أحمد البخاري أو كما يطلق عليه «رسام الدار» يسكن في دار رعاية المسنين بالدمام منذ عدة سنوات ويعيش في غرفة ملأ جدرانها بلوحاته المميزة التي يصفها ببناته اللاتي لم يرين النور في الحقيقة. أصيب الفنان بخاري بغرغرينا فلم يستطع مساعدة نفسه فلجأ إلى دار العجزة بالدمام التابع لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية. يقول بخاري أتعايش مع الواقع في رسوماتي، تعلمت الفن في لبنان، ثم عدت إلى وطني لكني صدمت بواقعي المر عندما تقطعت بي السبل لأجد نفسي داخل دار رعاية المسنين لا أملك سوى قلمي وريشتي وبعض لوحاتي، أعشق الهدوء بطبيعتي، ولي نصيب في بيع بعض لوحاتي لمهتمين بالفن، بل سبق وأقمت معرضا، وبعد تلك السنوات وجدت نفسي بين جدران غرفتي في هذه الدار وحيدا دون أسرة فأنا أعزب، وأمارس هوايتي المحببة داخل الدار. يقول مدير الدار خالد الملا إن الفنان أحمد ليس مجرد هواية فحسب بل إن رسوماته تحمل في طياتها درجة عالية من الإبهار والقدرة على التعبير بشكل واضح أو غامض أحيانا مع الإبقاء على روح التميز والإبداع في الصورة والتي بسببها كان للرسام مشاركات متعددة في عدد من المعارض المحلية بل تعدت ووصلت للعالمية وتحديدا بعد طلب من أحد المعارض الفنية في الولاياتالمتحدة بعرض شيء من رسومات البخاري في معرضهم آنذاك كما أرسلوا لنا مرة أخرى بالإضافة إلى غيرهم طلب بعرض رسومات أخرى خاصة بعد أن بيعت جميع الرسومات التي أرسلناها للمعرض الدولي. ويضيف «في بداية الأمر طلب منا أحمد أن نجلب له كراسة رسم وألوان وبالفعل لبينا طلبه ولكن في الحقيقة لم نتوقع في يوم من الأيام أن تلك الأدوات سوف تساعد أحد المسنين لدينا في أن يكتشف موهبته المدفونة ويصبح بعد ذلك رساما يشار إليه بالبنان»، ويواصل «بعد إيماننا بحجم تلك الموهبة التي يمتلكها أحمد البخاري من خلال مشاهدتنا لأعماله الفنية فقد هيأنا له الأجواء المناسبة للعمل خاصة أن ذلك سوف يضيف على نفسه شيئا من الترويح والمتعة، حيث وفرنا له مكانا مخصصا ومجهزا للرسم حتى تطور يوما بعد يوم وأصبح المكان معرضا دائما ومقصدا للزوار». ويحرص طلاب المدارس والجامعات والمعاهد الذين يقومون بزيارات للدار في الجلوس مع الفنان البخاري، مبدين إعجابهم الشديد بلوحاته وموهبته الفنية التي تستحق الاهتمام والرعاية من قبل هيئات متخصصة بالفن.