالعزيز الكشيمي إن زواجهم ضمن العرس الجماعي ينطوي على مضامين خيرة، فهو وفر لهم مبالغ كبيرة كانوا سينفقونها في ليلة واحدة إذا اختاروا الزواج الانفرادي. ورأوا أن الأمر يتعدى التوفير المادي ليشكل بادرة تشجع الشباب على تحصين أنفسهم في وقت كثرت فيه المغريات التي تدفع على سلوك طرق غير سوية. وأهابوا بجميع الشاب حذو حذوهم ليبدؤوا حياتهم الزوجية دون منغصات يستمر أثرها طويلا. وحسب شيخ قبيلة الكشمة متعب بن عبد ربه الكشيمي الخديدي فإن فكرة الزواج الجماعي بدأت عندهم قبل 38 عاما، حيث كان أبناء القبيلة يجتمعون في صيوان ويذبحون الذبائح ويطبخونها بنفس الموقع. ويجمعون مبلغا يوزع بالتساوي على الجميع ومنهم العرسان. ويقول متعب الخديدي إن ذلك استمر طوال السنوات الماضية بجهود أبناء القبيلة لأنه يساعد العريس ويقلل من المبالغ الكبيرة التي تدفع في مثل هذه المناسبات إضافة إلى أنه يجمع أبناء القبيلة ويعزز بينهم أواصر الألفة والمحبة. ويرى محمد الربيعي أن الزواج الجماعي يساهم بشكل كبير في تقليل تكلفة الأعراس، قائلا: «بدلا من أن يدفع العريس نحو 50 ألف ريال لإقامة حفل زواج بمفرده يدفع في العرس الجماعي خمسة أو عشرة آلاف فقط حسب عدد العرسان. وهو مبلغ في متناول الجميع ولا يشكل عبئا كبيرا على أحد ولا يؤثر على ميزانيته». تقليص النفقات يعدد حامد المنصوري مزايا وفوائد الزواج الجماعي وأبرزها تقليل الخسائر المادية والتقاء أبناء القبيلة الذين باعدت بينهم المسافات، مشيرا إلى أنه بدلا من قضاء الإجازة في التنقل بين قصور الأفراح يختصر العرس الجماعي الزواجات في ليلة واحدة يتفرغ بعدها كل أحد لشؤونه الخاصة.