أكد نشطاء ان مئات الاسر فرت من مدينة بانياس الساحلية السورية امس بعد أن قتل مسلحون موالون للرئيس بشار الاسد 62 شخصا على الاقل أثناء الليل وتركوا الجثث المحترقة والمخضبة بالدماء في الشوارع، وجاءت أعمال القتل بعد يومين من مقتل ما لا يقل عن 50 سنيا على يد قوات وميليشيات موالية للأسد في قرية البيضا المجاورة، مرجحين أن يزيد عدد القتلى في البيضا على 100 وربما يصل الى 200 شخص. وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري انه يقدر أن مئات الاسر غادرت بلدة رأس النبع بجنوب بانياس في ساعة مبكرة امس بعد ليلة من أعمال العنف. وأضاف أن قوات الجيش ترد المواطنين على أعقابهم عند نقاط التفتيش على مشارف المدينة وتأمرهم بالعودة الى بانياس بدعوى أن الامور على ما يرام. وقال ان المساجد أيضا تدعو الناس للعودة الى بيوتهم عبر مكبرات الصوت. من جانبه اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان «عمليات القتل العشوائي في قرى الساحل السوري تأخذ بالتدريج طابع عمليات تطهير عرقي شبيهة بما حدث في البوسنة». من جهتها عبرت وزارة الخارجية الامريكية امس عن شعورها بالذعر ازاء تقرير مذبحة البيضا محذرة من ان «المسؤولين عن الخروقات لحقوق الانسان يجب ان يحاسبوا». وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الامريكية في بيان ان «الولاياتالمتحدة روعت من الانباء التي اشارت الى وقوع اكثر من 100 قتيل في هجمات وحشية على بلدة البيضا السنية الواقعة في شمال غرب سوريا».وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان «اسرائيل تتابع الوضع في سوريا ولبنان، وخصوصا في ما يتعلق بموضوع نقل اسلحة كيميائية واسلحة خاصة من النظام السوري الى حليفه حزب الله». الى ذلك كشفت وسائل اعلام امريكية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت اهدافا داخل الاراضي السورية يعتقد انها شحنة اسلحة، وذلك للمرة الثانية منذ مطلع العام الجاري. وفي حين التزمت اسرائيل الصمت حيال الغارة، نفى مصدر عسكري سوري حصولها، بينما افادت مصادر دبلوماسية في بيروت انها استهدفت صواريخ روسية في مطار دمشق الدولي. وأشارت قناة (سي. ان. ان) الاخبارية ان وكالات الاستخبارات الامريكية والغربية تدقق في معلومات تحدثت عن قيام اسرائيل بضربة جوية على سوريا ليل الخميس الجمعة. وأكد عضو قيادة الجيش السوري الحر العميد انور سعد الدين في اتصال مع «عكاظ» انه حتى هذه الساعة لا يمكن تأكيد حصول الغارة السورية التي استهدفت قافلة صواريخ كانت في طريقها الى حزب الله اللبناني أو حجمها ولكن هناك حالة بلبلة في صفوف الجيش الاسدي بخاصة في المناطق الحدودية المحاذية للبنان.