ما إن تنتهي اختبارات طلاب المتوسطة والثانوية في المملكة من كل عام، حتى يقيم الطلاب حفلات «تفحيطية» أمام ساحات المدارس وفي أماكن أخرى يتعارفون عليها، وأخرى يتنادون لها من خلال جوالاتهم، ليعبثوا بعدها بالأرواح والممتلكات، ويعرضوا حياتهم وحياة الأبرياء للخطر، وتذرف الدموع في كل عام على الضحايا الذين يفقدون حياتهم رخيصة، إلى جانب عشرات المصابين والذين تنتهي حياتهم ب«الإقعاد» ليتحولوا إلى معاقين، بسبب مراهقين يعيشون حالة من الضياع والانحراف وسوء السلوك في ظل غياب أسري تام في السيطرة على هؤلاء المنحرفين الذين يحصدون الأرواح. وطالب عبدالله عقاب العتيبي (رجل تعليم وتربوي)، أولياء الأمور بمراقبة أبنائهم ومتابعتهم متابعة لصيقة حتى آخر يوم في الاختبارات دون أدنى تهاون، مشيرا إلى أن أهم ممارسة يتخذها الطلاب أثناء الاختبارات هي ظاهرة التفحيط والتي وصفها بهدر للأرواح والممتلكات، وأضاف: للأسف هؤلاء المراهقون يعتبرون ما يقومون به شيئا عظيما مع أنه كان الأولى أن يكون نجاحهم في الاختبارات هو الشيء المهم والعظيم بدلا من تلك الأفعال و المغامرة المميتة. أما ماجد سعيد الغامدي (تربوي)، فيشير إلى أن أحد الأسباب التي تؤدي إلى ضياع الطالب وخاصة في المرحلة المتوسطة أثناء فترة الاختبارات التواجد والذهاب مع زملائه لمشاهدة ما يقوم به هؤلاء المفحطون، وأنه ونظرا لصغر سن طلاب المرحلة المتوسطة وعدم مراقبة الأب لابنه، فإن هذه الظاهرة ستنغرس في نفس الطالب ويحب ممارستها، إذا أصبح قادرا عليها، وخاصة أن بعض أولياء الأمور «هداهم الله» يسلم ابنه سيارة ولا يتابع ما يفعل بها، لذا يجب على الجميع التصدي لهذه الظاهرة وعدم تشويه صورة المجتمع السعودي بهذه الظاهرة الخطيرة والتي راح ضحيتها أشخاص أبرياء لا ذنب لهم في ذلك، وطالب الغامدي الآباء والمجتمع بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة لأن فيها قتلا للنفس وعبثا بالأموال، مشددا على ضرورة إعادة صياغة لهؤلاء المراهقين ليتجاوزوا آثار تلك الفعلة التي ربما تنعكس على أنماط أخرى من تفكيرهم المستقبلي في مغامرات لا طائل منها وتهلك الحرث والنسل والمال. ويقول صاطي المقاطي (مدير مدرسة): نحن مديرو المدارس نعاني أثناء فترة الاختبارات من التجمهر والتفحيط بجوار المدارس، وجعل الأماكن القريبة منها ساحات وراليات للتفحيط. مشيرا إلى أن ذلك سلوك غير مسؤول تقع مسؤوليته على ولي الأمر بالدرجة الأولى ثم الجهات الأمنية ذات العلاقة، لذا يجب عليهم عدم التهاون في ذلك وتطبيق أقصى العقوبات بحق المفحطين. وأضاف: المسألة لا تخلو من أمرين، الأول إما أن يزهق أرواح الآخرين، والثاني إلحاق الأضرار بالممتلكات وغيرها، مشددا على أن تشديد العقوبة أو مطاردتهم ليس حلا، لذا يجب أن يعمل الجميع على حل المشكلة من جذورها بعيدا عن إلقاء اللائمة على الجهات الأمنية وترك الجهات التربوية والتعليمية التي كان من المفترض أن يكون ذلك من أولى أولوياتها في إعادة صياغة هؤلاء المراهقين. فيما دعا سلمان حميد الذيابي (ولي أمر) جميع أولياء الأمور إلى ضرورة متابعة أبنائهم متابعة لصيقة ودقيقة أثناء فترة الاختبارات حتى لا يترك له المجال، مشيرا إلى أن وقت الفراغ طويل بعد انتهاء الاختبارات لذا يجب أن يكون أولياء الأمور على اتصال طوال الوقت حتى يطمئنوا على سلامة أبنائهم من كل الأخطار التي تواجههم. كما طالب أولياء الأمور بالعمل مع أبنائهم في تصحيح تلك السلوكيات الخاطئة وانتقادها بشدة وزجرهم بكل الوسائل حتى يكون لهم دور فاعل بدلا من موت أبنائهم على الأرصفة والميادين وقتل آخرين لا ذنب لهم. السجن والغرامة أوضح مصدر في مرور الطائف، أن العقوبة المرورية تصل إلى السجن مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة مالية لا تقل عن خمسة آلاف ريال على كل مفحط تسبب في إصابة أحد، إضافة إلى مخالفة من تسبب في وفاة بالسجن مدة لا تقل عن سنة وغرامة مالية لا تقل عن 10 آلاف ريال وفي كلا الحالتين تتم مصادرة المركبة.