لم يعد الشارب من أهم الصفات والمميزات الشكلية التي يختص بها الرجل، بل أصبح يمثل زينة جديدة للفتيات عبر اكسسوارات غزت الأسواق فتجد «شنب» على إصبع فتاة أو على ساعد إحداهن أو شاربا يتدلى من رقبتها أو مطبوع على قميص (تي شرت)، ولا بأس أن يظهر على حذاء أو حقيبة. وأوضحت شهد خالد (17 عاما) أنها ترتدي إكسسوارات الشارب، ولا ترى أي حرج في ذلك، ملمحة إلى أنها اقبلت عليها لأنها تحب الأفكار الغريبة في الإكسسوارات والأزياء. في حين، انتقدت أمل العلي (20 عاما) اكسسوارات الشارب، مشيرة إلى أن الفكرة أضحكتها، لافتة إلى أنها وجدت الفكرة سيئة ولن تفكر أبدا في شرائها، موضحة أنها فوجئت بانتشارها في متاجر الاكسسوارات، متسائلة: «هل فعلا هناك فتيات يرتدينها». إلى ذلك، ذكرت أشواق المالكي (24 عاما) أنها قرأت ذات مرة أن «الشنب» يعتبر شعارا لحملة توعوية للسرطانات الذكورية في بعض الدول الغربية، معربة عن اسفها لأن بعض الفتيات يرتدين بعض الملابس أو الإكسسوارات بشعارات مختلفة، دون أن يعرفن دلالة تلك الشعارات. ورفض عبدالله ناصر ارتداء زوجته أو شقيقته تلك الاكسسوارات لأن فيها تشبه بالرجال، وتتنافى مع ثقافتنا وتقاليدنا الإسلامية. وذكر علي المشولي بائع في احد محلات الإكسسوارات أن الشارب ظهر في الأسواق منذ حوالى السنة أو أكثر، وحظي بإقبال كبير من الفتيات وتتراوح أسعاره ما بين 30 إلى 20 ريالا، ملمحا إلى أن أنواعها تختلف باستمرار. بدورها، أرجعت الأستاذ المساعد للصحة النفسية بجامعة الملك خالد نجوى بنيس إقبال الفتيات على كل ما هو غريب وغير معتاد في المجتمع إلى شعورها بنوع من الإحساس بالرفض لما هو موجود بالفعل وهذا يتجسد في مرحلة المراهقة. وطالبت الأمهات باحتواء الفتاة في تلك المرحلة الحساسة من العمر، معتبرة حرص الفتاة على الالتزام بمظاهر الرجولة واقتناء كل ما يرمز للرجل من إكسسوارات أو ملبس أو طريقة سلوك من المظاهر المرضية التي يجب أن نتعامل معها لأنها تهدد بناء الأسرة ويجب على المربين أن يتنبهوا الى هذا ويؤكدوا على دور الفتاة داخل الاسرة والمجتمع وأنه لايقل أهمية عن دور الفتى. من جانبها، تقول الداعية ورئيسة قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك خالد الدكتورة سلطانة المشيقح: خلق الرجل والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر سواء في السمات الخارجية أو في التكوين الداخلي ولقد بين القرآن هذا التفاوت بين الجنسين في مواضع كثيرة، معتبرة ارتداء الفتاة رموزا فيها دلالة على شيء يتميز به الرجل يعد نوعا من التشبه. وبينت أن الشارب ظهر في الدول الغربية منذ عام 2004م لتوعية الرجال وحثهم على القيام بالفحص الدوري للكشف المبكر عن سرطان البروستات وحدد شهر نوفمبر من كل عام لهذه الحملة وبالتالي لا نستطيع القول بأن هذا الرمز فيه دعوة لمعتقد معين أو تصرف خلقي مشين لكن الخطورة تكمن في التشبه بالرجال.