أجمعت عدد من الموظفات في المدينةالمنورة أن المرأة تفضل العمل مع الرجال وليس مع بنات جنسها بسبب الغيرة، وأن الواحدة تفضل أن يكون رئيسها في العمل رجلا وليس امرأة ، لافتات إلى أن هذا التفضيل له عدة أسباب منها ازدواجية الفكر والقرارات وتذبذب الآراء وتعطل المصالح والمحاباة في التعامل، فضلا عن أن المرأة التي تشغل منصبا مرموقا غالبا ما تكون متسلطة. وبينت الموظفات أن الكثير من النساء يجدن أن العمل مع الرجال وفي وسط بعيد عن الاختلاط كما هو الحال في المستشفيات مثلا أفضل من العمل مع بنات جنسهن. وفي هذا السياق أوضحت مها السعدي المعلمة بالمرحلة المتوسطة بإحدى مدارس المدينةالمنورة بقولها: «تقدمت بطلب لكي أترقى لوظيفة مساعدة بعد خدمة قاربت على العشرين عاما في التدريس ولكني لم أستطع الحصول عليها بسبب أن هناك ازدواجية بين قسم البنين والبنات بالتعليم خاصة وأن هناك بعض النساء اللاتي أتعامل معهن ويتحدثن إلي بطريقة فوقية ويمارسن المحاباة في التعامل مع الكوادر التربوية. أما التعامل مع الرجال فهو مختصر وعملي على عكس التعامل مع النساء واللاتي لديهن أمزجة في تعاملاتهن تتسبب في أضرار نفسية وعملية للمعلمة». ومن جانبها، قالت أشجان سعيد والتي تعمل في مجال الصحة: «عانيت كثيرا في مقر عملي عندما كانت ترأسني امرأة، فقد كانت تتعامل معنا على أساس أننا خادمات مطيعات لديها حتى الابتسامة لا نجدها منها وتقوم بإصدار قرارات وإلغاء أخرى بما لا يتناسب مع مهامات عملنا، لذلك تركت القسم الذي أعمل به معها وذهبت إلى قسم آخر تحت إشراف رجل، وسارت الأمور على أحسن حال، حيث وزعت مهام عملنا وكل يعمل على المهام المنسوبة إليه دون وجود ذبذبة في العمل أو مزاجية في التعامل، حتى أن التعامل مع الرجل لا يوجد به أحاديث مطولة وفارغة بل أحاديث مختصرة ومحددة الأهداف». وتؤكد أشجان طاهر مديرة تسويق في إحدى القطاعات الخاصة أنها تعاملت مع النساء والرجال ووجدت أن تعامل الرجل فيه الكثير من الجدية والإنجاز والنجاح، أما التعامل مع المرأة خاصة إذا أمسكت بمنصب إداري فإنها تتعامل مع الموظفات بطريقة استفزازية تضيف على أجواء العمل نوعا من التوتر وبالتالي تفقد الموظفة قدرتها على العطاء لذلك أنا ضد أن تتولى المرأة مهامات قيادية أو إدارية. وقالت سعاد المحمدي إن العمل مع نساء أخريات بمثابة جحيم تنكوي المرأة بنيرانه يوميا، فالنساء يحملن ضغينة لبعضهن البعض وخاصة في بيئة العمل بسبب الشكاوى التي توجهها حواء إلى زميلتها في العمل. وتابعت أن العمل مع الرجال نعمة كبيرة لا تقدر بثمن وأنها لو تم تخييرها بين وظيفتين الأولى مع مجموعة من النساء براتب عال والثانية مع رجال بمرتب أقل ستختار العمل مع الرجال بدون تردد. ومن جانبها، أوضحت فاتن عبدالله بأن النساء يحملن ضغينة لبعضهن، خاصة في بيئة العمل، فغالبا ما تكون هناك إحدى الموظفات التي تريد أن تصعد على جثث الأخريات فتشن الحرب وتدمر كل أخضر أمامها. سلوكيات الغيرة أوضحت خبيرة في مجال التوظيف أن المواقع التي تضم رجالا ونساء كما هو الحال في المستشفيات يكون العمل فيها أكثر يسرا من الإدارات التي يقتصر العمل فيها على السيدات وذلك لعدة أسباب منها: أن للمرأة أكثر من دور في الحياة فهي زوجة وأم وامرأة عاملة، وقد تتولد سلوكيات الغيرة من المحيطات بها إذا نجحت في كل هذه الأدوار ووصلت إلى منصب رئيسة، خاصة إذا كانت هناك امرأة لها نفس الظروف ولكنها لم تستطع أن تنجح في عملها. من جهة أخرى، أوضحت أستاذة الصحة النفسية بجامعة طيبة عهود الرحيلي عن رغبة الموظفات بالعمل مع الرجال، وقالت «تفضل بعض النساء التعامل مع الرجال بدلا من التعامل مع مثيلاتهن من النساء ولعل الأمر يعود إلى الجوانب الفطرية والغريزية في المقام الأول، فمن طبيعة الإنسان أن كل جنس يميل للجنس الآخر كما أن المرأة تتغلب عليها الحاجة إلى الشعور بالتقدير وغالبا ما تشعر به عند التعامل مع الرجل بحكم أننا مجتمع نشأ دينيا واجتماعيا على ضرورة احترام الرجل للمرأة وتقديره لها بالإضافة إلى أن النساء قد تتغلب عليهن عاطفة المنافسة والغيرة من مثيلاتهن فيتقاعسن في أداء مهامهن الوظيفية التي تخدم النساء على العكس من الرجل الذي يحكمه المنطق والعقل في العمل بالإضافة إلى أن الموروث الاجتماعي في مجتمعنا يشير إلى أن الرجل غالبا هو الأكثر كفاءة وجدارة في مجال العمل وقادر على الإنجاز بطريقة تفوق النساء لاسيما أن مخرجات التعليم النسائي هي في معظمها موجهة نحو العمل الأكاديمي وبعيدة عن التدريب على مواجهة الجمهور وأساسيات العمل المهني والإداري وبذلك فنحن بحاجة إلى تغير الفكر والمعرفة حتى يتغير السلوك.