الشبان لا يهوون العمل في البقالات الصغيرة وسط الاحياء والأزقة الضيقة فوجد فيها العمال الوافدون ضالتهم .. المراقبون يرون ان المتاجر الصغيرة تحقق ارباحا جيدة وتوفر رواتب مجزية غير ان الشباب يرون غير ذلك ولهم اسبابهم الموضوعية في التحفظ منها ساعات العمل الطويلة التي تقف حاجزا امام عمل الشباب فيها. كما ان رأس المال قد لا يكون متوفرا في كل الاحوال للبدء في الاستثمار على تلك المتاجر التي باتت تواجه صراع البقاء او الفناء في ظل التنافس غير الموضوعي مع المولات ومراكز التسوق العملاقة. عيب اجتماعي البعض لا يتخوف على الاطلاق، مستدلا على ذلك بالتعايش القائم حاليا بين مئات البقالات الصغيرة المنتشرة في الاحياء والشوارع ومراكز التسوق بالرغم من قربها الجغرافي وبالتالي فإن تلك المخاوف ليست مبررة على الاطلاق. ويقول الشاب خالد محمد بأن العمل في محلات المواد الغذائية الصغيرة يعد مرفوضا من غالبية الشباب وهو أمر منتشر بشكل كبير ومن النادر أن تجد شابا سعوديا يعمل في وظيفة في محل خاص بالمواد الغذائية داخل الأحياء لاعتبارات عديدة من بينها العيب الاجتماعي أن هذه المهنة خاصة بفئات محددة من العمالة الوافدة. كما ان ساعات العمل فيها طويلة وتحتاج إلى صبر كبير والاجازة الاسبوعية مفقودة. كل هذه عوامل منفرة من الدخول في هذا الحقل. ويضيف أن الاستثمار في هذه المحلات مكلف للشباب ويحتاج إلى رأس مال كبير حتى يمكن البدء في مشروع خاصة أن هناك نسبة كبيرة من التسويق يتم بالدين. البيع بالدين عادل العمران «صاحب بقالة» يرى أن الشباب لا يقبلون على العمل في البقالات الصغيرة داخل الاحياء لأسباب عديدة من بينها أن البعض يرى أن دخلها ضعيف وأن تأثير التخفيضات والعروض الخاصة التي تقدمها مراكز التسوق بين فترة واخرى يختلف من بقالة لاخرى تبعا للمواقع الجغرافية ونوعية الخدمات المقدمة، وبالتالي فإن بعض المراكز تتأثر بنسبة تصل إلى 30 % فيما لا تتجاوز النسبة لدى البعض 10 %، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الجميع يعترف بتأثير تلك التخفيضات بشكل أو آخر. ويشير العمران إلى أن التأثير الأبرز يكون مع بداية استلام الرواتب الشهرية، حيث تعمد الكثير من الاسر للتموين الشهري من المراكز الكبرى، ما ينعكس بصورة مباشرة على البقالات التي تقدم خدماتها في الاحياء، لافتا إلى ان الحياة تدب في البقالات مع منتصف الشهر تقريبا. واضاف ان البقالات في الغالب تعتمد على الزبائن الدائمين، كما انها تسعى للتغلب على منافسة مراكز التسوق من خلال البيع بالاجل وفتح الحسابات للاسر للدفع سواء بشكل شهري او من خلال التقسيط، مبينا أن حجم الدين يختلف من أسرة لأخرى، فالوضع الاقتصادي لكل اسرة يحدد سقف الدين، فالبعض لا يسمح بتجاوز دينه حاجز 1000 – 2000 ريال شهريا، فيما تصل لدى بعض الأسر اكثر من 5 آلاف ريال شهريا، كما ان عملية الالتزام بالسداد تحدد الموقف المستقبلي لكل أسرة. أضرار العروض على البقالات العمران يرى أن البقالات القريبة من مراكز التسوق تتأثر بشكل كبير مع اطلاق حملة العروض الخاصة، بحيث تصل إلى 60 % تقريبا، بيد ان الامور سرعان ما تعود لوضعها الطبيعي مع مرور الوقت، مشيرا إلى أن إغلاق بعض البقالات امر محتمل في حال افتتاح مركز تسوق كبير في احد الاحياء نظرا لاستحواذه على الشريحة الكبرى من المتسوقين، فيما لا يختلف الوضع بالنسبة للبقالات التي مضى على وجودها سنوات عديدة بالرغم من قربها من مراكز التسوق، نظرا لوجود زبائن دائمين يفضلون التعامل مع البقالات القريبة عبدالعزيز المحروس «مستثمر» ألقى المسؤولية على الشركات والمصانع المنتجة للمواد الغذائية والاستهلاكية، مشيرا إلى ان عملية تقديم العروض مرتبطة بالمنافسة الشرسة القائمة بين مراكز التسوق الكبرى العاملة في السوق، مضيفا، أن ادارة المراكز تراقب السوق عن كثب، حيث تقوم بالتفاوض مع تلك الشركات لتقديم ذات العروض المقدمة للمراكز المنافسة، نافيا ان تكون العروض مرتبطة بإخراج البقالات من السوق، معترفا في الوقت نفسه ان العروض الشهرية أو الموسمية التي تتبارى مراكز التسوق على تقديمها للمستهلك تؤثر سلبا على البقالات الصغيرة، مطالبا تلك البقالات بضرورة التواصل مع المصانع والشركات للحصول على بعض الامتيازات، مؤكدا في الوقت نفسه أن أصحاب البقالات يستفيدون كغيرهم من العروض المقدمة حيث يعمد البعض لاستغلال هذه المواسم للتزود بكميات بأسعار خاصة للاستفادة منها في بيع التجزئة وطالب بدعم هذه المحلات الصغيرة حتى يقبل عليها الشباب سواء من حيث العمل أو الاستثمار . وقال المحروس إن إدارة مراكز التسوق تقوم بجهود كبيرة في عملية التفاوض مع الشركات للحصول على خصومات لتحريك السوق والاستفادة من تلك العروض في زيادة الحركة الشرائية، لافتا إلى ان تحديد مواسم التخفيضات ليست مرتبطة بادارة المراكز، ففي بعض الاوقات تعمد بعض الشركات لتقديم العروض لمدة محددة لا تتجاوز 3 ايام وكذلك الكمية المحددة للمستهلك.