أكد مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله الشريف أن البرنامج الوقائي الوطني الذي سينطلق العام القادم سيقضي على انتشار المخدرات بين الطلاب، لافتا الى أن هناك تزايدا كبيرا في تعاطي حبوب الكبتاجون بينهم، حيث تم ضبط 123 مليون قرص من أقراص الكبتاجون في العامين الأخيرين، وعند تحليل تلك الأقراص في المختبرات المركزية للمديرية اتضح أنها مخلوطة بمواد الرصاص والمواد الجنسية المخدرة التي تقضي على خلايا المخ، ما يتطلب من الطلاب والطالبات عدم الانصياع أو سماع نداءات مروجي المخدرات من أن تلك الحبوب تساعد على السهر والتحصيل الدراسي، لافتا الى ان 65% من المرضى النفسيين في مستشفيات الأمل من متعاطيي حبوب الكبتاجون. وعن مدى التعاون بين المديرية العامة ووزارة التربية والتعليم أكد الشريف أن التعاون قائم من خلال البرامج التوعوية التي تقيمها المديرية طوال العام في المدارس والجامعات. ومن جانبهم أكد أكاديميون وتربويون ونفسيون أن الأيام المقبلة هي أرض خصبة لمروجي المخدرات لإقناع الطلاب بأنها تساعدهم في الاستذكار والمذاكرة وتسهيل التحصيل الدراسي، بينما هي تؤدي للانجراف في نفق المخدرات، حيث أشار الاستشاري التربوي النفسي ورئيس أصول التربية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صالح الدوسي إلى أن الكميات الكبيرة التي ضبطها رجال الأمن تستهدف شبابنا. وحذر الدكتور محمد الزهراني مدير مجمع الأمل الطبي بالدمام من فترة الاختبارات، مبينا أن الطلاب يكونون خلال هذه الفترة تحت ضغوط نفسية وبدنية وصحية عالية، وعرضة للإرهاق والتعب، فضلا عن الضغوط الأسرية التي يسعى من خلالها الوالدان إلى شحذ الهمم لدى الأبناء للوصول الى أعلى الدرجات الدراسية، ونتيجة كل هذه الضغوط قد يتجه البعض من الطلاب إلى استخدام المنشطات التي يعتقد أنها تلبي حاجتهم لزيادة تركيزهم على المذاكرة، مؤكدا أن المنشطات خرافة، حيث لا يمكن لها أن تعوض إهمال فصل دراسي كامل خلال فترة وجيزة كما يعتقد البعض. وبين المرشد الطلابي أحمد المطرفي أن الأيام المقبلة خطيرة على أبنائنا لأنها أيام اختبارات، فيما ينتشر المروجون حول أبواب المدارس لإقناع الطلاب بأن الحبوب المخدرة تساعد على التركيز والحفظ السريع. وقال المعلم محمد حكمي: على أولياء الأمور متابعة أولادهم بشكل مستمر، وأضاف: يجب على الأسرة تهيئة الوضع الأسري الملائم والبعد عن أجواء التوتر والقلق، كما يجب على الأسر منع أبنائها من الاستذكار خارج البيت أو مرافقة أصدقاء السوء ومتابعة مستواهم الدراسي خطوة بخطوة. فيما قال المعلم خالد دغريري: هناك وسائل مختلفة لمكافحة المخدرات ومن أهمها وسائل الإعلام التي يرى أن لها دورا رئيسيا في توعية المجتمع بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات وأيضا يمكن وضع معلومات تتعلق بالإدمان وأضراره في المناهج الدراسية مما يساهم في تحذير النشء منها وغرس القيم الدينية لدى الشباب وإعداد برامج توعية خاصة تضع في الاعتبار المستوى التعليمي لدى الأفراد وأعمارهم وإنشاء المراكز الرياضية للشباب لتوجيه أوقات فراغهم بشكل سليم. وتحدث المعلم أحمد ناصر قائلا: الطلبة في المرحلة المتوسطة والثانوية يمرون بفترة عمرية عصيبة، حيث لم تتشكل شخصية الطالب بعد، وفي هذه المرحلة يعاني بعض الطلبة الضعفاء من أنهم يصبحون كبش فداء لبعض زملائهم الأقوى وبذلك تتأثر الحياة التعليمية لعدد من الطلاب وربما ترك البعض من هؤلاء الطلاب المدرسة، وقد مر علي خلال عملي بعض الطلبة الذين تركوا الدراسة نتيجة لبعض السيطرة التي تمارس عليهم من قبل بعض زملائهم. وتحدث عدد من أولياء الأمور، منهم سعيد صالح وعلي كامل، عن أثر استخدام المنشطات، خاصة حبوب الكبتاجون، في تدمير عقول الطلبة المراهقين ودخولهم في دوامة الاضطرابات النفسية والعقلية، وهو ما أكده الأخصائي النفسي محمد جلال من أن المداومة على تعاطي مواد معينة لمدة طويلة بقصد الدخول في حالة من النشوة واستبعاد الحزن والاكتئاب تعرض المتعاطي لاضطراب أساسي في الشخصية.