ضبطت الشرطة 10100 برميل خمر تحتوى على أكثر من 2.5 مليون لتر في 10 مصانع للعرق المسكر في الخمرة (جنوبيجدة)، وألقت القبض على المتورطين في تصنيع الخمور بهذه المصانع وترويجها. وتعد هذه أكبر كمية من الخمور يتم ضبطها في عملية أمنية واحدة. يأتي ضبط هذه المصانع إثر تتبع الموقع خلال شهرين ومداهمته عدة مرات بعد أن اتضح أن عمالة غير نظامية من جنسيات أفريقية يتخذونه وكرا لأعمالهم حيث حولوا بعض الأحراش لممارسة نشاطات اجرامية، ما استدعى استمرار أعمال فرقة الميدان في شعبة التحريات والبحث الجنائي التي كلفت قوة متخصصة في متابعة القضايا. وتم رصد تلك الاحراش على مدار عدة أيام، حيث لوحظ أن عدة أشخاص يتواجدون في ساعات متاخرة من المساء ويقومون بتصنيع العرق المسكر مستخدمين مياه الصرف الصحي والمستنقعات التي تكثر في المنطقة وتعد هدفا لهم واتخذوا منها اوكارا للتصنيع والترويج. وأكدت اعمال المراقبة أن اعداد تلك العمالة كبيرة وتتعمد الغوص الى مسافات بعيدة في الاحراش هربا من الاعين والتواجد الامني حيث تستغل الظلام الذي يغلف المنطقة للحركة والتجمعات غير النظامية. وهو ما كانت العصابات التي تم ضبطها سابقا تتخذه قبل اسقاطها في كمين لشعبة التحريات والبحث الجنائي الا ان ذلك لم يردع آخرين من ممارسة نشاطهم ذاته ويعودوا الى الموقع ذاته الذي يمتاز بكمية كبيرة من الاشجار الكثيفة والاحراش ووفره المياه بالمستنقعات.. وانتهت اعمال المراقبة والتحري بتدعيم فرق الميدان بأعداد اضافية من رجال البحث الجنائي المدنيين الذين نجحوا في التسرب الى حي الخمرة وكمنوا في مواقع متفرقة. وتعمدت الفرق الامنية رصد العمالة خلال دخولها بهدف كشف مسار سيرها الذي لا يكشفه الا عارف بالمنطقة الكثيفة الاحراش والاشجار والكمائن والصعبة في تضاريسها خاصة ان المعلومات اكدت ان المشتبه بهم يحملون الاسلحة البيضاء والعصي طوال تواجدهم بالموقع ولكن ذلك لم يثن الفرق عن التغلغل الى اعماق الاحراش حتى وصلت الى منطقة تجمع العمالة ليتم تطويقهم ورصدهم خلال ممارستهم عمليات تصنيع العرق المسكر. وجرى القبض عليهم جميعا. وأبدى الموجودون من العمالة الاثيوبية مقاومة شديدة غير ان الطوق الامني احبط كل مخططاتهم.. واستدعى تحريز المسكرات واتلافها الاستعانة بمنسوبي بلدية جنوبجدة التي احضرت عدة آليات وجرافات عملت على تدمير مستوعبات المسكرات واستغرقت عملية الدهم والاتلاف والضبط اكثر من (11) ساعة متواصلة فيما واصلت الفرق الامنية من شعبة التحريات والبحث الجنائي التنقل بين الاحراش المنتشرة بهدف ضبط كل الموجودين المشاركين في اعمال تصنيع المسكر وترويجه.. وأظهرت عملية المعاينة للموقع ان الجناة كانوا يقومون بتصنيع المسكر من مياه المجاري والصرف الصحي التي تسهم في سرعه تخمرها فيما انتشرت رائحة عفنة في الموقع. المتحدث الاعلامي لشرطة جدة الملازم اول نواف البوق أوضح ل«عكاظ» انه تم تحريز براميل من المسكرات الجاهزة للتعبئة والترويج وأنابيب غاز كانت تستخدم في عمليات التبخير والتقطير وإتلاف كامل الكميات بالتنسيق مع جهات الاختصاص. وأبان أن عمليات التحقيق والمتابعة والرصد كشفت عن وجود عمالة مخالفة وغير نظامية تمارس عمليات تصنيع المسكر وسط احراش وغابات جنوبيجدة ما استدعى التحرك للتأكد من تلك المعلومات ومن ثم تم ضبط مرتكبيها..وطالب المتحدث الاعلامي في شرطة جدة من المواطنين والمقيمين التعاون مع رجال الامن والابلاغ عن أي مواقع مشبوهة او ممارسات غير نظامية عبر هاتف البلاغات والملاحظات والشكاوى الخاص بشرطة جدة رقم (6425550).