أم فيصل خمسينية «مجهولة الأبوين» عاشت بين الأيتام طيلة طفولتها وتشوقت لأسرة تعيش فيها، تزوجت أم فيصل زوجا يمنيا وأنجبت عددا من الأبناء وتطلقت منه، وهنا عاشت أم فيصل الأمرين في وضع أطفالها ومعاملتهم كالأجانب، فبعد أن جعلت لأبنائها كفيلا يأخذ منها 2000 ريال سنويا لا تجدها متوفرة لديها لفقرها الشديد فتحت سجلا تجاريا لتكفل أبناءها دون الحاجة للدفع إلا أن السجل التجاري حرمها من مستحقاتها في المساعدات والضمان الاجتماعي على اعتبارها أنها تجارة وأبناؤها عمالا. وبعدما أصبحت أم فيصل تمتلك سجلا تجاريا حرم أبناؤها من وظائف عدة بسبب تصحيح الأوضاع للعمالة وأن يعملوا لدى كفلائهم فقط فتركوا أعمالهم على اعتبار أنهم موظفون عند والدتهم. تقول أم فيصل جاء القرار الملكي الكريم والذي يقضي أن الأم تكفل أبناءها وأن يعطى الابن إقامة ابن مواطنة والذي حمدت الله عليه كثيرا وأن يعامل أبنائي كمواطنين وليس كعاملين إلا أن المراجعات أهلكتني صحيا وماليا خصوصا أنني مريضة سكر وضغط. وتروي أم فيصل بداية معاناتها مع استخراج إقامات لأبنائها «وزارة الشؤون الاجتماعية كتبت خطابا للمديرية العامة للجوازات باستخراج إقامات لأبنائي وإعفائنا من رسوم الإقامة لوضعنا الصعب» استخرجت إقامة لأحد أبنائي والذي يبلغ من العمر 30عاماً أما ابني البالغ من العمر (24عاماً) تعبت عليه كثيرا خصوصا لأننا تأخرنا في تجديد الإقامة لمدة سنتين لعدم امتلاكنا المال حينها، وابنها الذي يبلغ من العمر (18عاماً ) فقدت للأسف إقامته وجوازه وللآن لم أبت في أمره وخوفي أن يتم ترحيله بشكل كبير جداس» ، وأضافت، ذهبت لمراجعة المديرية العامة للجوازات لاستخراج إقامة لابني وحولتني للوافدين وبعد انتهائي من الأوراق في الوافدين راجعت المديرية والتي حولتني بدورها للجوازات ومن تاريخ 2-7 وإلى اليوم وأنا بين المديرية العامة والجوازات في حر الظهيرة غير مراعين مرضي وعجزي، وأخيرا طلبوني أن أدفع لابني 1150 ريالا وأنا لا أمتلكها وربي الشاهد لتأخير تجديد الإقامة. وتضيف أم فيصل وهي تذرف دموعها «أثناء مراجعتي انخفض السكر علي وتمنيت أن أتناول قطعة من الخبز فقط فوالله بسبب ديوني والتي وصلت 100 ألف أحيانا لا نجد ما نأكل خصوصا لأن أبنائي من زوجي الأجنبي غير موظفين». و ناشدت أم فيصل المسؤولين للتدخل وإنقاذها من المأساة التي تعيشها مع أبنائها بسبب الفقر وضياع الهوية بتسهيل استخراج إقامات لأبنائها وإعفائها من أي رسوم، كما تمنت أن تسهل وزارة الخارجية زيارة أولاد ابنها من اليمن. وتقول والدموع في عينيها «أود أن أقضي معهم شهر رمضان، أريد أن أعيش في أسرة حرمت منها في طفولتي».