تتصاعد نغمة الريشة الناعمة في الكثير من المعارض الفردية والجماعية في جدة، والتي تضم العديد من الأسماء النسائية اللامعة في مجال الفن التشكيلي، غير أنه رغم وجود زخم كبير في مجال الفن التشكيلي، فإن الكثير من الفنانات أوضحن أن عربة الريشة الناعمة والمتمثلة في التشكيليات تتوقف في صحراء تغيب فيها الظلال، وأن جميع مشاركاتهن في المعارض عبارة عن اجتهادات شخصية. ودعت التشكيليات إلى ضرورة تفعيل دور لجان الفن التشكيلي التي لا تحرك ساكنا - وفقا لوصفهن، لافتات في نفس الوقت إلى أن التشكيليات السعوديات عبرن إلى فضاءات زاخرة بالإبداع، وأن الفن التشكيلي طقس يحمل في طياته هموم التراث. وطالبت التشكيلية المخضرمة ليلى جوهر بدعم الفنانات التشكيليات، موضحة أن أغلب المعارض التي تقام بمشاركة العنصر النسائي هي بدعم شخصي من تشكيليات تخطين الصعاب وبذلن مشوارا طويلا في سبيل عرض لوحاتهن وإبرازها. وأضافت أن التشكيليات الواعدات لا يجدن الدعم من الرموز البارزين في مجال الحراك التشكيلي: «أتابع منذ فترة ما يحدث في ساحة الفن التشكيلي، والملاحظ أنه لا يوجد نهوض فعلي لمستقبل الفنانات التشكيليات، إذ إن ما يتم تقديمه يتمثل في إجتهادات شخصية من الفنانة نفسها رغم أن هناك فنانات تشكيليات وصلن إلى مصاف العالمية». من جهتها تعتبر الفنانة سعاد بلخضر مديرة مرسم المبدعين في جدة أن الريشة واللوحة أداة تعبيرية لكافة شرائح المجتمع، خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة وما يكنونه بداخلهم من تعبير عن معاناتهم مع الإعاقة وعدم تقبل المجتمع لهم وتهميشهم. وأضافت بلخضر: «من واجبي كتشكيلية ومحبة لهذا الفن أن أكون لهم خير داعم، وأقف بجانبهم لطرح ما لديهم من حوار ومخاطبة للمجتمع بصورة فنية جميلة ومعبرة». وتابعت بقولها: «في عدة ملتقيات لمسنا إبداع هذه الفئة التي تحدت وكسرت قيود الإعاقة لتحولها لفن مدروس ومقنن، تواجه به المجتمع وتكون بناءة فيه، وأبوابنا مفتوحة لهم في كل حين». وقالت الفنانة التشكيلية لينا سنبل المميزة في فن النحت وسبق وأن شاركت في العديد من المعارض الجماعية: «نحن نعي كفنانات أن الفن يمثل الشعوب في كل عصر ومكان، وهو عبارة عن سيناريوهات تبث روح الحماس وتجعلنا نفكر ونطرح أفكارا جديدة تضفي على الفن لمسات إبداعية تنقلنا إلى العالمية لنمثل هذا الوطن الغالي». وترى سنبل أن التحيزات «معدومة تماما من داخلنا، لأننا فنانات نعبر بكل ثقة عن أنفسنا، وهذا ما نتوقعه ونتأمله دائما وأبدا»، وتميزت سنبل بكونها فنانة تضع ثقافة شعبها في قالب تشكيلي بحت يبرز مدى تطور ثقافتها كسيدة سعودية أثبتت مدى قدرتها في نقل الصورة الكلاسيكية لهذا التراث الغالي، وسبق وأن شاركت سنبل من خلال ريشتها في عدة معارض دولية. وفي ذات السياق أوضحت التشكيلية وفاء خنكار أن المرأة السعودية تعد نموذجا مشرفا في كافة المجالات، والفن التشكيلي يعتبر من المجالات التي أبدعت فيها مجموعات كبيرة من كافة المناطق من خلال مشاركتهن ومبادرتهن بلوحاتهن الفنية التشكيلية المنوعة، وتعتبر خنكار من التشكيليات البارزات اللواتي قمن بدعم وكشف المواهب بمنطقة مكةالمكرمة، وقدمت عدة موهوبات في فنون متعددة إضافة لمشاركاتها المتعددة بلوحاتها الفنية التي لاقت استحسان كثير من مهتمي ومحبي الفن. أما التشكيلية إشراق عبدالخالق التي شاركت بلوحاتها المميزة في عدة معارض، فأكدت مدى ما يحويه داخل كل فنان من مخزون فكري وما يحويه من أفكار ومحاور تعالج قضايا وهموم كافة شرائح الوطن ومن خلال لوحاته، وأكدت أن المرأة تشارك وطنها بكافة حالاته وتقدمه للعالم بصورة خيالية وإبداعية تمثل ثقافة وطن وتحاكي تراثه. دعم المواهب الفنان التشكيلي سامي الدوسري عضو جمعية الثقافة والفنون ورئيس مجلس إدارة بيت الفنانيين التشكيليين في جدة سابقا، أوضح أن هناك جهات معنية كلجنة الفنون التشكيلية في الغرفة التجارية ولكنها لا تخدم الفن التشكيلي ولم تقدم أي دعم لإبراز إبداعات الموهوبات. ولفت الدوسري إلى أنه من حق التشكيليات أن ينتقدن القصور في الدعم، موجهة رسالة للجهات المعنية بأن تحرك نشاطات الجمعيات واللجان المتعلقة بهذا الجانب وتدعمها ماديا إضافة لوجوب دعم رجال الأعمال للمواهب الشابة.