نحيي حرص وزارة الصحة على الشفافية في الإعلان عن عدد الإصابات بفيروس إنفلونزا الخنازير، ولكن ما نطلبه هو سرعة كشف الاشتباه، بحيث لا يشكل الصمت أو الانتظار البيئة الخصبة التي تنتشر وتزدهر فيها شائعة من هنا أو هناك. وانتظرنا كثيرا أن تقوم وزارة الصحة بحملة شاملة تشمل جميع المناطق والمحافظات السعودية ضد هذا المرض من خلال توعية المواطنين والمقيمين بالمرض، وكيفية الوقاية منه وإعداد مئات الآلاف من المطويات التوعوية التثقيفية حول المرض باللغتين العربية والإنجليزية من خلال مراكز التسوق والتجمعات المختلفة، إلى جانب بث رسائل توعية بالتنسيق مع أجهزة الإعلام المختلفة من الإذاعة والتلفاز والصحف والإنترنت والجوالات وتوفير متخصصين للحديث عبر وسائل الإعلام حول طبيعة هذا الفيروس وكيفية انتقاله وسبل الوقاية السليمة منه، إضافة إلى التواصل المباشر مع الجماهير والرد على استفساراتهم وتعريفهم بأهمية اتباع الإرشادات والنصائح الطبية في هذا الشأن وإرسال رسائل نصية قصيرة لتوعية الجمهور باعتبارها أحد طرق التواصل مع مختلف شرائح المجتمع والتذكير بأنه لا داعي للذعر والخوف من وجود إصابة بالمرض في أي مكان. ورأينا في الكثير من دول العالم التي اكتشف فيها الفيروس، أن الإجراءات التي تتخذ في حال ثبوت إصابة أي من الأفراد به أثبت فاعليتها في السيطرة عليه. لذلك يجب إنشاء مجلس أعلى للأوبئة والأمراض الفجائية، وكذلك مركز للبحوث العلمية في الوزارة، إضافة إلى استحداث أجهزة عالمية متطورة للكشف عن الأمراض في المطارات والمنافذ الحدودية بالتعاون مع وزارة الداخلية.