لم يمنعه تجاوزه لعمر السبعين عشقه للعمل التطوعي، بل يزيده إصرارا على تقديم المزيد لمجتمعه ولأفراده ولأبنائه الكشافة. عبدالله بن سعد المزروع الذي ولد في جلاجل عام 1359 التحق بالعمل الكشفي عام 1378 فكان نقطة تحول في حياته التي سخرها للأعمال التطوعية من مبدأ أهميتها في تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن مع فئات المجتمع ونشر السعادة فيه منطلقا من مقولة قالها مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول «إن السعادة في متناول كل إنسان فهي ليست بعيدة المنال كما توهم الكثيرون، فالناس يخطئون السبيل إليها ويظلون يعملون لنيلها، فلا يجنون إلا الهم والتعب في حين أنها قريبة منهم والسبب في ذلك أن أغلبهم لا يفهمون معنى السعادة». يقول المزروع الذي حصل على الشارة الخشبية عام 1389ه في دولة قطر إنه يدعو دائما إلى التطوع لكل من يعرف أو من يقابل ولو بشكل جزئي ويدعوهم إلى أن يعملوا ليحدثوا تغييرا إيجابيا في هذا العالم أساسه المحبة والشفقة والكرم والمروءة والتواضع والاهتمام بالآخرين. وزاد الرائد الكشفي الذي شارك في معسكرات الخدمة العامة لخدمة الحجاج أكثر من عقدين من الزمن أن التطوع يساعد الشباب على اكتشاف ما لديهم من إمكانيات ومواهب والعمل على صقلها وتنميتها، ويساعدهم على تكوين علاقات ناجحة مع مستويات مختلفة من الناس سواء من يتلقون الخدمة أو يشاركون في تقديمها بالإضافة إلى أنها تساعد على ترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس يظهر الحركة والعمل والإنجاز والمشاركة في كافة الأنشطة والبرامج البيئية والمجتمع بالنسبة للمجتمع، واحترام قيمة العمل وخاصة العمل من أجل المجتمع. وأردف المزروع الذي يترأس حاليا مكتب رابطة رواد الكشافة بالمجمعة والذي انظم لها منذ تأسيس رابطة الرواد بالمملكة عام 1419ه أنهم في المحافظة يقومون بجهود تطوعية كثيرة، وبرامج إنسانية منها زيارة المرضى ودور الرعاية الاجتماعية والتأهيل الشامل وكسوة الشتاء وإفطار صائم، ويشاركون في المناسبات المختلفة الوطنية والعالمية والكشفية مما جعل رابطة رواد المجمعة مضربا للتميز في تنفيذ البرامج، ويهتمون في الرابطة بتعزيز الشباب كقوة إنتاجية وليس كمشكلة في مجتمعاتهم، ويستقطبون جيلا جديدا من المتطوعين ليستمر العطاء وتزداد مساحته.