تنامت ظاهرة العنف ضد المرأة في العالم، لتستحوذ على اهتمام المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني في الألفية الثانية. بل إن مستوى انتشار هذه الظاهرة بات مقياسا ومؤشرا على المستوى الحضاري والمعرفي للشعوب. بدوره سلط نائب المدير الطبي في إدارة الطب الشرعي ورئيس فريق الحماية من العنف والإيذاء الدكتور مشهور الوقداني الضوء على بعض الجوانب والظواهر التي يشهدها المجتمع، موضحا أن الطب الشرعي يستقبل الحالات المعنفة، حيث يتم فحصها وتحديد نوع الإصابة هل هي خطيرة أم متوسطة أو خفيفة ومعرفة المسببات ومن ثم يتم توجيه بفتح ملف بالشؤون الاجتماعية. وقال الوقداني في حوار ل «عكاظ» إن من حقائق العنف ضد المرأة أن الرجال المعنفين ينحدرون من عوائل لديها تاريخ سابق للعنف الأسري وفيما يلي نص الحوار: * ما أثر العنف ضد المرأة في المجتمع؟ - ذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن العنف ضد المرأة يعتبر عبثا لا مبرر له على نظم الرعاية الصحية، حيث يبدو أن النساء اللآتي يعانين من العنف يحتجن إلى خدمات رعاية صحية بكلفة أعلى بكثير مقارنة بالنساء اللاتي لم يتعرضن للعنف، فضلا عن التكاليف غير المباشرة مثل انخفاض معدل الإنتاجية في العمل. * كم يصل معدل العنف ضد النساء في العالم وما هي أسباب بقاء الزوجات مع أزواجهن في حالة التعنيف ؟ - بداية أشير إلى أن العنف وصل في العالم إلى مليار امرأة تعاني من العنف الأسري أي أن 70 % من النساء يعانين من العنف في حياتهن وتشير العديد من الدراسات الاستقصائية العالمية إلى أن نصف النساء اللآتي يمتن جراء القتل يمتن على أيدي أزواجهن الحاليين أو السابقين، و70 % من النساء المعنفات لا يحبذن الطلاق حفاظا على مستقبل الأطفال بينما 15 % فقط منهن لا يطلبن الطلاق بسبب حبهن لأزواجهن، كما بينت الدراسات أن العنف تجاه المرأة يزداد خلال فترة الحمل، حيث وجدت أنه من 15 % إلى 25 % من النساء الحوامل يتعرضن إلى العنف مما ينتج عنه أضرار خطيرة على الجنين. * في أي المجتمعات تزيد ظاهرة العنف ضد النساء؟ - ظاهرة العنف تحدث في جميع الفئات الاجتماعية والعرقية والدينية وتزداد عندما يكون هناك تاريخ تعاطي للمخدرات عند المعنف وخصوصا تعاطي الكحول. فالرجال المعنفون في الغالب ينحدرون من عوائل لديها تاريخ سابق للعنف الأسري أو هم تعرضوا عندما كانوا أطفالا. وذكر أن يلجأ الزوج إلى تعنيف زوجته ليغطي ضعفه وعدم الثقة بنفسه، وأحيانا لإسقاط الضغوط الخارجية في المجتمع وبيئة العمل على زوجته، فيبدأ باختبار بسيط على الزوجة هل تبقى بعد هذا التصرف أم تحتج وتتركه، فإذا بقت واستمرت معه استمر هذا السلوك وتعمق. * كيف هي شخصية الزوجة المعنفة ؟ في الغالب تكون شخصية الزوجة المعنفة هي شخصية اعتمادية كما وجد 50% منهن كان لديها تاريخ عنف أسري في الأسرة، وفي الغالب الغالب يلجأ الزوج إلى ترضية زوجته بالهدايا وبالضغط عليها بحرمانها من الأطفال في حال رغبت الطلاق أو بإظهار الحب المفرط وهذه الأسباب التي تجعل الزوجة تتحمل العنف. * ما دور الطب الشرعي في الكشف عن الحالات المعنفة؟ الطب الشرعي يستقبل الحالات المعنفة حيث يتم فحصها وتحديد نوع الإصابة هل هي خطيرة أم متوسطة أو خفيفة ومعرفة المسببات ومن ثم يتم توجيه بفتح ملف بالشؤون الاجتماعية على حسب الحالة، إلا أن التقارير تختلف على حسب مكان ونوع الإصابة فإذا كانت الإصابات بمناطق خطرة كالعنق والصدر وأعلى البطن يتم التوجيه بسرعة لاتخاذ الإجراءات المطلوبة. * هل لك أن تسرد لنا تاريخ التعنيف ضد المرأة ؟ يعتقد بعض الخبراء أن تاريخ العنف ضد المرأة يرتبط بتاريخ النساء حين كان يتم اعتبارهن كتابع أو ملكية للرجال وأنه يجوز للرجل أن يعاقب زوجته بشتى الطرق، حيث كان في المملكة المتحدة كان هناك حق تقليدي للزوج في إلحاق أذى جسماني للزوجة بدعوى الحفاظ على أدائها لمهامها وتم إلغاء هذا القانون عام 1891 م، كما أوقفت محاكم الولاياتالمتحدة عام 1870 م الاعتراف بقانون كان ينص بأن للزوج حق في معاقبة زوجته المخطئة.