للمرة الثانية منذ مطلع العام الجاري، دخلت المنطقة مرحلة تصعيد متقدمة، وذلك مع كشف وسائل اعلام اميركية أخبارا عن شنّ طائرات حربية اسرائيلية غارة على اهداف داخل الاراضي السورية يعتقد انها شحنة اسلحة. واذا صحّ الخبر، الذي لم يتم نفيه أو تأكيده من قبل اسرائيل، حتى الساعة، فستكون الضربة الثانية التي توجهها اسرائيل إلى داخل الاراضي السورية منذ مطلع العام الجاري، بعد غارة شنتها على قافلة قادمة من سورية على الحدود السورية- اللبنانية في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي. وفي حين التزمت اسرائيل الصمت حيال "الغارة الجديدة"، نفى مصدر عسكري سوري حصولها، إلاّ أن مصادر ديبلوماسية في بيروت أفادت أن الغارة استهدفت صواريخ روسية في مطار دمشق الدولي. وفي تعليق حول الخبر المتداول اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت انه من حق اسرائيل ان تعمل على حماية نفسها من نقل اسلحة سورية الى حزب الله، رافضا تأكيد حصول قصف اسرائيلي استهدف مواقع اسلحة في سورية، تاركاً "للحكومة الاسرائيلية تأكيد او نفي القيام بقصف" مواقع في سورية. الا ان العضو في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ليندسي غراهام اعلن ان "اسرائيل قصفت سورية الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة)"، وذلك بحسب تصريحات خلال العشاء السنوي لجمع الاموال لصالح الحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا الجمعة. واشارت قناة "سي ان ان" الاخبارية الى ان وكالات الاستخبارات الاميركية والغربية تدقق في معلومات تحدثت عن قيام اسرائيل بضربة جوية على سورية ليل الخميس الجمعة. من جهتها، قالت شبكة "ام اس ان بي سي" الاميركية نقلا عن مسؤولين اميركيين ان "مسؤولين اسرائيليين اعترفوا مساء الجمعة بشن غادرة جوية اصابت الداخل السوري". واستبعد المسؤولون الاميركيون ان تكون الطائرات الاسرائيلية قد خرقت المجال الجوي السوري، في حين افاد الجيش اللبناني عن تحليق مكثف للطائرات الحربية في الاجواء اللبنانية، وذلك على ثلاث دفعات بدءا من الساعة 19,10 (16,10 ت غ) مساء الخميس، وحتى 3,15 فجر الجمعة (00,15 ت غ). وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان "اسرائيل تتابع الوضع في سورية ولبنان، وخصوصا في ما يتعلق بموضوع نقل اسلحة كيميائية واسلحة خاصة" من النظام السوري الى حليفه حزب الله. ونقلت قناة "ان بي سي" ان الهدف الرئيسي للغارة "كان شحنة اسلحة سورية" متجهة الى الحزب. وبينما نفى مصدر عسكري سوري حصول الغارة، افاد مصدر دبلوماسي في لبنان فرانس برس ان القصف الجوي دمر صواريخ ارض-جو روسية سلمت حديثا الى سورية، وكانت مخزنة في مطار دمشق الدولي. وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) افادت الجمعة عن اطلاق مقاتلين معارضين قذيفتي هاون فجرا على حرم المطار، ما ادى الى حريق في خزان لوقود الطائرات واضرار في طائرة تجارية. وهي المرة الثانية هذا العام يقصف الطيران الحربي الاسرائيلي اهدافا داخل الاراضي السورية. وكانت كشفت مصادر اعلامية اسرائيلية مقربة من الموساد، كشفت بعد الاعلان عن الغارة الاةلى في يناير الماضي ان "الجنرال الايراني حسن شاطري قتل في عملية القصف في سورية"، بعد أن كانت اقرت اسرائيل بأنها شنت غارة جوية استهدفت شحنة اسلحة في طريقها من سورية الى حزب الله في لبنان. لكن دمشق قالت في حينه ان الغارة استهدفت مركزا عسكريا للبحث العلمي قرب العاصمة السورية، وأن الشاطري قتل في استهداف موكبه من قبل جماعات مسلحة.