طمأنت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين في المملكة ان انتشار فيروس كورونا يعتبر محدود الانتشار حيث سجلت المملكة نحو 13 حالة وجميعها في مستشفى واحد في المنطقة الشرقية وتحديدا في محافظة الاحساء وجميع المصابين من السعوديين وأن الحالات المكتشفة نتيجة فيروس كورونا قد تم تسجيلها على مستوى العالم في كل من قطر والامارات والاردن وبريطانيا خلال الأشهر الماضية. واكد نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور منصور الحواسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر ديوان الوزارة اليوم بحضور اعضاء لجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية والذين يمثلون كافة القطاعات الصحية والجامعات ووزارة التربية والتعليم اضافة الى المتحدث الرسمي للوزارة ان المؤتمر يأتي من منطلق الشفافية التي اعتمدتها وزارة الصحة والحرص على ايضاح الحقائق والمستجدات لجميع المواطنين والمقيمين على ثرى هذا الوطن الغالي والتواصل مع الاعلاميين للوصول الى المجتمع وايضاح جميع ما يتعلق من هموم صحية في هذا الوطن. الكورونا مجموعة من الفيروسات تسبب أمراضاً تصيب الجهاز التنفسي واضاف ان الوزارة ومنذ بداية اكتشافها لاول حالة مرضية بفيروس الكورونا حرصت دائما كعادتها على العمل المنهجي والعلمي المدروس، وذلك من خلال التواصل مع الهيئات العلمية والمتخصصين في العالم وفي المملكة، كما تحرص الوزارة دائما على ان يكون القرار نابعاً من منطلق علمي يتم من خلال اللجان العلمية متخصصة محليا ودوليا. من جهته اوضح د. زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، ان هناك متابعة مستمرة للوضع الحالي حول انفلونزا الكورونا المستجدة، مبينا ان اول حالة سجلت كانت يونيو من عام 2012 وبعدها تم اكتشاف الفيروس الجديد في سبتمبر من عام 2012، وحتى الآن تم تشخيص هذا المرض في 30 حالة على مستوى العالم وحتى قبل اسبوع من الآن وشملت الحالات بعض الدول كقطر والامارات والاردن وبريطانيا. واضاف ان فيروس الكورونا هو مجموعة من الفيروسات تسبب امراضاً تصيب الجهاز التنفسي وأعراضه تكون مشابهة الى حد كبير لأعراض الانفلونزا وبما ان هذا نمط جديد من مرض الكورونا فكثير من المعلومات عنه غير موثقة وغير ثابتة من الناحية العلمية، مشيرا الى ان هناك تنسيقاً ومتابعة مستمرة من خلال اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية في وزارة الصحة والجهات الدولية التي تعاملت مع مرض السارس في السابق وتورنتو وسنغافورا وهونج كونج وامريكا ويجري التنسيق مع اللجان الدولية لمنظمة الصحة العالمية على مستوى الاقليم في القاهرة وعلى مستوى العالم في جنيف، مع متابعة الوضع الحالي وما تم التوصل اليه. واوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، ان الوزارة وخلال الايام العشر الماضية سجلت حالات التهاب رئوي في المنطقة الشرقية وتحديدا في محافظة الاحساء وتم ارسال فريق متكامل من الوزارة لدعم المنطقة ومراجعة جميع الحالات الموجودة في المحافظة حيث تم اكتشاف حتى الآن 13 حالة توفي منها 7 اشخاص وجميع هذه الحالات مرتبطة بمستشفى واحد وهذه الحالات اما كانت تعالج في هذا المستشفى واما من المخالطين لأشخاص كانوا في المستشفى ذاته. ولفت د. ميمش ان الوضع بصفة عامة مطمئن، كما ان هناك خمس حالات تحت الفحص من المخالطين من عائلات المصابين التي شخصت حالتهم وان وضعهم مستقر، علما بأن مصدر جميع الحالات المصابة بالفيروس كورونا كانت من مستشفى واحد وهي تعالج في بعض المستشفيات حاليا. من جهتها اشارت مدير مكافحة العدوى واستاذ مشارك في جامعة الملك سعود في الحرس الوطني د. حنان بلخي، ان وضع فيروس الكورونا أوتحديد اسبابه في الوقت الحالي لا يزال مبكرا ولا يمكن ان نحدد له وقتاً محدداً يمكن ان تزيد فيه نسبة الاصابة او تقل خلال العام، لان المرض والفيروس نفسه مستجد ومستحدث والمعلومات عنه غير كافية، مشيرة الى ان الدراسات العلمية للكشف عن اسباب المرض وطبيعته قد تحتاج من عامين الى ثلاثة للكشف عن حقيقته هذا الفيروس. وفي السياق ذاته اوضح استشاري امراض معدية وزارة الدفاع الخدمات الطبية د. علي البراك أن الحالات المصابة محدودة جدا ومحصورة في مكان واحد وهو تحت السيطرة حاليا ولا يستدعي القلق بشأنه في والوقت الراهن، مبينا ان الاشخاص الاكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس هم الاشخاص الذين لهم تاريخ مرضي لبعض الامراض المزمنة كالأزمات الصدرية والفشل الكلوي وغيرها، مشيرا الى انه لا يوجد حتى الآن لقاح محدد للفيروس على مستوى العالم. وأضافت الدكتورة سارة السبيعي استشارية الأمراض المعدية عند الأطفال ممثلة جامعة الملك سعود ان الجامعة لديها خبرات واسعة في مجال الدراسات والبحوث وان هناك تعاون بين الجامعة والوزارة من خلال قسم الامراض المعدية وقسم الفيروسات وقسم مكافحة العدوى . من جانبه، قال استشاري الامراض المعدية عند الكبار من شركة ارامكو السعودية الدكتور جعفر ال توفيق ان جميع الحالات التي تم تسجيلها في الاحساء لديها مشاكل صحية مختلفة وامراض مزمنة كما ان متوسط اعمار المرضى اكثر من 50 عام حيث يتراوح اعمارهم من 24 الى 94 عاماً. من جهته، اوضح د. سليمان الشهري مدير عام الصحة المدرسية استشاري اطفال، ان هناك تعاوناً وتنسيقاً مستمراً بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم في مجال البرامج التوعوية التي لها علاقة بالأمراض وخاصة المعدية منها ويتم اعداد برامج توعوية للطلاب في المدارس. وفند سعود الحسن استشاري طب الاسرة والمجتمع مستشفى قوى الامن ان الفيروس جديد وغير معروف من السابق ولا زالت الدراسات والابحاث تجرى عليه لمعرفة طرق واسباب انتقاله وطبيعة التعامل معه والتصدي له.