تشكو محافظات وقرى منطقة عسير انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في موسم الصيف، وتحديدا تلك البلدات البعيدة عن محطات الكهرباء ومراكز الصيانة، إلا أن حدة انقطاع التيار تزداد أكثر في قرى ومراكز سواحل تهامة قحطان، وتتحول إلى هاجس يؤرق مضاجع الأهالي بصفة مستمرة تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهد أحمالا كهربائية مطردة وخاصة في فرشة قحطان، وتهامة شهران وشرق مدينة عسير ومراكزها وصولا إلى محافظة تثليث، إضافة إلى المحافظات الساحلية والقرى على امتداد الطريق الساحلي بالبرك، والقحمة، والقرى التابعة لها. أبدى عدد من أهالي فرشة قحطان على بعد 70 كلم عن سراة عبيدة، أن أهالي عسير يعانون من الانقطاعات المتكررة للكهرباء خاصة في فصل الصيف ومقدم الضيوف والزوار، ما يزيد من أحمال الطاقة نتيجة تشغيل أجهزة التبريد وبالتالي انفجار المولدات الكهربائية وتعذر إصلاحها إلا بعد مرور ساعات طويلة من الانتظار والترقب تصل أحيانا ما بين 12 ساعة إلى 3 أيام حسب نوع العطل وتوفر المولدات البديلة من قبل الشركة السعودية للكهرباء في تلك المناطق على حد قولهم. وأوضح ل«عكاظ» كل من أحمد شعيف وجابر القحطاني من سكان فرشة قحطان، أن أهالي القرية يشكون من انقطاع التيار عن قراهم بصفة يومية وعلى فترات متتالية تمتد من 8 ساعات متواصلة الى حين الإصلاح حسب نوع العطل، ما يضطر البعض إلى نقل مرضاهم ممن يعيشون على التنفس الصناعي وأجهزة الإنعاش إلى المستشفيات الكبيرة التي تتغذى على الطاقة المستمدة من المولدات الكهربائية الاحتياطية، حفاظا على أرواح المرضى، إضافة إلى تلف بعض الأودية مثل الأنسولين المستخدم لداء السكر وبعض المستحضرات الطبية التي يجب حفظها في درجة حرارة معينة داخل الثلاجة. وأضافا: تقدم الأهالي منذ سنوات بطلبات متكررة بإيجاد حلول جذرية للمشكلة، ولم يطرأ أي تغيير في الوضع بالرغم من وقوف عدة لجان على المشكلة، وتقديم الشركة الأعذار والتبريرات ودعوتها المشتركين للانتظار حتى الانتهاء من توصيل أسلاك الضغط العالي، إلا أن الوضع ما زال على حاله حتى بعد الانتهاء من تمديد اسلاك الضغط، حيث تشهد المراكز والقرى انقطاعات متكررة يعيش خلالها السكان معاناة حقيقية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والغبار الكثيف في فصل الصيف. وبين شعيف وجابر ان مركز الفرشة يشهد انقطاعات شبه يومية للتيار الكهربائي، يواجه خلالها الأهالي معاناة حقيقية، حيث تتعطل أجهزة التكييف وكافة الأجهزة الكهربائية والالكترونية. وأضافا: نعيش الأمرين؛ الجو الخانق، وتلف المواد الغذائية من لحوم وخلافه داخل الثلاجات، ولا ينقطع بكاء الاطفال والرضع جراء حرارة الأجواء، أما المرضى الذين يستخدمون أجهزة تنفس صناعي أو أجهزة طبية تعمل على الكهرباء فهؤلاء يعيشون بلا شك أوقات مريرة يصعب تجاوزها. وتابعا: رفعنا عدة شكاوى إلى الشركة السعودية للكهرباء وراجعنا مكاتبها للتأكيد على هذه المطالب، وأفادونا أن هناك ضعفا في محول الكهرباء في الفرشة وسيتم إصلاحه وتقويته قريبا، ومع هذه الوعود يشهد المركز أعطال وانقطاع متكرر للتيار حتى الآن. من جانبه، ذكر كل من سالم جابر وعلي مشعوف أن أهالي فرشة قحطان البالغ عددهم أكثر من 800 نسمة ولا تبعد عن محافظة السراة سوى 70 كلم تقريبا، يعيشون الظلام الحالك معظم الليالي وخاصة في فصل الصيف حيث درجات الحرارة المرتفعة، وطالبوا بإيجاد حلول عاجلة وسريعة من قبل فرع الشركة بالمحافظة وخاصة ان المشكلة مستديمة وأصبحت تشكل هاجس الأهالي على حد قوله. وزادوا: لا نتلقى من شركة الكهرباء سوى الوعود تلو الوعود، ولا نلحظ شيئا على أرض الواقع بالرغم من الشكاوى المتعددة والمتكررة من الأهالي، ويعيش مرضانا في خطر ويصعب علينا نقلهم بصفة يومية الى المستشفيات المجاورة نظرا لتضاريس المنطقة الوعرة والصعبة، وأصبحنا نعتمد على «فوانيس القاز» ليلا لقضاء مستلزمات المنزل مثل الطهو وأيضا استذكار الدروس بالنسبة لأبنائنا الطلبة، نتيجة هذه المشكلة المزمنة التي تزداد حدتها في موسم الصيف بسبب زيادة الأحمال خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الزوار والمصطافين. إلى ذلك، أكد المدير التنفيذي لكهرباء عسير المهندس منصور القحطاني افتتاح مركز متكامل لخدمة المشتركين، بالإضافة الى توسعة مركز كهرباء المجاردة وربطها بالشبكة، فيما تم وضع حلول مؤقتة للاستفادة من محطة غرب محايل التي ستدخل الخدمة العام المقبل بتكلفة 400 مليون ريال، كما سيتم استحداث مركز طوارئ في خميس البحر سيبدأ اعماله قبل رمضان المقبل، بالإضافة إلى تعزيز الشبكات في محايل وتوسعة محطة محايل عسير. إعادة التيار ختم القحطاني بالقول: «في ما يتعلق بالفرشة بتهامة قحطان، فقد استحدثنا مكتبا هناك لإعادة التيار في حينه في حالة انقطاع الكهرباء، وستشهد المنطقة توسعا أكبر في الفترة القليلة المقبلة».