عصفت الموضة بأزياء النساء في المدينةالمنورة، إذ لم تعد «السديري» و«الكرتة» و«الجونلة» تشكل ذائقة واهتمامات النساء في الوقت الحالي كما كانت في السابق بل تطورت مسميات الأزياء وتعددت طرق لبسها، استبدلت بالجديد من الأزياء الحديثة واندثرت تلك القطع المخملية ذات النقوش الجميلة الزاهية للنظر والتي كانت دليلا على ذوق نساء المدينة في ارتداء أزيائهن قديما، خاصة أن المدينة كانت وما زالت منفتحة على جميع حضارات الشعوب الإسلامية. وكانت المرأة المدينية تتميز بأناقتها وفخامة ملبوساتها التي تصنعها بيدها وتشرف على تطريزها وحياكتها لأنها كانت تهتم بمنظرها أمام كل النساء، وكان لباسها في البيت بسيطا ينم عن ذوق رفيع وفيه فخامة كان عبارة عن سديرية صنع من قماش البوال أو الشاش الأبيض ويصل طولها إلى الوسط وبأكمام قصيرة بما يشبه البلوزة في وقتنا الحاضر ولكن بفخامة أكثر، حيث إن القطعة تكاد تنطق من جمالها تتوسطها فتحة من أمامها بأزارير متعددة الصناعات، إما أن تكون من البلاستيك أو من الذهب أو أن تكون مبطنة بالصوف، وبقبة و«كولة» عالية تزين أطرافها بالدانتيل والأكمام أيضا، والجزء الآخر كان عبارة عن السروال الذي يحاك من قماش البفتة ويكون واسعا جدا وعند قدوم ضيوف ترتدي عليه سيدة البيت «جونلة» ببنسات تسمى الكرتة لأنها تكون بمثابة فستان كامل، وأما الشعر فهو يغطى «بالشنبر» وهو قطعة قماش مثلثة الشكل، كما كانت المرأة تضع المرمة على رأسها وهي عبارة عن قماش من شاش أبيض مستطيلة الشكل، حيث تفرق المرأة رأسها لضفيرتين ثم تلف شعرها بجزئي المحرمة، وأما السهرات والأفراح فلها لباس واحد يسمى «البرنسيس» وهو عبارة عن قماش كامل ببنس من الخلف والأمام بياقة أو من دون وكان أكثر رواجا بين نساء المدينة قديما. وأوضحت ناهد سمان أن أزياء النساء في المدينة قديما كانت فخامة وذوق وتنم عن رقي سيدة البيت ولكن من سيلبسها في زمننا هذا.. لا أحد، لأنها أصبحت من الذكريات ولو فكرت أن ارتديتها لأصبحت أضحوكة من قبل الجميع فالبعض يعتبرها زمنا ذهب بكل ما فيه من أزياء وبساطة ووجوده الآن ليس مناسبا. وتقول عائشة محمد كنا قديما نفرح بالثوب الجديد الذي تسهر أمي لتحيكه وتطرزه بيدها ونفاخر بين قريناتنا أن أمي صنعت لي هذا الثوب الجميل فقديما كان زمنا جميلا وبسيطا بكل ما فيه ولم يكن هناك أي موديلات أو منقوشات صعبة لا تستطيع أمي عملها كانت تصنع كل شيء فلم يكن لدينا مشاغل تأخذ منا أموالا طائلة من أجل فستان لسهرة واحدة كما في عصرنا الحاضر موديلات وأسعار خيالية لليلة واحدة.