ما تزال الأسواق النسائية تجد جدلا وسط المجتمع النسائي، بين رفض وتأييد، حيث إن هناك شريحة من روادها لديهم وجهة نظر مؤيدة لهذه الأسواق التي تعرض في معارضها العديد من المنتجات المستوردة وأعمال الأسر المنتجة التي لقيت إعجاب واستحسان زوار الأسواق النسائية وهي تحمل خصوصية نسائية، مشيرين إلى أنهن أصبحن يتعاملن مع نساء مثلهن، حيث نجحت في استقطاب عدد من النساء والفتيات للتسوق بكل يسر وسهولة وذلك لما يوفره السوق من حرية للمرأة لا تجدها في أسواق أخرى. فيما ترى نساء أخريات أن مثل هذه الأسواق لم تحقق أي هدف خاصة أهداف التنمية، وإنما وجدت لخدمة فئة معينة من سيدات الأعمال من خلال عرض منتجاتهن المحلية والمستوردة في مثل تلك الأسواق لتكسبهن الحلال.. «عكاظ» زارت سوق «الملطاني مول»، وهو السوق الأول للنساء في محافظة الطائف والذي مازال صامدا أمام التحديات التي واجهته في الأعوام السابقة، بعدما حقق نجاحات لم يتوقع أن تحققها. العرض والطلب تقول كل من نوف الغامدي ومرام الجدعاني وريم الحارثي وبثينة المرزوقي وهبة العتيبي، إن الأسواق النسائية ما هي إلا عرض فقط للمنتجات، مشيرات إلى أن السوق النسائي له رواد كثر، إلا أنهن لا يمثلن كل شرائح المجتمع، وقلن إن عددا منهن ضد هذا التمييز في النوع، منتقدات طريقة العرض والبيع، كما عبرن عن عدم رضائهن بنوعية المنتج قبل الأسر المنتجة والمستثمرات، سواء كان صناعة محلية أو مستورد. أما الأسر المنتجة فهي تعيش معاناة بين أمل الاستثمار ونظرة المجتمع. خدمة اجتماعية وأكدت عدد من سيدات الأعمال والمستثمرات، أن منتجاتهن ومعروضاتهن تلقى إقبالا كبيرا من قبل جميع فئات المجتمع، وقلن ل «عكاظ» إنهن سبق أن طالبن أن يكون للأسر المنتجة سوق عبارة عن معرض للأسر المنتجة، يكون مقرا رسميا لهم في المحافظة. وأكدت نوال محمد، أن مثل الأسواق النسائية ليس إلا خدمة اجتماعية في مكان معين لعرض بعض المنتجات النسائية الخاصة، وأنها عادة ما يكون الإقبال عليها ضعيفا جدا لأن هناك من الأسواق والمولات ما نجد احتياجانا بها أكبر وأشمل ولكن وجودها يمثل شيئا لبعض الفئات من سيدات المجتمع. ملتقيات وفعاليات أما هند الحربي فتشير إلى أن مثل هذه الأسواق النسائية أصبحت من أهم الملتقيات والفعاليات التي تخدم المرأة والطفل على حد سواء، كما أنها يجب أن تكون جاذبة لكل فئات المجتمع وليس فقط مجرد جعلها معرضا للعرض والطلب فقط، وأضافت «ما نشهده في هذا السوق اليوم بداية موفقة لمستقبل استثماري ناجح بكل المقاييس، ولكن يحتاج للكثير من العمل ليصبح من أهم الأسواق الرائدة». وذكرت الحربي أن ما نشاهده في هذه الأسواق النسائية ما هو إلا دمج بين المستورد والمحلي وأن كلا له زبائنه. أما وداد الخالد، فقالت «أؤيد هذه الأسواق النسائية لما فيها من خصوصية تامة للمرأة والطفل، إلا أنها تحتاج لتطوير حتى تكون جاذبة للفتيات وكذلك يتغير فكر المجتمع حولها فيتقبلها خاصة أن المجتمع أصبح اليوم