بقي موسم هطول الأمطار هاجساً يؤرق أهالي محافظة الحائط التي تقع جنوب حائل 250 كلم، نظراً للأضرار المترتبة على جريان السيول، حيث تقطع الأخيرة الطرق التي تربط المحافظة بحائل والمدينة المنورة، ما يجعل الحائط في عزلة عن العالم الخارجي، حيث تحاصرها الأودية والشعاب من جميع الجهات، وقد يحتجز الأهالي عدة ساعات أو أيام وفقاً لغزارة الأمطار، وبينهم عجزة ومرضى وطلاب. وأوضح كل من عبداللطيف صالح الحائطي، عبدالرحمن صالح الثويني، وجدي مسعد المغامسي، راكان ساير الشمري وصالح عايض الرشيدي، أنهم يعانون في مواسم هطول الأمطار وجريان السيول، حيث تنحصر المحافظة بين أودية أبرزها وادي الرمة، مشيرين إلي عدم وجود جسور تتيح الخروج من الحائط أثناء هطول والأمطار وجريان السيول، مؤكدين أن ذاكراتهم تختزن العديد من المواقف العصيبة بسبب الأمطار وتقطع السبل، ومن بينها احتجاز السيول في أحد الأيام عدداً من الأهالي، حيث منعتهم من الوصول إلى منازلهم، مضيفين أنها منعت في ذات اليوم عدداً من مرضى الفشل الكلوي من الوصول إلى المستشفيات لإجراء عملية الغسيل، مطالبين وزارة النقل بضرورة الإسراع في إنشاء جسور بالمحافظة من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية على أودية الحدواي وعصيعص والروض - الوسعة. وأكد مندوب عايض الرشيدي، أن هناك مطالب سابقة لأهالي الحائط في وزارة المواصلات لاعتماد كباري للمحافظة، إلا أنها لم تر النور، مبيناً أن اعتماد العبارات والجسور سوف يساهم في تسهيل حركة سير المركبات على الطرق المؤدية للحائط عند هطول الأمطار وجريان السيول. من جهته أبان علي عيد عبود الرشيدي أن السيول انحدرت مؤخراً نحو وادي الرمة (خارطة عيوب) ومنه إلى طرق الحائط – الحليفة، ومرحب – الحليفة والحائط الشملي مروراً بالوسعة وطريق الحائط – بدع بن خلف، مضيفاً أن ذلك أثبت ضعف كفاءة تصريف مياه السيول، مؤكداً أنها جرفت عدداً من السيارات الصغيرة والشاحنات وشلت حركة السير عبر طريق الحائط - الحليفة، كما تكدست المئات من السيارات بأنواعها في الاتجاهين. وأوضح مختصون أن هناك أموراً لم تؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم الطريق، حيث لم تحسب كميات السيول بشكل دقيق، مشيرين إلى أهمية وضع إشارات إرشادية تحدد مكان جريان السيول وتحذر من مخاطرها، مؤكدين على أهمية تطهير مجرى الوادي عند نقاط تقاطعه مع الطريق لتنظيف مجراه وتسهيل تدفقه، مناشدين إدارة النقل والطرق بمنطقة حائل بالتعجيل في إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة تحقيقاً لسلامة العابرين وحفظاً لأرواحهم وممتلكاتهم. وأبان عبدالله عبدالرحمن الحائطي أن السيول خلال السنوات العشر التي تلت تنفيذ طريق الحائط- الشملي كشفت عن أوجه قصور عجلت إدارة الطرق في علاج بعضها، مثل وصلة طريق الوسعة، فيما يأمل الأهالي في معالجة ما تبقى لاسيما في وادي عصيعص، مضيفاً أن السيل الذي شهدته المنطقة مؤخراً احتجز أرتالاً من السيارات التي ظلت ممنوعة من العبور لمدة 24 ساعة. من ناحيته اعتبر أبو حسن جميعان الحجي أن غمر مياه السيول لطريق الحائط – الحليفة، وجرف عدد من السيارات، وتشكل عدد من البحيرات والمستنقعات، يؤكد حاجة الطريق لمزيد من الجسور والعبارات تحقيقاً لسلامة العابرين. فيما قال عبيان إسماعيل الشويلع إن مياه الأمطار شكلت مستنقعات أثناء غمر سيل وادي الوسعة – الوض لطريق الحائط الشملي، إلا أن من دخل تلك المستنقعات اكتشف أنه وسط سيل جارف، معرباً عن أمله في وضع لوحات إرشادية إضافية تبين حدود مجاري الأودية ومواطن الخطر لتحذير العابرين من الخوض فيها، مضيفاً أن الأودية في المناطق السهلية غير واضحة المعالم ولا يعرفها الا أهل الخبرة. من ناحيته أكد سبيل عوجان السلوم أن سيول وادي الحداوي احتجزت 3 أشخاص مؤخراً، وتم إنقاذهم عن طريق الطيران العمودي فيما جرفت السيول 7 سيارات. معالجة نهائية أوضح مدير النقل بحائل المهندس إبراهيم السنتلي ل «عكاظ» أن الإدارة تدرس تنفيذ حلول سريعة لمشكلة السيول، على أن تكون هناك معالجة نهائية لاحقاً، مؤكداً رفع طلب للوزارة لإنشاء كباري وجسور ببعض الأودية في المنطقة حسب الأهمية، مشيراً لتركيب 22 عبارة لتسهيل إنسياب المياه بطريق الشملي – الحائط، مضيفاً أن الإدارة تعمل للارتقاء بمستوى المحافظة ومراكزها والقرى التابعة لها.