تصدر فيروس «كورونا» هذه الأيام أحاديث مجالس الأهالي في كافة مناطق المملكة وتحديدا في الشرقية والغربية، فلا يخلو أي مجلس اجتماعي داخل البيوت أو الصوالين أو الأمسيات، من التطرق لهذا الفيروس الشرس وأسبابه وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه. ورأى المختصون النفسيون والاجتماعيون أنه من الطبيعي أن يتصدر «كورونا» حديث مجالس الأهالي، لما يشعرون من قلق وخوف من هذا المرض الذي تصل شدة خطورته إلى الوفاة في حالة ضعف مناعة الإنسان. خوف طبيعي اعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، تصدر فيروس «كورونا» أحاديث الأهالي أمر طبيعي، ولا سيما أنه مرض يتمتع بخاصية انتقال سهلة إلى الآخرين مثله مثل الأنفلونزا، وبالتالي فإن متابعة أفراد المجتمع لأخبار المرض وتطوراته سواء على المستوى المحلي أو العالمي خطوة إيجابية على أن يكون الحديث بعيدا عن إثارة البلبلة وتناقل كلام لا أساس له من الصحة. وأضاف «للأسف الشديد كثير من الأخبار غير الصحيحة تنتشر بسرعة البرق بين البشر، وساعدت الوسائل التقنية الذكية في بثها وسرعة انتشارها، وبالتالي فإن وصول المعلومة المغلوطة يكون متداولا بين البشر بشكل كبير، والأفضل أن يتداول أفراد المجتمع المعلومات التوعوية التي يجب أن يتبعها الشخص مثل تعريف المرض وأسبابه وطرق انتقاله والوقاية منه، مشيرا إلى أن هذه المعلومات البسيطة تسهم في حماية المجتمع من مخاطر انتقال العدوى من المرضى إلى الأصحاء. التوعية ضرورية ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة مع رأي الدكتور الحامد، ويقول «من الطبيعي أن يتصدر الحديث عن ال «كورونا» مجالس الأهالي، كون المرض من الأمراض التي سجلت في كثير من الدول العالمية، بجانب سهوله انتقاله من المرضى المصابين إلى الأصحاء عبر طرق عديدة»، مضيفا أن قلق وتوتر ومخاوف الأهالي هو رد فعل طبيعي ومؤشر إيجابي يدعو لاتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، وعندما يبدأ الفرد بدوره في كيفية حماية نفسه من التعرض لفيروس المرض فإنه بذلك يسهم في وقاية نفسه والآخرين، ومن هذا المنطلق يجب تسخير كل الجهود في الجانب التوعوي بتناقل وبث المعلومات العلمية الصحيحة بعيدا عن الشائعات. وحذر الدكتور باناعمة من استخدام وسائل التقنية الذكية في الجوانب التي تثير المخاوف وتنقل المعلومات المغلوطة العارية من الصحة لأن ذلك لا يعالج الأمر بل يسهم في نشر البلبلة بين الأفراد، وكما هو ملاحظ وملموس إن رسالة واحدة ترد إلى الفرد عبر الواتس آب أو الفايبر يكرر بثها إلى الآخرين، خصوصا أن بعض الخدمات مجانية وبالتالي تكون سهلة في تداولها، داعيا جميع الوسائل الإعلامية لتكثيف الجرعات التوعوية التي تتناول كل ما يتعلق عن المرض وخصوصا كيفية الوقاية منه. الرسائل المغلوطة اما الأخصائي الاجتماعي طلال الناشري، فحذر من تداول الرسائل المغلوطة التي تشتمل على معلومات غير صحيحة وغير صادرة من جهات رسمية، مبينا أن مثل هذه الرسائل تنعكس سلبا وتثير البلبلة وتبث المخاوف، داعيا للاستفادة من الوسائل التقنية في توعية المجتمع بالطرق الصحيحة. الناشري خلص إلى القول «ليس مستغربا أن يتصدر ال «كورونا» حديث الأهالي في المناطق لأنه يتعلق بصحة الفرد فليس هناك أغلى من صحة الإنسان كونه أساس التنمية في كل المجتمعات العالمية، وبالتالي فإن أي إصابة تلحق به الأذى تجعله فردا غير منتج في المجتمع ، ومن هذا المنطلق فإن استقاء المعلومات الصحيحة من المصادر الرسمية كوزارة الصحة يجنب الكثير من تداول المعلومات المغلوطة.