تحول الجنون الشبابي في الآونة الأخيرة من الاهتمام باللباس الغربي اللافت للأنظار إلى هوس آخر لا يقل عن جنون سابقه، إذ انتشرت في أوساط الشباب حالة من الهوس بتعديل السيارات، وأرجع البعض ذلك إلى الرغبة في التنفيس عن الكبت النفسي بسبب البطالة والفراغ والوقت الممل إلى (تدليع) سياراته وممارسة هوايات وصفت ب (الغريبة)، وفيما طالب آخرون بإنشاء نادٍ لهواة تعديل السيارات تحت إشراف جهة رسمية. قال المرور: إن تعديل السيارات مخالفة توجب احتجاز المركبة ودفع الغرامة. وقد ظهرت عبر بعض المواقع على الإنترنت دروس بالكمبيوتر لتعديل السيارات لجذب أكثر قدر ممكن من الشباب الذين يريدون أن تكون سياراتهم غريبة. وقد انطلقت في الرياض مؤخرًا مسيرة السيارات المعدلة شارك بها عدد من الشباب المولعين بظاهرة التعديل. مظهر للتفاخر قال فايز سليم الجهني: إن اهتمامات الشباب هذه الأيام بتعديل السيارات يرجع إلى عدم استطاعته تركيب أجزاء التعديل، موضحا أنه أصبح مدخلا للمظاهر والتفاخر بين الشباب، وأشار إلى أن بعض الشباب يصر على ان تكون سيارته هي الأفضل. وقال: إن تلك الاهتمامات تشهد انتشارًا واسعًا في فترات الإجازة، وأفاد أن من الماركات التي يقدم الشباب على شرائها واستخدامها هي الصينية التي تلقى رواجا كبيرا بين المستخدمين على حد قوله، نظرا لتناسب أسعارها بين الشباب. وأضاف أن تعديل السيارة يكمن في بعض الأجزاء منها كجنوط الإطارات، بالإضافة إلى تغيير حجم السيارة “لتهبيط والترفيع” رغم أن أغلب السيارات التي يتم تعديلها حديثة. وقال: إن أغلب الشباب يهتم بتغيير المراتب الداخلية وتركيب تلبيسات جديدة لها، وكذلك تغيير الشمعات وديكور السيارة بأشكال جديدة وألوان مختلفة بالإضافة إلى وضع استيكرات للفت الانتباه. ولفت إلى أنه صرف ما يقارب ال4000 ريال على تعديل سيارته الأكورد موديل 2007، منوها بأن أماكن التعديل تكاد تكون محصورة في جدة في كليو 2،7 وشارع الأمير متعب. وأضاف حسن عايض الكثيري أن اهتمام الشباب بتعديل السيارات والزينة يعد مظهرا حديثا للتباهي ولفت الانتباه، مشيرًا إلى اهتمامه بتلبيس المقود وخياطته، وتنجيد المراتب الخلفية والأمامية ورفع الأبواب الأمامية والخلفية، موضحًا أنه دفع بما يقارب 1000 ريال على التعديلات لسيارته الكورولا 2009. وأشار عثمان علي حكمي إلى أن اهتمام الشباب بتعديل السيارة أصبح هوسًا في الآونة الأخيرة، موضحا أن ما يدفع الشباب لهذه الاهتمامات هو الرغبة بالتميز عن الآخرين وأن هذه هي “الموضة”، وأضاف حكمي أن تعديلات جنوط الإطارات وشمعات الأنوار وتنجيد المراتب أهم ملامح اهتمام الشباب بمظاهر السيارة بالاضافة إلى المسجلات وديكور السيارة الذي يأتي في المرتبة الثانية، وقال إنه دفع أكثر من 1500 ريال على تلك التعديلات، وطالب حكمي بإنشاء نادٍ رسمي لهواة تعديل السيارات والمهتمين بها وأن تشرف عليه جهة رسمية. وأفاد وجدي أحد العاملين بمحلات زينة السيارات بجدة أن محلات الزينة تشهد في الآونة الأخيرة رواجا للشباب، حيث تستقبل ما بين 15 و20 شخصًا يوميًا متنوعة أعمارهم بشكل عام، مشيرًا إلى أنهم يبادرون بطلب تعديل سياراتهم وتركيب المسجلات وتغيير المراتب وديكور السيارة وتركيب جنوط للإطارات، بالإضافة إلى تركيب تلبيسات واستيكرات من خلال وضع ملصقات لأسماء معينة على سياراتهم. وذكر أحد أصحاب الورش في مدينة جدة أن بعض الشباب يهتمون بتعديل السيارة من خلال رفعها بمقاسات محددة لتصبح مرتفعة وكذلك “تهبيطها” لتصبح ذات أشكال يراها الشباب مميزة عن الآخرين.من جهته أوضح مدير مرور جدة العقيد محمد حسن القحطاني أن التعديل في السيارة يعد مخالفة قانونية، مشيرا إلى أن صاحبه يعد مخالفا لنظام المرور سواء بتعديل أي جزء منها أو تغيير هيكل ملامحها. وأرجع ذلك لما قد يحصل خلف ذلك من مخالفات وحوادث وجرائم. وأكد القحطاني أن هناك عقوبات لمن يقوم بتلك التعديلات منها احتجاز المركبة ودفع غرامة تقديرية بمبلغ 300 ريال.