خلفت السيول والأمطار التي هطلت على مركز العش التابع لمنطقة حائل أضرارا جسيمة في المنازل والمزارع والمحلات التجارية، وذلك بسبب مشروع ازدواج طريق حائل الروضة المتعثر لسنوات عدة، حيث يتقاطع الطريق مع وادي العش بكبري لم يكتمل إنشاؤه، ونظرا لإغلاق مجرى سيول وادي العش بالردم المرتفع دون أخذ تصريف مياه مجرى الوادي الكبير في الاعتبار، غرقت المنازل بالمياه بسبب وضع ردم ترابي لمسار طريق حائل الروضة المتعثر حيث دخلت كميات كبيرة من مياه الوادي إلى داخل المنازل مما أضطر سكانها للمبيت خارجها. وأوضح المواطن فرحان الماضي أن منزله امتلأ بالمياه، مضيفا أن كمية المياه الكبيرة التي دخلت إلى المنزل لم تتح له الفرصة كي يحرك سيارته المتوقفة في فناء الدار، مؤكدا أن السبب وراء انحراف مجرى وادي العش عن مساره الطبيعي هو تعثر مشروع ازدواج طريق حائل الروضة، حيث تم وضع ردم عال داخل الحارة، وفي المقابل لم يوضع عدد كاف من عبارات التصريف، مؤكدا أن الأهالي استنجدوا بمكتب خدمات البلدية بالعش وبلدية الروضة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حيث تم سحب المياه بمضخات البلدية، مضيفا أنهم بقوا خارج منازلهم لمدة 24 ساعة. وفي السياق، أبان المواطن بندر فواز أن وادي العش كان يسيل بشكل طبيبعي طوال السنوات الماضية، حيث كان الأهالي يستمتعون بجريانه دون أن يسبب لهم ضررا، مؤكدا أن المنازل والمحلات التجارية كانت بعيدة عن خطر السيول، مضيفا أن الأهالي ومنازلهم ومحلاتهم معرضة حاليا لخطر سيول وادي العش الكبير، حيث تم إغلاق مجرى الوادي بمشروع طريق حائل الروضة المزدوج المتعثر من خلال ردم، مبينا أن عبارات تصريف السيول لم توضع بمكانها الصحيح، حيث داهمت السيول تمونيات غذائية ومحطة بنزين وورشة سيارات ومغسلة ملابس وصالون حلاقة، كما داهمت مجموعة من السيارات داخل الورشة وخارجها، مطالبا الجهات المعنية بالإسراع في إكمال الطريق الذي سبب للأهالي كل تلك المعاناة. من جهته، أكد المواطن مثقال ظاهر أنه أوقف سيارته بجوار المحطة، وحينما عاد إليها وجدها تسبح داخل بحيرة من المياه حيث غمرها الماء والطين، فيما أبان ملفي فاضل أن سيارته كانت متوقفة عند الورشة بغرض صيانتها جزئيا، لكنها الآن أصبحت معطوبة تماما بسبب المياه التي غمرتها بالكامل، فيما أكد المواطن عجب عائض أن سيارته أيضا كانت تنتظر الصيانة داخل الورشة قبل أن تغمرها السيول بالكامل. وفي السياق، دعا المواطنون عبدالله بن حربي، حشاش نهار، قايم محمد، منور فلاح، حبيب مزعل، ملفي فاضل، خالد عبدالله، عبدالله ماشي ومناور ظاهر، إلى رصد الانهيارات والانسدادات، وسوء التصريف مياه السيول في المشاريع التي تنفذها وزارة النقل من حائل إلى مدينة الروضة بمسافة 90 كم، مطالبين بوضع عبارات مائية ومصدات على جوانب الأودية، مشيرين إلى تجاوزات بعض الشركات التي تستخدم تربة الأودية بطريقة تغير مجراها وتشكل بحيرات رملية. جدير بالذكر أن فرع وزارة النقل بمنطقة حائل صنف مشروع ازدواج طريق حائل الروضة ضمن المشاريع المتأخرة وحمل المسؤولية للمقاول الذي استلم المشروع منذ أكثر من أربع سنوات.