مظهر جديد بات مألوفا في شوارع تبوك يخل حتما بمعادلة النقاء والعذوبة، ويعكر صفو سر الحياة الذي جعل الله منه كل شيء حي، ما يشكل خطرا على الصحة العامة، حيث يتخذ الباعة الجائلون غير النظاميين من قارعة الطريق مقرا لنشاطهم داسين «السم في العسل»، في غياب الرقابة، فهذا يؤكد أنها مياه زمزم والآخر يقسم أنها أجود أنواع المياه الصحية، وبين هذا وذاك يتساءل المستهلكون.. من المسؤول؟ أوضح ل«عكاظ» المواطنان سعود ذياب وفهد البلوي أنه من المألوف أن تجد المواطنين يتزودون من هؤلاء الباعة حيث يتخذون من أرصفة الشوراع متكأ لصهاريجهم ومركزا لممارسة نشاطهم غير الآمن، في مخالفة واضحة لشروط الصحة العامة أولا، ومخالفة صريحة لأنظمة المرور في المقام الثاني، حيث إن هذه المياه ليست موثوقة المصدر ولا يعلم من أي الآبار جلبت، ناهيك عن أن هؤلاء الباعة يعملون بعيدا عن أعين الجهات المسؤولة وقد تكون مياههم التي يبعونها على المستهلكين تدس «السم بالعسل»، متسائلين عن دور الجهات المعنية حيال الموضوع وفي مقدمتها مراقبو الأمانات لمنعهم، مناشدين وزارة الصحة للعمل على تثقيف المواطنين حول هذه المياه ومصادرها ومضارها الصحية، ولماذا الصمت عنهم، وعدم ممانعتهم خاصة أن هناك آبارا مرخصة من قبل الجهات المعنية. ويقول المواطن ماهر عويض الفايدي من محافظة أملج: نشتري المياه من هؤلاء بأسعار مبالغ فيها والمحك الرئيس هو القسم الذي يفاجئنا به البائع «والله العظيم مياه بير أو مياه زمزم»، وبالتالي فمن حلف نفترض فيه أن يكون صادقا، مشيرا إلى أنه ذات مرة تزود بالمياه من أحد الباعة مؤكدا أنها زمزم، ثم اكتشف فيما بعد أنها من إحدى الآبار المحلية المالحة غير المرخصة والموجودة في منطقته. أما البائع (م.ن.م) فيؤكد أن المياه التي يبيعها نظيفة وصالحة بنسبة مائة في المائة حيث إنه يجلبها من إحدى الآبار بعد أن يتأكد من نظافتها من الداخل، مشيرا إلى أنه باب رزق له ولأبنائه، لافتا إلى أن البعض يسوقون لمياههم على أنها مياه زمزم من باب التحايل على المستهلك وترغيبه في شرائها. ويحذر الدكتور زكي زكي رمضان «استشاري صحة عامة» من خطورة المياه الملوثة بشكل عام على صحة الإنسان، مشيرا أن أكثر من ستة ملايين شخص حول العالم يلقون حتفهم بسبب تلوث المياه، مؤكدا أن صحة المياه من صحة الإنسان، لذا لابد من التوازن بين الأمرين حتى تسير الحياة على منهجها الصحيح، فالإنسان يجب ألا يهدر الماء ولا يسرف فيه ويجب عليه المحافظة على صحة المياه من خلال المحافظة على البيئة التي يعيش فيها، وألا يجعل الماء سببا في تدهور صحته من خلال تعرض صحة المياه للملوثات وغيرها. ويضيف قائلا: انتشرت في الآونة الأخيرة في الشوارع صهاريج «وايتات» لبيع مياه الشرب غير معروفة المصدر للكثير ويتم بيعها على أنها مياه آبار من مناطق مختلفة ويؤكد العاملون على بيع هذه المياه أنها نقية ونظيفة، غير أن هناك مآخذ كثيرة على هذه الصهاريج «الوايتات» وأهمها النظافة الدورية المطلوبة لها حيث يجب تنظيفها وتطهيرها من الداخل دوريا ومراعاة نظافة فتحة صرف الماء «فتحة الشيب» وخرطوم التفريغ وأن يكون غطاؤها محكما والأهم يجب وضع علامة على الصهاريج أنها مخصصة لنقل مياه الشرب فقط حتى نتجنب استخدمها في عملية نقل مياه الصرف. مشددا على ضرورة فرض رقابة صحية دقيقة وتحليل دوري للآبار لتحديد صلاحيتها بيولوجيا وكيميائيا للاستخدام البشري. ومن جهته أوضح ل«عكاظ» مدير مياه منطقة تبوك المهندس صالح الشراري أن إدارته وبالتعاون مع أمانة المنطقة تقوم بأخذ عينات عشوائية من مياه الصهاريج لتحليلها ومخاطبة الأمانة في حال وجود تلوث بها أو مخالفات، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة موجودة وهي تجد الدعم من شريحة كبيرة من المواطنين الذين يرون أن مياهها طبيعية وخالية من الإضافات الكيمائية.