ثماني قبب من القباب العثمانية هي التي تضم مكبرية مؤذني الحرم المكي الشريف، شيدت قبل أكثر من 35 عاما بمساحة تبلغ تقريبا 35 مترا مربعا للقبة الواحدة، وتضم هذه القبب الثماني المكان الذي يرفع منه ذكر الحق ليملأ جنبات الحرم المكي، ويحتوي على أحدث أجهزة التحكم والسيطرة في مجال الصوتيات والتسجيل والإخراج التلفزيوني. المكبرية هي بناء مواجه للكعبة المشرفة من الناحية الجنوبية، يبعد عنها نحو 25 مترا، وهو مكان مرتفع مخصص للمؤذنين، واجهته الأمامية من الزجاج، حيث يمكن مشاهدة المؤذن وهو يؤذن، كما يمكن للمؤذن مشاهدة الإمام في الصلاة. شيخ المؤذنين الشيخ نايف بن صالح فيدة تحدث عن المكبرية والقبب الثماني، حيث قال: إن مكبرية المؤذنين الحالية أنشئت قبل حوالي 40 عاما بعدما كانت خشبية، وقد استمر العمل فيها قرابة عام واحد. وقال شيخ المؤذنين: إن القبتين الأماميتين من ناحية بئر زمزم خصصتا للضيافة الخاصة للاستراحة والعبادة بعد الطواف أو السعي، وهما مجهزتان بالكامل من حيث توفير المصاحف الشريفة وماء زمزم، مشيرا إلى أن لهما سلما وبابا خاصين. وأضاف: إن هناك من الناحية الأخرى من المكبرية بابا وسلما آخرين خاصين لمؤذني الحرم المكي الشريف يؤديان إلى 3 قبب أمامية وخلفية، مشيرا إلى أن الأمامية منها تفتح وتطل على صحن المطاف.وأوضح أن هذه القبب صممت على أحدث وأفضل التصاميم فهي عبارة عن غرف تتوفر فيها كل وسائل الراحة والأجهزة الحديثة والتكييف. وقال إن الثلاث الأمامية منها تطل مباشرة على صحن المطاف خصصت إحداها للتشغيل والصيانة في نظام الصوتيات للحرم بالكامل من قبل الشركة المنفذة شركه بن لادن السعودية، وتحتوى على جميع الأجهزة والادوات الخاصة بتشغيل نظام التحكم في صوتيات الحرم المكي الشريف من الأذان والإقامة والصلوات، وهي تعتبر المحطة المساعدة، حيث إن الرئيسية فوق السطح. وأضاف أن هذا القسم يحتوي أيضا على الأجهزة بنقل وتسجيل دروس ومواعظ شيوخ الحرم المكي الشريف، وكذا يحتوي على ساعة الحرم الخاصة التي تعتبر التوقيت الرسمي لساعات الحرم جميعها المنتشرة في جنبات الحرم. وتابع الشيخ صالح فيدة قائلا: بعد ذلك تأتي القبتان المخصصتان للأذان، حيث إن الأمامية المطلة على صحن المطاف تمثل غرفة الأذان التي ينطلق منها صوت الحق بصوت الشيوخ مؤذني الحرم المكى، وهي مجهزة بعدد من الميكروفونات اللاقطة وشاشة لمراقبة الإمام وكذا الجنائز، أما الخلفية منها التي تقع خلف غرفة الأذان فهي غرفة خاصة لشيخ مؤذني الحرم، مشيرا إلى أن القبتين الأخيرتين فيهما غرف خاصة لوزارة الإعلام والثقافة حيث أجهزة خاصة بالمذيعين والإعلاميين وأجهزة أخرى لنقل الصوت والصورة. ظلة المؤذنين أوضح الشيخ فيدة أن بعض المؤرخين ذكروا أنه كانت في المسجد الحرام ظلة للمؤذنين (مكبرية) يؤذن تحتها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام، فكانوا يجلسون تحتها لتقيهم من الحر والبرد، وقيل أيضا أن أول ظلة للمؤذنين، كانت على سطح المسجد يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة، وعملت في خلافة هارون الرشيد أمير المؤمنين، وكان المؤذنون يجلسون هناك يوم الجمعة في الشمس في الصيف والشتاء.