في ظاهرة تعد خارجة عن العرف والتقاليد، أغلقت شلة من المراهقين عصر أمس الأول، طريقا حيويا وسط حي المنسك بأبها ومن ثم شرعوا في التجمهر والرقص على أنغام الأغاني باستخدام مضخم الصوت وممارسة هواية التفحيط أمام المارة في وسط الحي، مما حدا بالأهالي المجاورين للطريق والساحة القريبة إلى سلك طرق مجاورة وبديلة بذات الحي، بعيدا عن الضوضاء والفوضى، فيما استنجد آخرون بالجهات الأمنية لتخليصهم من التجمع الشبابي الذي أرق مضاجعهم وأحال حياتهم لجحيم، حيث باشرت الدوريات الأمنية الموقع وفرقت الجميع. وأوضح ل«عكاظ» كل من محمد سالم الشهري وجابر علي القحطاني (من سكان الحي) أنه بالرغم من وضع صخور ومجسمات خرسانية في الموقع والساحة الواقعة وسط حي المنسك، إلا أن المجموعة الفوضوية تتجمع بين فترة وأخرى في المكان نفسه وتمارس هواية «التفحيط» الخطرة، حيث يلجأ الأهالي إلى طلب الدوريات الأمنية لتفريقهم ولكنهم يعودون مرة أخرى بمجرد مغادرة الأجهزة الأمنية للموقع. وأضافوا «ينتهز هؤلاء المراهقون الفرصة لممارسة التفحيط والرقص على أنغام الأغاني التي تنطلق من مسجلات السيارات في المركبات حيث يستخدمون مضخمات الصوت، والهروب من الموقع بسرعة قبل تواجد الجهات الأمنية»، وقال القحطاني «يكثر تواجدهم في فترة ما بعد الاختبارات وتحديداً في الفترة الصباحية بعد مغادرتهم قاعات الاختبار في المدارس، وأيضاً في أوقات متأخرة من المساء وهم يشكلون هاجسا ورعبا للأهالي خوفا على أبنائهم وأطفالهم أثناء خروجهم للبقالات المجاورة». وتابع الشهراني بالقول «أصبحنا نعيش في تخوف دائم من هذه الظاهرة الخطيرة التي يتكرر حدوثها في هذا الموقع وسط الحي الذي يشهد كثافة سكانية، ويعم ضررها حتى المركبات المتوقفة أمام المنازل التي لا تسلم من الصدمات والتخريب، وقد سجلت عدة حوادث ارتطام لعدة مركبات متوقفة، وأصبحنا نخشى على أنفسنا أثناء عبورنا للطريق، حيث يتجمع الشباب المراهقون، لذلك نسلك طرقا أخرى فرعية للوصول إلى منازلنا بعيدا عن هذه الساحة التي تحولت إلى مضمار للتفحيط، حيث يتجمهر الفوضيون من الأحياء القريبة وحتى البعيدة لمشاهدة العبث الخطير». وزاد «تتواجد الدوريات الأمنية والمرورية وحتى السري منها في الساحة بعد تلقي السلطات الأمنية عدة شكاوى من أهالي الحي، إلا أن المفحطين يستغلون غياب الدوريات الأمنية لمعاودة أعمالهم الصبيانية، حتى ولو لدقائق معدودة، وخاصة في الأوقات المتأخرة من الليل ووقت القيلولة». وبين جابر القحطاني، أن أهالي الحي يمنعون أطفالهم وحتى الشباب منهم من مغادرة المنازل أثناء سماعهم للضجيج الصادر عن المفحطين، والاكتفاء بإبلاغ الجهات الأمنية والتي ما تكاد تصل إلى الموقع إلا و يلوذ المفحطون بالفرار ويختفون من الساحة في لمحة بصر، خاصة وأنهم يتابعون تحركات الدوريات الأمنية عن بُعد ويهربون قبل وصولها إلى موقع التفحيط عبر اتصالات متبادلة بينهم وبين من يؤازرهم من المراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. إلى ذلك، أكد مصدر في إدارة المرور بمنطقة عسير، مباشرة مواقع التفحيط وإلقاء القبض على كل من يمارس هذه الهواية الخطرة وتطبيق العقوبات اللازمة، منها إيقاف السائق والمركبة والغرامات، وقال المصدر «غرفة العمليات تتلقى بلاغات من المواطنين تطالب بتفريق التجمعات الشبابية وإنهاء عمليات التفحيط، وهناك تعاون ما بين الجهات و تنسيق ومتابعة ما بين الدوريات المرورية والمرور السري وغرفة العمليات والجهات الأمنية الأخرى في الشرطة لمكافحة ظاهرة التفحيط والفوضى بأي صورة والقبض على المخالفين في مختلف المواقع لأن هؤلاء الشباب لا يتسقرون في موقع ثابت بل يتنقلون بين الاحياء». تعليمات مشددة وختم المصدر بالقول «هناك تعليمات مشددة في هذا الشأن، خاصة وأن هواية التفحيط تشكل خطرا وإزعاجا للمجتمع ومرتادي الطرق وحتى للمفحط نفسه وعقوبتها أيضاً مشددة وفق التعليمات».