عرف جمهور الأهلي الأمير فهد بن خالد كأحد أعضاء شرف الأهلي في الرياض والذين كانت لهم إسهامات كبيرة في دعم الفريق، وبعد ذلك اقترب ذلك العضو من الفريق أكثر فأكثر حتى بات مشرفا عاما على كرة القدم في عهد رئاسة عبدالعزيز العنقري، وبعد استقالة العنقري من رئاسة النادي تم انتخاب الأمير فهد بن خالد رئيسا للنادي الأهلي قبل عدة سنوات، مر من خلالها هذا الرئيس بالأهلي بعدة منعطفات منها ما كان مظفرا بتحقيق لقبي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال لموسمين متتاليين، بالإضافة إلى الوصول بالفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، إلا أن الدعم الكبير الذي توفر لإدارة الأمير فهد بن خالد كان من المفترض أن يكون له مردود كبير على الفريق الأول لكرة القدم تحديدا. ولكن بعد أن كان الفريق في الموسم الماضي يقدم مستويات مميزة ونتائج أجبرت الجميع على الإشادة بالعمل الجبار والكبير الذي يقوم به هذا الرئيس، إلا أن الواضح للعيان أن هذه الإدارة لم تحافظ على مكتسبات الموسم الماضي، بدءا بالتفريط بكماتشو مرورا بالتعاقد مع اللاعب الأرجنتيني دييغو موراليس والذي لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار مع الفريق، بالإضافة إلى إلغاء عقد مدرب الفريق التشيكي كارل جاروليم والتعاقد مع الصربي أليكس والذي لم يكن في مستوى آمال وتطلعات فريق يبحث عن حصد الألقاب والبطولات، حتى جاءت النتائج كما كان متوقع لها، وهي خروج الأهلي هذا الموسم خالي الوفاض دون تحقيق أي بطولة بعد أن كان نجم الموسم الماضي، فما الذي تغير في هذا الفريق، وما هي أبرز السلبيات التي ارتكبتها إدارة الأهلي والتي جعلت من فريق كرة القدم يظهر بمستوى أقل ما يقال عنه إنه عادي. «عكاظ» طرحت القضية أمام عدد من النقاد لمعرفة أبرز آرائهم حول خروج الأهلي دون تحقيق أي بطولة، فخرجت بهذه المحصلة: ففي البداية أكد الناقد الرياضي حسن عبدالقادر أن رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد ارتكب عددا من الأخطاء التي جعلت الفريق يخرج هذا الموسم خالي الوفاض، ويأتي في مقدمتها التأخر بشكل كبير في حسم التعاقد مع بديل اللاعب البرازيلي كماتشو حتى نهاية فترة التسجيل الأولى وما أثر كثيرا على سرعة انتظام اللاعب البديل موراليس في معسكر الفريق الخارجي حتى يتأقلم بشكل جيد مع الفريق قبل بدء منافسات الموسم الرياضي، وأضاف: للأسف الشديد بعد أن قررت إدارة النادي إلغاء عقد المدرب التشيكي كارل جاروليم لم تحسن في اختيار المدرب البديل، حيث جاء اختيار المدرب الصربي أليكس أقل من مستوى طموحات وتطلعات الفريق، حيث ساهم هذا المدرب بشكل كبير في تواضع مستوى الفريق في مبارياته الأخيرة من الموسم، وتابع: ولكن يجب أن نحسب للإدارة الحالية بعض الإيجابيات مثل التعاقد مع المدافع أسامة هوساوي، واللاعب البرازيلي برونو سيزار فهما إضافتان فنيتان كبيرتان للفريق. من جانبه، اعتبر الناقد الرياضي سامي اليوسف أن الأمير فهد بن خالد من المكاسب التي غنم بوجودها الوسط الرياضي خاصة وأنه استفاد من أخطاء البدايات كثيرا في طريقة تعامله مع الإعلام على أقل تقدير، إلى حد أنني أطلقت عليه لقب «صديق الإعلاميين» فهو من الرؤساء الذين يقدرون قيمة العمل والرسالة الإعلامية، فهو رجل محبوب ويستحق الاحترام والتقدير ويزداد تقديرنا له بعد اعترافه أخيرا بأن الأهلي أنهى موسمه بشكل سيئ، وأضاف: «لكن ما تقدم لا يعني أن نسكت عن تبيان بعض أوجه القصور التي مرت بها إدارته للأمور الأهلاوية مع مطلع الموسم الذي انتهى، لكن إذا تجاوزنا هذا الأمر وتعاملنا مع سياسة الأمر الواقع فإن أبرز الملاحظات لن تخرج عن التالي: وهي عدم التعامل بخبرة كافية ترتكز على احتواء خسارة النهائي