لا زلنا نمارس «تمييزاً مرفوضاً» ضد أطفالنا مع بداية كل موسم للأعراس والزواجات!! فقط انظر حولك إلى أقرب «بطاقة دعوة زواج» تقع عليها عينك ستجد أنها جميعاً ذُيلت بعبارة «ممنوع اصطحاب الأطفال وجوالات الكاميرا»!! لا أعلم حقيقة السر في الربط بين «الأطفال وجوالات الكاميرا» في معظم «بطاقات الدعوة» وهل يُخشى أن يعلق في «ذاكرة الطفل» عندما يكبر شيء من الصور التي يراها في هذه الزواجات مثل ما يبقى في» ذاكرة كاميرا الجوال»؟! أم أن هذا نتيجة الإزعاج الذي يسببه الأطفال «أولاد وبنات» في قصور الأفراح؟! قد يكون هناك ما يبرر «الرجاء بعدم اصطحاب الأطفال» خصوصاً إذا ما كان هناك ترتيب معين لطاولات الجلوس والعشاء وبرنامج الفرح ..الخ، والأطفال بطبعهم «يحبون اللعب والمطامر، فهذا «الرجاء بالحرص على عدم اصطحابهم» قد يبرره «برستيج الزفة» والعشاء!! ويبقى تقدير الأمر لظروف المدعوين!! أما «منع اصطحاب الأطفال» مطلقاً حتى في تلك الزواجات التي تقام في الاستراحات التي لا تحوي تحفاً أو «برنامج وعرض زفة» دُفع فيه «الشيء الفلاني» ويُخشى أن «عيال المعازيم» يكسرون أو يخربونه فأعتقد أنه أيضاً تعدٍ و»تمييز» ضد الأطفال ومحاولة منعهم من العيش لحظات فرح اجتماعي أسري!! أين سيقضي الأطفال ليلتهم؟! ومع من؟! سؤال مهم يجب على كل «أم وأب» الإجابة عليه قبل الخروج لتلك الزواجات التي تمنع الصغار من مرافقتهم!! سيتجمع أطفال «الأسر المعزومة» في ذات المناسبة في الغالب في مكان واحد مع الخادمات ودون رقابة أو رعاية كاملة مما يعرضهم لصورة من صور الإهمال!! أو في المنزل لوحدهم وهنا خطر أكبر!! الطفل لا يملك «تفسيراً» لمنعه من حضور مناسبة قامت «أمه» بالاستعداد لها وجيشت الكوافيرات والمشاغل «لإصلاح ما يمكن إصلاحه» ولن يجد الطفل «إجابة شافية» عندما يسأل أمه «ليش ما أروح معكم»؟! يبدو أن التمييز ضد الصغار لم يقتصر على المناسبات الاجتماعية بل طال العامة أيضاً!! حيث أمطر «ثلة من الأطفال» في جدة هذا الأسبوع «حراس أحد المعارض العقارية الكبرى» بوابل من الصرخات الساخرة عند منعهم من الدخول وهم برفقة آبائهم، كما نقلت إحدى الصحف!! فقد قال الصغار للحراس «هل سنسرقكم؟».. «هل سنأكل المجسمات؟».. «تسيطرون علينا لأننا صغار».. «فتشونا لو أردتم».. «جربوا دخلونا يمكن نشتري فلل»!! إنها صرخات بريئة وشحوب وحيرة ترتسم على محيا «أطفالنا» مع كل مناسبة نُدعى إليها!! لِمَ يُمنعون من ممارسة حق من «حقوقهم المشروعة» بالتعرف على هذه الحياة والمشاركة ضمن «نسيجها الاجتماعي» في كل مناسباته السعيدة «كزهور بريئة» تزيِّن مجالسنا وقاعاتنا بصرخات «اللعب والشقاوة» وليس بنظرات «الريبة والحسد»!! ولا بهمسات «النميمة والحش» التي قد يطلقها نصف المدعوين والمدعوات!! أتمنى أن تذيل بطاقة الدعوة للزواج بعبارة «فليبارك الله لنا في زواجنا بحضور أطفالكم»! وعلى دروب الخير نلتقي.