خرج برشلونة من أسوأ مواسمه بأقوى بطولات الجزيرة الايبيرية وبفارق يمكن أن نصفه بالشاسع عطفا على التاريخ والأرقام التي اعتاد أن يكون غريمه المدريدي قريبا منها، وتجاوز النادي الكاتالوني مرارة رحيل عراب تاريخه الحديث جوارديولا ومرض خليفته فيلانوفا ومدافعه أبيدال، وتراجع مستويات نجومه الكبار ميسي وتشافي وبويول، مستفيدا من تألقه في مواجهات القسم الأول وابتعاده بالصدارة عن قطبي مدريد لاسيما الريال الذي صحى متأخرا وخسر كثيرا بسبب البدايات المرتبكة له في وقت كان فيه ميسي ينهش في جسد الأرقام ويطيح بها واحدا تلو الآخر، لدرجة كانت التوقعات تشير إلى أن البلاوغرانا في طريقه لتحطيم رقم ريال مدريد القياسي في الألفية الجديدة على مستوى النقاط وتجاوزه حاجز ال100 نقطة لكن ذلك لن يحدث في ظل المباريات المتبقية التي لن تخوله تجاوز الرقم في أفضل الأحوال، بعد أن فرط الفريق كثيرا في نقاط سهلة أمام فرق تقل عنها بالمستوى والأداء رغم الرقم القياسي الذي حققه في البداية. حين نجح في إضافة رقم جديد عبر نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي آخر تلك الأرقام تمثلت في تحقيقه أفضل بداية في تاريخ الدوري الإسباني، عندما استطاع تحقيق الفوز رقم 17 في مبارياته بالدوري الإسباني للموسم الحالي مقابل تعادل وحيد، الأمر الذي مكنه من جمع 52 نقطة من أصل 54 ممكنة. وعادل خلال الموسم الرقم القياسي المسجل في موسوعة غينس للأرقام القياسية حين سجل في مباراة الدور الأول على إسبانيول الذي توجه مؤخرا باللقب بهزيمته للريال، حين تمكن من التسجيل في 36 مباراة متتالية وهو الأمر الذي لم يتكرر منذ موسم 2008 2009. تعود حسابات الفوز رقميا إلى الهجوم والوسط اللذين عوضا الفشل الذريع دفاعيا، إذ سقط الفريق أكثر من مرة في أوقات حاسمة في الموسم وفرط في كثير من البطولات، حين جأت الحصيلة وقبل نهاية جولتين في الأهداف التي تلقاها الأسوأ منذ أن تولى بيب غوارديولا قبل خمسة أعوام مهمة تدريب النادي حيث لم يستقبل مرماه أكثر من 35 هدفا بينما تلقى هذا الموسم أكثر من 37 قبل 43 جولة من نهاية المسابقة وهو رقم غير جيد حيث خلال الأعوام الماضية تلقت شباك الفريق 29 هدفا في الموسم الماضي و21 هدفا في الذي سبقه بينما سجل في موسم 2009 (35) هدفا، وخلال العشرة الأعوام الماضية هو الأسوأ في عشرة أعوام بعد موسم 2008 الذي يفصله عنه 6 أهداف فقط. دفاع هش وحصيلة مخيفة تعرض دفاع البلاوغرانا لهزة كبيرة بإصابة بويول وغياب أبيدال وتراجع أداء بيكيه ودانيال الفيس وبرز جوردي البا في بعض الفترات في ظل تخبطات المدرب البديل رورا الذي عجز عن حل المعضلة في غياب فيلانوفا. وكشفت سباعية البايرن القاسية في دوري أبطال أوروبا حجم الخلل الذي عاناه البلاوغرانا دفاعيا ونال من هيبته، إذ أنه توج بطلا لكنه لم يكن مرضيا لانصاره ومحبيه الذين اعتبروا الفريق الحالي شبحا لفريق الأحلام الذي اكتسح الإعجاب في كوكبنا الأرضي من أقصاه إلى أقصاه.