تستميت المعارضة السورية في الدفاع عن مدينة القصير في وسط سوريا عسكريا وسياسيا، محاولة الصمود في وجه الطوق المحكم الذي فرضه جيش النظام وحزب الله على المدينة، ومتمسكة بشروطها لجهة رفض المشاركة في مؤتمر جنيف 2، ما لم تتوقف العمليات العسكرية «لقوات النظام وايران وحزب الله». وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان «الاشتباكات مستمرة في شمال مدينة القصير، وان المقاتلين المعارضين يحاربون بضراوة، فيما عززت قوات النظام المواقع التي تقدمت اليها شمال المدينة وبينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين في المنطقة». واشار الى استمرار استقدام تعزيزات لقوات النظام، والى وجود «15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة يمكن ان ترصد اي سيارات تتحرك وضربها». ويتواصل القصف المدفعي من قوات النظام على المدينة وعلى بعض المناطق في ريف حمص. وذكر المرصد بوجود حوالى الف جريح في القصير، مضيفا ان «الوضع الطبي فيها صعب جدا». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المتقاتلين في القصير بوسط سوريا الى تحييد المدنيين وافساح المجال امامهم لمغادرة المدينة، وفق ما اعلن امس المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. وفي بيان مشترك، اعربت المسؤولة عن الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس ومفوضة حقوق الانسان نافي بيلاي عن «قلقهما البالغ» على المدنيين في القصير. واورد البيان «قد يكون هناك حتى 1500 جريح يحتاجون الى نقلهم فورا لتلقي علاج طبي عاجل، والوضع العام في القصير مأسوي». وحيا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية «أبطال الجيش الحر الذين يثبتون في كل يوم أنهم أهل للمسؤولية التي أناطها الشعب بهم، بعد أن سطروا أسمى آيات الشجاعة والصمود في ملحمة القصير التاريخية». واضاف في بيان وزع على وسائل الاعلام امس ان المقاتلين في القصير «اجمعوا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وهدف واحد، هو دحر الغزاة وطرد المعتدين». وكان الائتلاف اصدر بيانا آخر مساء الجمعة جدد فيه اشتراطه وقف العمليات العسكرية ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد للمشاركة في اي مؤتمر دولي لايجاد تسوية للأزمة السورية القائمة منذ 26 شهرا والتي اودت بأكثر من 94 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتمهيدا للمؤتمر الدولي حول سوريا، تتوجه الانظار الى الاجتماع الثلاثي الذي سيضم ممثلين عن واشنطن وموسكو والاممالمتحدة ويعقد الاربعاء المقبل في جنيف. كما يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اجتماعا غير عادي بالقاهرة يوم 5 يونيو المقبل لبلورة الرؤية العربية التي ستطرح على مؤتمر جنيف 2 بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لتحقيق الانتقال السلمي في سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري والحفاظ على سوريا أرضا وشعبا.