كشف الدكتور سعيد محمد سعيد باديب (مؤلف كتاب «الإرهاب الإيراني حقائق وبراهين»)، في مقدمته، عن تردده في إصدار الكتاب للظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية في بعض دولها جراء الثورات التي اندلعت وخلفت نهايات محزنة. وقال «لم يقتصر ترددي في إصدار الكتاب على ظروف الربيع العربي، بل أيضا لاستخدام إيران لشتى الوسائل السرية والوهمية في نشاطها الإرهابي، واتباعها لأساليب مبتكرة وشيطانية في تنفيذ عملياتها الإرهابية، فضلا عن تكليفها لأطراف أخرى كالجماعات الإرهابية المعروفة والأحزاب المختلفة التي تتبعها بعمليات إرهابية نيابة عنها، واستغلال السفارات والقنصليات الإيرانية لتسريب الدعم المالي واللوجستي للعصابات الإرهابية الموجودة في بلد المضيف». ونوه بأن كل العوامل الآنف ذكرها أسهمت في تردده في الكتابة عن إيران وإرهابها حتى شاء الله أن يصدر الطبعة الأولى من الكتاب. وتطرق عبر كتابه: «الإرهاب الإيراني حقائق وبراهين» للسياسة الإيرانية الخطيرة، إذ أوضح أن إرهابها يشكل جزءا هاما من سياستها، قائلا «إرهاب الدولة أخطر من غيره لأسباب هي: الإمكانيات المادية التي تخصصها الدولة للأنشطة الإرهابية، الإمكانيات اللوجستية التي توفرها للأنشطة الإرهابية، والقدرة على تجنيد أكبر عدد من الإرهابيين داخل البلاد، ديمومة هذا النوع من الإرهاب ما دام نظامها قائما، فضلا عن قدرة الدولة الراعية للإرهاب على تجنيد إرهابيين من دول أخرى». وذكر عبر كتابه الذي حوى خمسة أبواب: وهي إرهاب إيران الداخلي، وإرهابها الخارجي، والإرهاب ضد المملكة، والإرهاب النووي، وعلاقات وتدخلات إيران في بعض الدول العربية وتبعاتها، وذكر أن إيران ليست الدولة الوحيدة المتورطة في الإرهاب، لكنه تناولها باعتبارها بلدا مجاورا لدول الخليج، ولتأليفه كتابين قبل ذلك في ذات الشأن. ونوه بأن المزعج في تتبع الإرهاب وعملياته التي قامت بها إيران أو تخطط لها هي السرية، كما أن الكثير من العمليات الإرهابية والاغتيالات الدموية التي حدثت في معظم دول العالم وقاراته كانت إيران وراء الكثير منها. وأشار في باب الإرهاب الداخلي لإيران إلى استغلال الحكومة الإيرانية للوازع الطائفي لتحقيق رغباتها وتسلطها على الشعب الإيراني، وكيف فرقت بصورة واضحة في المعاملة بين الشيعة والسنة والعنصرية تجاه أهل السنة. وجاء في باب الإرهاب الخارجي لإيران أن رجال الدين المتشددين والحاكمين في إيران هم من يصنع سياستها ويوجهونها نحو الإرهاب، ذاكرا أهداف ملالي إيران الذين جهزوا أنفسهم للبدء في الأنشطة الإرهابية بشكل جاد مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، لتحقيق بعض الأهداف كالانتقام من دول الخليج التي ساندت العراق والتقرب أكثر من الأقليات الشيعية في عدد من دول المنطقة وغيرها. وذكر المؤلف في باب الإرهاب الإيراني ضد المملكة، أن علاقة إيران والمملكة ينطبق عليها كلمة الحذر، وأنه في الوقت الذي ذهبت إيران لإيقاد الفتنة بنشر التشيع في الأوساط السنية بكل الطرق الملتوية والادعاءات الباطلة، عملت المملكة على بناء المساجد والمدارس الدينية وتوزيع الملايين من نسخ القرآن في الدول العربية والإسلامية، وهي بذلك واثقة من نفسها، وليست بحاجة للبحث عن طرق أو وسائل تزيد من شأنها أو شهرتها، كما هو الحال الإيراني. أما باب علاقة إيران وتدخلاتها في بعض الدول العربية وتبعاتها، فبين أنها تسعى جاهدة إلى التغلغل في دول العالم الإسلامي لتعزيز وجودها في العالم ونشر مذهبها، كما تعمل عالميا على تغيير وجهات نظر العالم حول توجهاتها السياسية وطموحاتها الجغرافية، وتسعى لإقناع العالم بأنها دولة سلام وتحاول إزاحة التهم المتورطة بها كدعم الإرهاب وممارسته، والتبشير الطائفي في العالم الإسلامي، والتدخل في شؤون الدول المجاورة، وتأييد الأحزاب والجماعات المعارضة في بعض دول العالم، والطموح في الحصول على السلاح النووي، والتعامل السيئ مع طبقة المعارضين لها في الداخل. وأهدى المؤلف شكره عبر الكتاب إلى بناته الثلاث: عفت، عندليب، والعنود، اعترافا بمساعدتهن له، وبذلهن الجهد في جمع وتنظيم معلومات الكتاب.