الشباب عماد الأمة وثروتها التي لا تنضب، ولكنه يواجه على الدوام عدوا لدودا وقاتلا، إذ أن المختصين اعتبروه أخطر ما يخشى منه على الشباب على وجه الأرض، فقالوا أن الفراغ قد ينتج عنه انحرافات متعددة ويقود إلى عواقب وخيمة تفضي بفاعلها إلى أتون الإنحراف والجريمة. لقد بات الفراغ عدوا يهدد مستقبل الشباب، ما لم يتم استغلاله، فكما تقول الحكمة العظيمة «الناس ليسوا كسالى ولكن لديهم أهدافاً لا تحثهم على فعل شيء»، ما يعني أن الامر فقط البحث عن هدف لهؤلاء الشباب لاستغلال أوقاتهم في ما يفيد وينفع وتفريغ الطاقات الكامنة في أجسامهم وتلبية رغبات العقل في الاستزادة من العلوم والمعارف المختلفة، وتعلم العديد من المهارات المفيدة للإنسان في حياته.. فكم من شاب قتل نفسه بارتكابه عادات تصل به إلى الهاويه بسبب ذلك العدو اللعين، إذ من الضروري أن يتعلم الشباب كيف يكون لهم دور في مجتمعاتهم وكيف يقومون بهذا الدور بإسناد الأدوار لهم تبعاً للقدرات والمهارات التي نستشفها منهم .. «عكاظ» استعرضت تلك القضية الحيوية وسط الشباب لتقف على أفكارهم وتطلعاتهم حولها. يقول الشاب محمد بن مسفر، أنا دائما ما أسأل نفسي حينما أرى إخوتي الشباب منساقون نحو هوايات وأفكار دائما ما تعني لي أنهم في حالة من الضياع، لذا أجد نفسي في حيرة من أمري وأسأل نفسي لماذا يعاني معظم الشباب من الفراغ ولماذا لا يملأون فراغاتهم فيما هو مفيد واستطرد مسفر يقول : إن حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت جلية وواضحة حينما اختار لقيادة جيش الإسلام أسامة بن زيد وهو في السادسة عشر من عمره، وقد كان في ذلك الجيش كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك أمره بغزو الروم، ثم إصرار خليفة رسول الله أبو بكر رضي الله عنه من بعده على إمارة جيش مقاتلة المرتدين، وقد أثمرت هذه الثقة نصراً مؤزراً ونجح رضي الله عنه في مهمته التي انتدب لها أعظم نجاح، وأدى دوره على أفضل ما يكون الأداء، وأضاف إذا الامر يتطلب ثقة بالشباب وفي نفس الوقت يكون الشباب دوره في المجتمع. ويشير سعد الحارثي، إلى أن الفراغ يعني بالضرورة أن هناك هدف غائب وعزيمة متراخية. خاصة وسط الشباب في كثير من المناطق القروية، مبينا أن الكثير منهم لديه مواهب وطموحات في كافة المجالات، ولكن لا أحد يعتني بهم لإبرازها، حيث نجد أن الاهتمام منصب على سكان المحافظات. أما محمد ساعد الحارثي مدير الضمان الاجتماعي في ميسان، فيقول إن الشباب هم ثمرة الحياة، لذا وجب الاهتمام بهم واحتوائهم وهو مطلب كل رب اسرة وكل شخص، فالكثير من سكان القرى وشباب المراكز لديهم الطاقات الكبيرة والمواهب الجيدة في شتى المجالات ولكن يغيب توفير الخدمات لهم، مشيرا إلى أن الملاعب الرياضية لاتتوفر في القرى والتي يجب ان توفرها البلديات كذلك المسابقات الرياضية والدورات الرمضانية التي تساهم في صقل المواهب وقضاء اوقات الفراغ القاتلة والتي تنعكس عليهم. ويقول الشاب سيف الربيعي، أن الكثير من الشباب لديهم الرغبة في المشاركات الرياضية في جميع الاوقات خاصة في شهر رمضان المبارك، إلا أن ذلك لاتتوفر لديهم في القرى، وأضاف مما يجبرنا على قطع مسافات نتكبد منها الخطر لنصل إلى الطائف وهذا فيه خطر علينا، لذلك نطالب المسؤولين بتوفير الملاعب الرياضية وتهيئتها لشباب القرى بدلا من تركهم يضيعون ويقتلهم الفراغ الذي قد يتسبب في انحرافهم لاسمح الله فيكونوا معرضين بذلك للخطر. أحلام القرى «عكاظ» التقت بعدد من أهالي قرى جنوبي الطائف، والذين شدد جميعهم على الاهتمام بالشباب وتوفير الخدمات الرياضية والملاعب لهم بدلا من تركهم للفراغ الذي يهدد حياتهم. من جهتها كشفت مصادر ل «عكاظ»، إن البلديات في جنوبي الطائف لازالت غائبة عن توفير المواقع المناسبة للشباب في قراهم وليس في مواقع أبعد منها.