دائما ما تثير عبارة «ممنوع اصطحاب الأطفال» أو «نتمنى نوما هنيئا لأطفالكم»، التي تذيل بعض بطاقات الدعوة لمناسبات الأفراح والزواجات، جدلا بين المدعوين، فهناك من يستجب، ويترك صغاره في المنزل أو مع والدهم في القاعة المخصصة للرجال، بينما غالبية الأمهات يرفضن تلك العبارة ويعتبرنها تتنافى مع الذوق الرفيع، وبها كثير من القسوة، وعدم الترحيب واحترام الضيوف، ما يدفع بعضهن إلى رفض تلبية الدعوة، والبقاء مع الأطفال في المنزل. وأكدت سهام أحمد أنها ترفض حضور المناسبات الأفراح دون أن تصطحب طفلها وطفلتها اللذين لم يتجاوزا الخامسة من العمر، مشيرة إلى أنها ترفض تركهما مع الخادمة في المنزل أو مع والدهما. وتساءلت عن مسوغات رفض دخول الصغار إلى قاعات الأفراح، خصوصا أن طفليها لا يصدر منهما ما يحدث أي تلفيات في قاعة الحفل، معتبرة العبارات التي تذيل بطاقات الدعوة وتمنع اصطحاب الصغار توحي بعدم الكرم والترحيب. وقالت: من يريدني عليه أن يتقبل كل من يأتي معي، وللأسف هناك عبارات تلاشت واختفت على الرغم من أنها تحمل في طياتها كثيرا من الترحيب والكرم، منها «اهلا بك ومن يعز عليك»، متمنية اختفاء هذه العبارات من بطاقات الدعوة. بينما طالبت نهى عبدالملك بإنشاء مواقع وصالات لألعاب الأطفال في قاعات الأفراح، حتى يفرغن طاقاتهم فيها، بدلا من الركض في ممرات القاعة وإحداث بعض التلفيات، معتبرة العبارات التي تكتب في نهاية بطاقات الدعوة وتحث على عدم اصطحاب الصغار دخيلة على مجتمعاتنا وجاءتنا من المجتمعات التي تقام فيها الاحتفالات المختلطة، والتي تحدث بها بعض التصرفات التي لا يريد الآباء لأبنائهم مشاهدتها. لكن ليلى الشهري تؤيد عدم اصطحاب الأطفال لصالات الزوجات؛ لأنهم بتصرفاتهم يكونون عالة على الضيوف وأهل المناسبة، بل ويسببون الإزعاج الدائم للجميع، مشيرة إلى أن شقاوة الصغار قد تضع أصحاب المناسبة في حرج شديد مع الضيوف، وخصوصا في القاعة النسائية التي تكون ذات ممرات ومداخل مجهزة بالفرش والورود الخاصة والمكلفة على العريس وأهله. أما منى عبدالكريم فبينت أن بناتها الصغيرات ما إن تصل بطاقة دعوة لحضور زفاف حتى يتساءلن عن إمكانية مرافقتهن لوالدتهن، ما يدل على أن تلك العبارة باتت تمثل قلقا للأطفال، لا سيما البنات اللائي يفرحن بمثل هذه المناسبات، حيث تشاهد الواحدة منهن زميلتها وصديقتها في أحسن الملابس.