أكد موردون للمواد الغذائية أن استثمارات متاجر البيع بالتجزئة "الهايبر" ارتفعت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى 150 مليار ريال بعد أن كانت لا تتجاوز 80 مليارا، بعد ان اصبح المتسوقون يفضلونها على غيرها. وقال سالم عبدالله بالحشر " مورد" إن نمو متاجر التجزئة مستمر مما يشعر المستثمرين بطمأنينة من عدم حدوث كساد قد يؤدي لخسارتهم هذه الاستثمارات. واضاف ان نسبة المتسوقين ارتفعت 30% لرغبتهم في شراء احتياجاتهم الشهرية من هذه المتاجر، فيما لا تزال شريحة كبيرة تفضل شراء احتياجاتها اليومية من السوبر والميني ماركت والبقالات الصغيرة. وأوضح أن العدد الإجمالي لمتاجر البيع بالتجزئة في جميع مناطق المملكة يصل إلى 600 متجر، في حين يصل عدد متاجر الهايبر الضخمة إلى 70 متجراً وتتركز النسبة الأكبر منها في المدن الرئيسية. ورفض بالحشر نظرية ارتفاع ارباح البقالات الصغيرة مقابل متاجر التجزئة بسبب انخفاض مصروفات تشغيلها، مؤكدا ان هذه البقالات لا تستفيد من العروض الترويجية للمصانع والموردين وبالتالي لا تحصل على خصومات تجار الجملة والموردين التي تتراوح بين 15و 25% من عروض المواد التي تعدى تاريخ صلاحيتها 50% من المدة المحددة وهي غير مضرة بالمستهلك. واعتبر بالحشر أن الأساليب التسويقية لدى شركات البيع بالتجزئة لا زالت غير محترفة ولا تجذب المستهلكين بشكل كبير، لأن الاسعار متقاربة ويتحكم فيها موردو الجملة الذين يمنحون خصومات لا تتجاوز 10%، في حين ان الكميات التي تشتريها شركة كبرى لديها عدد كبير من الفروع تستطيع الحصول على خصومات أكبر وبالتالي خفض سعر المنتج المباع للمستهلك بسعر منافس، لكن يظل التخوف من تكدس البضائع في مستودعات الهايبر والسوبر ماركت بنفس هاجس تاجر الجملة فهو يريد ان يبيع ولا يسمح بعملية تحمل الخسارة عند التلف او انتهاء المدة. واشار الى ان المياه والعصائر والمشروبات الغذائية والخضار والفواكه أكثر انواع المواد الغذائية مبيعا، فيما تحظى الحلويات والكيك والوجبات الجاهزة والمكسرات والتمور والبن والهيل باهتمام خاص من قبل القائمين على إدارة الهايبر والسوبر ماركت. وقال حسن الاسمري "مدير التسويق" ان المنافسة تنحصر في الوقت الحاضر بين الشركات المتخصصة في هذا المجال في حين ان دور محلات البيع بالجملة بدأ يتراجع لسهولة وصول المستهلك لاحتياجاته في الهايبر والسوبرماركت وباسعار منافسة، مشيرا الى ان السنة الجديدة ستشهد افتتاح ما لا يقل عن 20 هايبر في المدن الرئيسية. أحمد عريف من جهة أخرى، أكد المستثمر العقاري أحمد خالد عريف أن توسع نشاط "الهايبر" مرتبط بالتوسع العمراني الحالي في المدن الرئيسية، لكن من االصعب قياس نسبة نموه في مكةالمكرمة والمدينة المنورة لارتباط الاستهلاك بالحج والعمرة، موضحا أن نشاط هذه المتاجر في جدة يتجه للشمال ويهمل الكثافة السكانية شرق جدة، مما يعطي مؤشرا على أن بعض أصحاب هذه المنشآت لا يقومون بدراسات تسويقية مثالية. وأوضح أن بعض المتاجر سارعت لتغطية احتياجات أحياء جديدة في جدة، إلا أنها تظل تبحث عن الموقع المتميز على الشوارع العامة دون إدراك أن وسط الحي هو الاكثر قرباً لأي منفذ تسويقي ناجح، وبعض هذه الدراسات تقوم على أساس البحث عن الأراضي الأرخص سعراً، وهذا الاتجاه خاطئ في استثمار يقوم على البيع بالتجزئة فالربح القائم على التجميع لا يعتمد على سعر الأرض الأرخص، لذلك فإن الدراسات التسويقية المتعمقة مطلوبة في المرحلة المقبلة عند التفكير في الاستثمار عبر الهايبر أو السوبر ماركت.