طمأنت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين بمحدودية انتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى تسجيل 13 حالة وجميعها في مستشفى واحد في الشرقية وتحديدا في الأحساء، وجميعهم سعوديون. وأكد نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور منصور الحواسي في مؤتمر صحفي أمس بحضور أعضاء اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية الممثلين لكافة القطاعات الصحية والجامعات ووزارة التربية والتعليم، إضافة للمتحدث الرسمي للوزارة، أن المؤتمر يأتي من منطلق الشفافية التي اعتمدتها الوزارة وحرصها على إيضاح الحقائق والمستجدات لجميع المواطنين والمقيمين، والتواصل مع الإعلاميين للوصول إلى المجتمع وإيضاح جميع ما يتعلق من هموم صحية في هذا الوطن. وأضاف أن الوزارة ومنذ بداية اكتشافها لأول حالة مرضية بفيروس الكورونا حرصت كعادتها على العمل المنهجي والعلمي المدروس، من خلال التواصل مع الهيئات العلمية والمتخصصين في العالم وفي المملكة، كما تحرص الوزارة دائما على أن يكون القرار نابعا من منطلق علمي يتم من خلال اللجان العلمية المتخصصة محليا ودوليا. من جهته، أوضح الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، أن هناك متابعة مستمرة للوضع، مبينا أن أول حالة سجلت كانت في يونيو عام 2012 وبعدها تم اكتشاف الفيروس الجديد في سبتمبر من عام 2012، وحتى الآن تم تشخيص المرض في 30 حالة على مستوى العالم. وبين أن هناك تنسيقا ومتابعة مستمرة من خلال اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية في وزارة الصحة والجهات الدولية التي تعاملت مع مرض السارس في السابق في تورنتو وسنغافورا وهونج كونج وأمريكا، ويجري التنسيق مع اللجان الدولية لمنظمة الصحة العالمية على مستوى الإقليم في القاهرة وعلى مستوى العالم في جنيف، مع متابعة الوضع الحالي وما تم التوصل إليه. وأوضح أن الوزارة وخلال الأيام العشرة الماضية سجلت حالات التهاب رئوي في الشرقية وتحديدا في الأحساء، وتم إرسال فريق متكامل من الوزارة لدعم المنطقة ومراجعة جميع الحالات الموجودة في المحافظة حيث تم حتى الآن اكتشاف 13 حالة توفي منها 7 أشخاص وجميع هذه الحالات مرتبطة بمستشفى واحد، لافتا إلى أن هناك خمس حالات تحت الفحص من المخالطين من عائلات المصابين. من جهتها، أشارت مديرة مكافحة العدوى وأستاذ مشارك في جامعة الملك سعود في الحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي، إلى أن وضع فيروس الكورونا وتحديد أسبابه في الوقت الحالي لايزال مبكرا ولا يمكن أن نحدد له وقت محدد يمكن أن تزيد فيه نسبة الإصابة أو تقل خلال العام، لأن المرض والفيروس نفسه مستحدث والمعلومات عنه غير كافية، مشيرة إلى أن الدراسات العلمية للكشف عن أسباب المرض وطبيعته قد تحتاج من عامين إلى ثلاثة للكشف عن حقيقته. إلى ذلك، أوضح استشاري أمراض معدية بوزارة الدفاع الخدمات الطبية الدكتور علي البراك أن الحالات المصابة محدودة جدا ومحصورة في مكان واحد وهي تحت السيطرة، مبينا أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس هم الأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي لبعض الأمراض المزمنة كالأزمات الصدرية والفشل الكلوي وغيرها، مشيرا إلى انه لا يوجد حتى الآن لقاح محدد للفيروس على مستوى العالم. وأضافت الدكتورة سارة السبيعي استشارية الأمراض المعدية عند الأطفال ممثلة جامعة الملك سعود أن الجامعة لديها خبرات واسعة في مجال الدراسات والبحوث وهناك تعاون بين الجامعة والوزارة من خلال قسم الأمراض المعدية وقسم الفيروسات وقسم مكافحة العدوى. من جانبه، قال استشاري الأمراض المعدية عند الكبار من شركة أرامكو السعودية الدكتور جعفر آل توفيق «إن جميع الحالات المسجلة في الأحساء لديها مشكلات صحية مختلفة وأمراض مزمنة». من جهته، أوضح الدكتور سليمان الشهري مدير عام الصحة المدرسية استشاري أطفال، أن هناك تنسيقا مستمرا بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم في مجال البرامج التوعوية التي لها علاقة بالأمراض وخاصة المعدية منها، ويتم إعداد برامج توعوية للطلاب في المدارس. من جانبه، بين سعود الحسن استشاري طب الأسرة والمجتمع بمستشفى قوى الأمن أن الفيروس جديد وغير معروف، ولازالت الدراسات والأبحاث تجرى عليه لمعرفة طرق وأسباب انتقاله وطبيعة التعامل معه والتصدي له.