لا يجد شباب ضمد متنفسا لهم أسبوعيا سوى بحر القوز، الذي يلقون داخله أعباءهم وهمومهم من ضيق فرص الترفيه في المنطقة، ويغتسلون بمياهه من آثار تعب الركض وراء منتزه مخصص لهم، ويصطادون منه الصبر تجاهل الجهات المختصة لمعاناتهم. على ذلك الشاطئ يتوافد العشرات من الشباب، يعلنون أنهم يقضون بين جنباته أسعد الأوقات، لكن رحلات التوافد ربما تنهكهم فلا يستطيعون الوصول أسبوعيا، الأمر الذي يعزز مطالبهم بتوفر البدائل، خاصة أن الشباب يفضلون التنوع. وعلى الشاطئ ألقت مجموعة من الشباب شباكها واستجمعوا قواهم وراحوا يستمتعون بكل ما حبا الله تعالى المنطقة بفضل متعة الجمال والهدوء والأمواج الساحرة. يتسابقون للصيد واللهو بالسباحة ويعزفون سويا معاني الشباب المليء بالطاقة والحيوية، وفي نهاية اليوم يجمعون ما طاب من لحم طري رزقهم به الله عز وجل عائدين إلى منازلهم ولسان حالهم يقول: «متى العودة». يرى عبدالله حيدر أنه لا يوجد مكان أفضل من شاطئ البحر للتنفس عن هموم هذه الحياة ومن روتينها الممل ولهذا نعتبر هذا المكان هو المفضل لدينا بالرغم من المسافة الطويلة التي نقطعها ووعورة الطريق الموصلة إليه، لكننا اعتدنا على ارتياده أسبوعيا، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي متنفس للشباب في محافظة ضمد، والتي تفتقد مثل هذه الأماكن ولو كانت موجودة ما قطعنا كل هذه المسافة بحثا عن الراحة والترويح عن النفس. ويعرب حسن علي معافا عن أمنيته في افتتاح أندية رياضية لقضاء أوقاتنا فيها ونعتبر البحر هو متنفسنا الوحيد نجتمع على شواطئه نهاية كل أسبوع نمارس السباحة وممارسة الصيد الذي يتوفر في مثل هذه الأماكن بمختلف أنواعه وعند حصولنا على الكمية الكافية نبدأ في عملية شوي السمك وأكله طازجا، ولكن مهما كانت الأماكن هنا حلوة إلا أننا نتمنى أن تكون في محافظتنا جلسات عائلية ومثلها شبابية وأندية حتى نمتع أبنائنا وأولادنا وترويحهم من الجلسات في المنازل أو قطع المسافات الطويلة إلى مناطق مختلفة للبحث عن أماكن كمتنفس لهم. ويوضح أحمد موسى بشير ومحمد على معافا أن الجلسات على البحر ممتعة جداً: ولهذا دائما نفضلها بحرية كما هو في شاطئ بحر القوز الموقع هادئ، حيث ننطلق عندما تكون القافلة محملة بأغراض الرحلة وما تتطلبه النزهة من أدوات الصيد والطبخ والسباحة، حيث نقضي هنا وقتاً ممتعاً للغاية خصوصاً على ضوء القمر ومن أمامك صوت البحر ومنظر السمك وهو عالق في الشبك يضفي على الجلسة رونق وجمالا. وأوضح بشير علي معافا أن همومنا تعددت والروتين اليومي وضجيج السيارات أتعبنا: ولهذا لجأنا هذا المكان بحثاً عن الراحة مع الأصدقاء وما أجمل الوقت إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم نهاراً والقمر ساطع ليلاً تزيد الجلسة حلاوة، كذلك رائحة السمك المشوي يكمل الرحلة جمالاً، ولكن هناك بعض المطالب لمثل هذا الموقع ومنها خدمة الجوال التي تغيب على شاطئ القوز بالرغم من المسافة البعيدة فهي تحتاج إلى خدمة الجوال للظروف الطارئة التي تحدث بالإضافة إلى وضع علامات ثابتة بسبب تعدد الخطوط الترابية المؤدية إلى الموقع. ويبين أحمد موسى أن مثل هذه المواقع تجذب المتنزهين الباحثين عن الهدوء في نهاية كل أسبوع ولتجديد الطاقة العملية لهم إنها لوحة بانورامية جميلة لا مثيل لها ولا بد من تكرار الزيارة إليها ولكن مثل هذه الأماكن تحتاج إلى اهتمام ابتداء من الخطوط المؤدية إليها وانتهاء بالجلسات المنظمة التي تحتاجها الأسر. ويشير عبدالله حيدر ومحمد على معافا إلى أن المكان يتحول إلى مسرح نابض بعشاق الجلسات جميعهم يبحثون عن متنفس لهم بعيدين عن الضجيج والروتين اليومي، ولكنه يحتاج إلى الدعم بالخدمات خاصة تمهيد الطرق إليه وتزويده بأبراج للاتصالات. غياب الاهتمام يتفق بشير علي معافا وخليل مصعود على أن هذه المناظر تدعو الجميع إلى المجيء إليها والتمتع بالجلوس في أحضانها، وستظل اللوحات عالقة ومرسومة لا يمكن نسيانها، إلا أن ما يلفت الانتباه يتمثل في غياب الاهتمام بهذه المواقع.