أكد مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدراسات عضو مؤتمر الحوار الوطني فارس السقاف أن الأصوات التي تنادي بفك الارتباط وانفصال الجنوب لن تحقق مآربها وستفشل، مؤكدا أن قوة اليمن في وحدته. وأشار السقاف في حوار أجرته «عكاظ» إلى أن المحاصصة الحزبية وعدم إعطاء الأولوية لذوي الاختصاصات في اختيار الوزراء وراء تعذر تحقيق الحكومة لبرنامجها. وأرجع السقاف الانسحابات التي حدثت من مؤتمر الحوار اليمني إلى خلافات في أوساط مكونات الحراك الجنوبي، موضحا أن انسحاب الصريمة ليس له علاقة بالحوار الوطني، مؤكدا أن التدخلات الإيرانية في اليمن موجودة وبقوة، بيد أنه قال إن الرئيس هادي استطاع أن يفشل المخططات الإيرانية. كاشفا عن قرارات وتغييرات في شكل الحكومة يجري التحضير لها، ولكن تحت جناح المبادرة الخليجية. وإلى نص الحوار: كيف تقيمون مراحل تنفيذ الحوار الوطني الذي دخل شهره الثاني؟ انطلاقة الحوار كانت قوية والحوار متجه نحو خطوات متقدمة من خلال الفرق التسع التي تشكلت والتي بدأت في العمليات الميدانية التي ستستمر لمدة شهرين وعقبها سيعودون للجلسات العامة. لكن هناك انسحابات من قبل بعض قيادات الحراك من الحوار؟ بالطبع هناك انسحابات وهناك أيضا خلافات في أوساط مكونات الحراك الجنوبي وليس ما يعبر عنه أن هناك اشتراطات، لأنهم شاركوا في الحوار، والصريمة كان نائب رئيس الحوار ثم أصبح رئيسا للقضية الجنوبية وأعتقد أنه سيعود إلى اللجنة مرة أخرى. إذًا ماذا يمكن أن نتوقعه لحلول القضية الجنوبية خاصة وأن سقف المطالب يزداد يوما عن آخر؟ في السياسة ما هو ظاهر ليس ما هو خفي، ففي الظاهر تلك مطالب الحراك، لكن المسكوت عنه شيء آخر، فالرئيس اليمني حدد منذ البداية أن الحوار ماض بمن حضر. ونحن ندخل الحوار بدون سقوف ولقد تحدث الكثير عن تقسيم فيدرالي ولكن كل الحلول ستتضح من مخرجات الحوار. وهناك تناقض كبير بين أن تدعو للحوار كوسيلة للوصول إلى نتائج ومخرجات، ثم تفرض علينا سلفا أن نصل لفك الارتباط، وهذا لا يمكن أن يحدث لأنها مطالب تعجيزية، ولكني أعتقد أن طرحها بهذه القوة ربما كان للمطالبة بمزيد من التنازلات. ماذا عن المشاورات مع معارضة الخارج؟ الحوار يسير في خطين، الأول من خلال اللجنة و565 ممثلا لكل الكيانات بحسب النظام الداخلي بما فيها الحراك الجنوبي، والخط الآخر هو الدعوة المفتوحة لتلك الزعامات بما فيها علي سالم البيض والعطاس، علي ناصر وباعوم وغيرهم من الخارج والداخل الذين لم يشاركوا، للمشاركة وإن كان البعض طرح فكرته في الجلسات العامة عبر فك الارتباط، وتقرير المصير وأعتقد أن المكسب الكبير هو أن القضية الجنوبية أصبحت حاضرة وستخرج بنتائج إيجابية ترضي شعب الجنوب ليستعيد حقوقه. وأعتقد أن اليمنيين لن يصلوا للانفصال، وكل ما يستدعي مناقشته هو الوحدة القائمة ولابد من صيغة توافقية. هناك تشدد في شمال الشمال لعودة المركزية الشديدة والمطلقة للحوثي وهناك من يطالب باستعادة الدولة وتقرير المصير لكن الدولة الاتحادية الفيدرالية هي الحل الوسط. على ذكر شمال الشمال ألا ترون أن التمدد الحوثي الإيراني يهدد مبدأ الفيدرالية الذي تسعون إليه؟ الفيدرالية ربما ترضي الحوثيين بحيث يصبح إقليم صعدة الجوف مثلا، وهم من خلال مشاريعهم يكون لهم النفوذ بطرق سلمية وقانونية وأي انفصال وتفكك في الوقت الراهن لا أفق له. إلى أي مدى يمكن أن ترضى السلطات اليمنية عن ما يدور في صعدة في ظل التدخلات الإيرانية الداعمة لهذه الجماعة؟ نجد في الفترة الانتقالية من يحاول تحميل الرئيس هادي في الوقت الراهن أكثر من طاقته، ويريدونه أن يحل كل المشكلات وهم مخطئون وغير منطقيين، فالقضية الجنوبية كان يمكن أن تحل بالعدالة وأن يقرر الناس مصيرهم بأنفسهم ويصنعوا مستقبلهم في إطار الحكم المحلي الواسع، فإلى الآن المكونات الجنوبية لم تستطيع التوحد فيما بينها فهؤلاء لو افترضنا جدلا أنهم انفصلوا، فإنهم سيقاتلون وعلينا أن نطرح الحلول الصحيحة لنجربها. فجميع الرؤى الإقليمية والدولية تطالب بحق الجنوب في العدالة وتقرير مصيرهم في ظل الدولة الواحدة بنظام فيدرالي وبصيغة يمنية تتناسب مع طبيعة اليمن. لكن إيران تعمل من أجل تمزيق اليمن ما تعليقكم؟ لا أخفيك أن التدخلات الإيرانية موجودة وبقوة وتستغل الفترة الانتقالية والرئيس هادي استطاع أن ينجز الكثير لاستعادة ثقة شعبه به كقائد وخاصة بعد هيكلة الجيش، والحوار الذي كان يهول البعض أنه لن ينعقد أصلا واستطاع أن يفشل المخططات الإيرانية. ماذا عن الأنباء التي تداولات عن تغييرات في شكل وحقائب الحكومة بما فيها رئاستها؟ أعتقد أن الحديث ارتفع بضرورة تغيير الحكومة ولا أستطيع أن أقول إنها نجحت في تأدية مهامها في المرحلة الانتقالية، وربما الائتلاف الحاصل عطل الكثير من أدوارها التي ينبغي التي تقوم بها، وهذا يعود لعدم الانسجام والتناغم بالإضافة إلى تبعية الحكومة والاستقطابات السياسية والقبلية وغيرها. ونرى أن مؤسسة الرئاسة تمضي بقرارات قوية وناجحة يضعفها أداء الحكومة التي تقوم على محاصصة، وكان ينبغي على الأحزاب أن تقدم ما هو تكنوقراط ووطني ومهني في وزرائها الذين ليس لديهم خبرة، كما أن الحكومة انشغلت بالمواقف السياسية لمن يقف ورائها وهذا جعل الجميع يتحدث عن ضرورة وجود حكومة وحدة وطنية تكنوقراط وتنصاع لرئيسها ورئيس الدولة. وأعتقد أن هناك قرارات كثيرة كان ينبغي أن تتخذها الحكومة ولكنها لم تنجزها، والذي يعيق مشوار الحكومة التي شكلت بالمناصفة وفق المبادرة الخليجية أعتقد أن هناك ضرورة لتغيير الحكومة ولكن تحت صيغة المبادرة الخليجية وبتفاهمات مع الأقطاب. هل بالفعل هناك توجه لتغيير للحكومة من قبل الرئيس؟ ليس الرئيس تحديدا فهو لا يريد أن يخرج عن التوافق ولكن العقبة في طريقها للتغيير هو كيفية أن يتكيف مع المبادرة الخليجية، فإذا توصلوا إلى تفاهمات وصيغة فالتغيير سيكون واردا. لكن الدول الراعية للمبادرة يرون أن السبب الرئيسية للفشل هو الكم الهائل من الوزراء ما ردكم؟ أعتقد أن الصيغة الطبيعة يسند اختيار الحكومة للوزارات السياسية، لرئيس الجمهورية، والجوانب الخدمية ثقافة سياحة يمكن أن تتوزع في الوزارات. كيف تقيمون موقف خادم الحرمين الشريفين ودعمه المتواصل لليمن؟ المملكة تعتبر بالنسبة لليمن العمق الاستراتيجي وحريصة على تعزيز الأمن والاستقرار فيها. ونحن نشكر المملكة وقيادتها في تقديم الدعم للشعب اليمني في الظروف الصعبة.