فاجأ 12 عضوا منتخبا ومعينا في مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة التجارية الصناعية، رئيس ونائبي الغرفة الذين صدر قرار وزير التجارة بالموافقة على تعيينهم منتصف الأسبوع الماضي بعد انتخباهم، في اجتماع عاصف جمع كافة الأعضاء الثمانية عشر بالمطالبة بإعادة توزيع المناصب، وحجب الثقة عن الرئيس والنائبين الحاليين، الأمر الذي غير مجرى الاجتماع الثاني من عمر الغرفة التجارية في مجلسها الجديد، وسجل أول بادرة في تاريخ غرفة مكةالمكرمة، بإقالة الرئيس والنائبين بعد أقل من 144ساعة من إقرار وزارة التجارة تعيين طلال مرزا رئيسا لغرفة مكةالمكرمة، وزياد فارسي، ومازن تونسي نائبين، فيما أبقى المجتمعون أمس على مروان شعبان في منصبه كممثل لغرفة مكة في مجلس الغرف السعودية . وفي الوقت الذي دارت فيه هذه الأحداث المتتالية صباح أمس، اكتفى وكيل وزارة التجارة والصناعة عبدالله العقيل بالقول ل «عكاظ»: لا علم لنا بما جرى، سننظر الأمر ونتباحث فيما جرى . وفي لقاء لم يستغرق نحو 50 دقيقة أقر أغلبية المجلس تنصيب ماهر جمال رئيسا للغرفة، ومحمد عبدالصمد القرشي نائبا للرئيس، وإيهاب مشاط نائبا لرئيس مجلس الإدارة، حيث وافق على هذا التدوير المفاجئ للمناصب 12 عضوا فيما تحفظ عضوان آخران هما المهندس أحمد سندي، حسن كنسارة على الإجراء المتخذ من قبل أغلبية المجلس، وسجل الرئيس طلال مرزا، والنائبان زياد فارسي، ومازن تونسي انسحابهم من الاجتماع فورا . وأبلغت مصادر مطلعة «عكاظ» أن الاجتماع الذي عقده المجلس لاختيار الرئيس والنائبين وممثل الغرفة التجارية في مجلس الغرف قد تحدث فيه ممثل وزارة التجارة وأبان للمجلس أن من حقه طرح أي أمر للنقاش، شريطة أن يكون الاجتماع ضمن أجندة اللقاءات المحددة، وهذا ما اتفق عليه أغلبية الأعضاء قبل لقاء الأمس الذي ضمه مبنى غرفة مكةالمكرمة الجديد، حيث أنطلق اللقاء بكلمة الرئيس طلال مرزا مستعرضا فيها أجندة الاجتماع التي حددت بخمسة محاور رئيسة أولها تحديد مواعيد الاجتماعات المقبلة بما يضمن تناسبها مع كافة الأعضاء، وبعد الانتهاء من هذا النقاش طلب عضو المجلس سعد جميل القرشي مداخلة ليفجر فيها ما لم يكن في الحسبان، حيث طلب بتنحي رئيس المجلس، ونائبيه، وتدوير المناصب مجددا بين بقية الأعضاء، الأمر الذي أعلن فيه رئيس المجلس أن ذلك ليس ضمن أجندة الاجتماع الحالي، وطلب من القرشي تقديم طلب بذلك لإدراجه ضمن اللقاء المقبل لكن بقية المجلس تداخلوا بضرورة نقاشه في حينه. فأعلن الرئيس عدم رغبته في إكمال الاجتماع، وانسحب من قاعة الاجتماعات مغادرا، فيما رأى النائبان أن الرئيس لم يفوض أحدهما بإدارة المجلس خلفا له فقررا الخروج أيضا من الاجتماع . وبعد المغادرة المفاجئة للرئيس والنائبين، طلب بقية أعضاء المجلس من أمين الغرفة التجارية والصناعية عدنان شفي بإدارة اللقاء، وتدوين محضر بما جرى، وتم الاقتراع على مناصب الرئيس والنائبين، وحرر محضر بكل الوقائع كافة سيرفع اليوم إلى وزارة التجارة والصناعة. نائب رئيس الغرفة التجارية في مكةالمكرمة زياد فارسي بين ل «عكاظ» أن ما جرى لم يكن ضمن إطاره القانوني بأي حال من الأحوال، وننتظر رأي وزارة التجارة في الفصل في هذه المستجدات. وكيل وزارة التجارة عبدالله العقيل بين ل «عكاظ» أن الوزارة لم تبلغ رسميا بما جرى، وأنه لا علم لديه عن هذه الوقائع، واكتفى بالقول « لست على دراية تامة بنص النظام في هذا الأمر، لكن ستفصل اللائحة التنفيذية في مثل هذا الأمر»، موضحا أنه سيتابع اليوم ما جرى ويتدارسه مع مسؤولي الوزارة للخروج بما يخدم الصالح العام .