الآسيوي مطلع الموسم وهذا كان يجب وضعه في الحسبان للتعامل معه بصورة أفضل تحفظ للأهلي قوته وتحميه من الهبوط الفني وتضعضع المعنويات التي أثبتتها المباريات التي تلت النهائي الآسيوي، فالنتائج جاءت مخيبة لآمال الجماهير الأهلاوية وأقصت الفريق باكرا عن المنافسة على لقب الدوري، بالإضافة إلى عدم الحسم في مسائل العقود سواء للاعبين الأجانب أو المحليين ولاحظنا ذلك في التفريط بالبرازيلي كماتشو وعدم المقدرة على حسم بديله بصورة مبكرة وبشكل ناجح مما اضطر الإدارة إلى استبدال البديل بالنجم برونو سيزار في الفترة الثانية، ولا شك أن خروج كماتشو أضر بالفريق وفقد الفريق صانع لعب مميز في توقيت حرج ومهم»، وتابع: «كما أنه لم يقم بتعزيز بعض المراكز بالبدلاء مثل مركز الحراسة الذي أثبت أنه الأضعف في الفريق فالحارس الأساسي وبدلاؤه ليسوا في طموح الأهلي لتباين المستويات والأخطاء الفادحة المتكررة، وكذلك التعاقدات غير الناجعة التي أضرت بالفريق خاصة في خط المقدمة، فإصابة الثنائي الأهم فيكتور وعماد الحوسني أطاحت بالفريق خاصة في ظل غياب من تعاقدت معهم وأعني بدر الخميس وعيسى المحياني»، وأضاف: «عودا على بدء، في مسألة تجديد العقود للاعبين.. لاحظنا بطء وتردد في حسم ملفات التعاقدات وتجديد العقود، وهذا بلا شك يؤثر نفسيا على اللاعب والجمهور معا ويضع الإدارة تحت الضغط الجماهيري والإعلامي ويفقدها التركيز»، وتابع: «تعامل الإدارة إعلاميا لم يكن معززا لها بقدر ما كان عاملا سلبيا وزاد من تراكمات الضغوط عليها وأستحضر هنا مثالين الأول تصريحات الأمير فهد بن خالد الحادة والمنتقدة بعلانية لوضع وتعامل المدرب السابق جاروليم على الفضاء عقب مباراة مهمة ذلك التصريح أفقد الفريق توازنه وأسهم في شرخ العلاقة بين المدرب والإدارة من جهة والعلاقة كفريق عمل واحد، وتوقعنا إقالة المدرب عقب أية مباراة بعدها، وثانيها تصريح (صلبوخ) الشهير الذي شحذ همم الشبابيين وضغط لاعبي الأهلي وزاد من ضغوطهم بالأصح علاوة على النقص الرهيب والمؤثر»، وتابع: «إقالة المدرب جاروليم في وسط الموسم قرار لم يكن مفيدا خاصة في ظل توفر بديل لا يفوق مستواه، لذلك يحق لنا أن نطرح أسئلة عديدة فأين نتائج الضخ المالي الرهيب؟ أين مفرزات الفريق الأولمبي على الأقل في خط الهجوم، كما لا يفوتني أن أشيد بمواقف جماهير الأهلي الداعمة للإدارة وقراراتها، ولكن الإدارة للأسف لم تستثمر هذا الدعم الذي وفر لها مجالا رحبا للعمل على عكس إدارات مماثلة لها كالهلال والاتحاد والنصر وهي الأندية ذات الجماهيرية والشعبية». وأكد المدرب الوطني بندر محسن أن رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد ارتكب العديد من الأخطاء في هذا الموسم ساهمت بشكل كبير في عدم ظهور الفريق بالمستوى المعروف عنه، حيث كان أول أخطاء الإدارة في بداية فترة الإعداد وتحديدا في المعسكر الإعدادي والذي شهد غياب اللاعبين الأجانب عن هذا المعسكر مهما كانت ظروف كل واحد منهم، وتابع: «بعد رحيل كماتشو لم يحسم الأهلاويون التعاقد مع صانع ألعاب بديل له حتى آخر أيام فترة التسجيل، حيث تم التعاقد مع الأرجنتيني موراليس والزج به مباشرة في المباريات، على الرغم أنه كان من المفروض منحه وقتا كافيا قبل الزج به في المباريات الرسمية»، وتابع: «للأسف إن هناك تدخلات طالت تغيير عدد من الأجهزة الفنية والطبية في الفريق في عهد المدرب التشيكي جاروليم ولم يترك للمدرب حرية اختيار الأجهزة العاملة معه، بالإضافة إلى أن الجميع شاهد في الفترة الأخيرة كيف انتهج الأمير فهد بن خالد سياسة تصريحات لم يعتاد عليها الأهلاويون، مما أثر على تركيز اللاعبين أثناء المباريات الحاسمة، ومثل هذا النوع من التصريحات لم يعد يجدي قبل المباريات الهامة للفريق».