لا يكاد يخلو شارع أو منطقة في أحياء منطقة الرياض المختلفة، من مئات الأطنان من نفايات مخلفات البناء المختلفة، التي تجتمع فيها الكثير من المواد كالأدوات الصحية المصنوعة من «البلاستيك» والحديد و «الخزف» و «البلاط» و «الرخام» وحديد التسليح والطوب الأحمر، وكذلك «البلاط القيشاني» و «السيراميك» و «البورسلان» و «الألمنيوم» والزجاج، إلى جانب مواد الديكور والجبس وبقايا الدهانات والطلاء وغيرها. وتعتبر هذه المواد التي تمتلئ بها الأراضي الفضاء وأمام المباني الجديدة تشكل تلويثا للبيئة حسب ما ذكره المختصون في البيئة. «عكاظ» تجولت في أحياء مدينة الرياض ورصدت مخالفات كثيرة يشهدها حي الدارالبيضاء والعزيزية بجنوب الرياض والخالدية والملز وسط الرياض والقادسية وأشبيليا بشرق الرياض والموسى غرب الرياض والعديد من الأحياء. رأي المواطن والتقت «عكاظ» بعدد من المواطنين الذين أبدوا رأيهم حول رمي مخلفات البناء أمام المنازل وفي الأراضي المكشوفة. حيث يقول المواطن علي الأسمري أن هذه الكميات الهائلة من أكياس البناء ومخلفاته تسبب تشوه في المنظر العام للأحياء قبل أن تكون سامة ومسببة للتلوث. بينما يضيف المواطن سعود الشلاحي أن سبب رمي مخلفات البناء هو الإهمال بالأنظمة وتراخي البلديات مع المقاولين والتهاون معهم مطالبا البلديات في كافة أحياء مدينة الرياض بالعمل الحازم والجاد في معاقبة مثل هؤلاء المخالفين ومحاسبة كل مخالف وتغريمه مبلغا ماليا. ويعتبر محمد الغامدي ترك الأراضي مكشوفة وعدم تسويرها من قبل تجارها وملاكها أمراً مهيئاً لرمي المخلفات فيها مشيراً إلى أنه مخالف للتعليمات والضوابط المتبعة من قبل الجهات المعنية. ويؤيد المواطن خالد القافي ما ذكره سعود الشلاحي حول فرض غرامات مالية حول المخالفين من مقاولين وعمال بناء والعقوبة تشمل المخالف أيا كان مواطنا أو مقيما وكشف القافي أن التهاون والتساهل في الإجراءات تزيد من تفاقم المشكلة ولابد من وضع حد مبكر لها. فيما تطرق المواطن أيمن الدوسري إلى أن الخطر هو رمي المخلفات على طريق طلاب المدارس وصغار السن حيث لا يميزون الأطفال خصوصاً في المرحلة الابتدائية في الحسن والقبيح وقد يبلع بعضهم مواد تعتبر سامة أو بمجرد اللمس وهذه نقطة مهمة جداً يجب أن ينتبه لها كل مواطن ومقيم ويبعد كل البعد عن رمي مخلفات البناء السامة. ويضيف الدوسري أن بعض المقاولين هداهم الله يقوم بحرق مخلفات البناء أمام منزله بعد انتهاء البناء أو قبل الانتهاء مما يسبب إزعاجاً للجيران وتلوثا للبئية وبعضهم يقوم بهذا العمل ليلاً لكي لا ينكشف أمره من قبل الأمانة وهذا بالتأكيد مخالف ويجب تشديد العقوبة عليه. رد المسؤول في المقابل قال ل «عكاظ» أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله المقبل إن مخلفات البناء تشكل تحديا للأمانة نتيجة للرمي العشوائي من قبل ضعفاء النفوس من خلال استغلال عدم تواجد مراقبي البلدية مبيناً أن الأمانة كونت فرقا خاصة لمراقبة مثل هذه الأعمال التي سوف يتم الحد منها، والأمانة بصدد ترسية عدد (5) مشاريع لتنظيف الأراضي الفضاء من مخلفات البناء في مدينة الرياض.