أكثر وعيا من ذي قبل». وأشارت الخالد إلى أنها منحازة لهذه الأسواق وهي من روادها، وأضافت «هذا هو السوق الوحيد في محافظة الطائف، لذلك لا نجد فيه كل ما نريد وليس هناك خيارات كثيرة خاصة في تصميم الأزياء وكذلك بعض منتجات الأسر المنتجة التي لا نجدها إلا في هذا السوق، لذا أتمنى أن يكون أوسع وأشمل بكثير مما هو عليه الآن». أما أم نايف فتقول إن السوق أصبح معروفا لكثير من سيدات المجتمع وأنهن يأتين إليه من مختلف الأمكنة ليجدن فيه ما يردن، خاصة فيما يخص تنسيق الحفلات وتصميم الأزياء وغيرها من المعارض، معربة عن أمنياتها بأن يتوسع السوق بشكل أكثر شمولا ليخدم نساء المنطقة كافة. غياب تنظيم وتشير سيدات الأعمال أم عبدالرحمن إحدى المستثمرات في سوق الملطاني، إلى أن السوق في السابق لم يشهد إقبالا من الزائرات، مرجعة ذلك إلى عشوائيته وعدم تنظيمه ولكنه حينما تم إعادة هيكلته وتنظيمه وترتيب معارضه أصبح أكثر جذبا، حيث إن المستهلكين أصبح عندهم اهتماما بالأسواق النسائية الخاصة ليصبح أحد أهم الأسواق في الطائف معربة عن أمنياتها في أن يكون هناك سوق خاص بالمعارض المجهزة للأسر المنتجة بدلا من العشوائيات التي تعرض بها الأسر المنتجة منتجاتهم على حسب قولها. من جهتها أكدت ريما العتيبي نائبة مديرة سوق الملطاني مول، أن السوق وضع لخدمة المرأة في المنطقة وليساعدهن على الاستثمار، حيث وفر السوق عددا من الفرص الوظيفة لعدد من مخرجات التعليم وما إلى ذلك وأن الأمر لم يتوقف على ذلك بل تم توفير جميع المتطلبات التي تحتاجها المعارض. وأوضح مجدي مبارك الزيادي المسؤول عن سوق الملطاني في أحد مولات الطائف، أن فكرة السوق النسائي جاءت لتتماشى مع ذوي الدخل المحدود، وذلك لخدمة المجتمع وخدمة عدد من الأسر ذات الدخل المحدود، حيث تقوم إدارة السوق بعمل كل التجهيزات للمعارض التي يتم استئجارها بسعر رمزي جدا يتناسب جميع الفئات التي تبحث عن دخل ثابت لها. إمكانيات ضعيفة أوضح مجدي الزيادي المسؤول عن سوق الملطاني أن السوق لم يوجد إلا كوقف اجتماعي بعيدا عن الاستثمار، حيث ينظم أكثر من 15 معرضا و35 كشكا بمساحات ومواقع مختلفة داخل المجمع، كما وفر أكثر من 60 وظيفة للفتيات السعوديات، وأضاف «سوق الملطاني النسائي فتح باب التدريب للخريجات من جامعة الطائف، حيث 90 في المئة من طالبات كلية الإدارة المالية بأقسامها يتم تدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل من خلال المجمع التجاري الاجتماعي». وأكد الزيادي، أن سيدات الأعمال في الطائف إمكانياتهن المادية من حيث رأس المال ضعيفة، وأنه من أجل ذلك جعلنا المجمع اجتماعيا يستضيف الجمعيات وكذلك بعض مراكز التأهيل وغيرها لتفعيل بعض الفعاليات، وكذلك لاستضافة بعض ورش العمل والدورات من قبل مركز سيدات الأعمال في الغرفة التجارية بالطائف لتعريفهن بكيفية الاستثمار، وأضاف، ثقافة الاستثمار والتجارة عند النساء تحتاج إلى دورات لإكسابهن الخبرات اللازمة.