الدكتورة ريما عمر الحايك الطبيبة الاستشارية ومديرة مركز الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي في الشرقية. شكل وفاة طفل في التاسعة بين يديها علامة فارقة في مسيرتها العلمية والطبية.. الطفل الراحل في التاسعة من العمر أصيب بمرض السرطان ولفظ أنفاسه أمامها فاتخذت في ذلك اليوم الحزين قرارا بتحدي الخبيث والانتصار عليه والبحث عن علاج له، فتفرغت لدراسة هذا المرض وسبل علاجه وتوعية المجتمع لمخاطره، كما أخذت على عاتقها مسؤولية مكافحته من خلال عملها اليومي في مستشفى الملك فهد التخصصي، إذ كانت من الأوائل في إنشاء أول مركز للأورام في المنطقة مع عدد من الأطباء المتخصصين.. أصبح المركز من أهم المراكز المتقدمة على مستوى العالم في علاج الأورام السرطانية. من هي الدكتور ريما الحايك؟. استشارية أورام وأورام صلبة عند الأطفال وأعمل حاليا مسؤولة على إدارة مركز الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي في الشرقية. وأجد في هذا التخصص متعة كبيرة وصدقا وتحديا في التعارك اليومي مع مرض السرطان. والمتعة فيه تصويب الأمل في الشفاء، ولا يخفى على القارئ أن السرطان لم يعد شيئا واحدا موحدا أو مرضا واحدا بل أمراضا عديدة مختلفة أنواعه كثيرة وتخصصه متنوع والآن معركة علاج السرطان في العالم أصبحت الحدث بسبب التطور المذهل في الاختراعات والبحوث والتشخيص في العلاج لذلك هو تخصص جميل وهادف. ما هو الدافع الحقيقي في اختيارك لهذا التخصص؟. - أعتقد أنني أجبت على السؤال بشكل أو بآخر، وتكتمل الإجابة بمصادفتي في بداية تخصصي بطفل صغير تعلقت فيه وتعلق بي وتوفي وكنت حينها في بداية عملي التدريبي للطب فتمنيت أن يشفى الطفل، ومنذ ذلك الوقت وعدت نفسي أن أتحدى المرض والتزمت بوعدي مع نفسي. الأمر الآخر، عندما تخرجت كان تخصص الأورام في بدايته بالمنطقة ولم تكن هناك رعاية لمرضى الأورام. وشعرت من واجبي أن أساعد الناس وأخدمهم. كيف يتم التعامل مع مرضى الأورام السرطانية؟ وأيهم أكثر إصابة من الجنسين؟. - التعامل يتم مثل أي مريض يحتاج للطبيب والرعاية الطبية والتمريضية بواسطة أخصائيين نفسيين، إذ أن المريض يحتاج إلى رعاية شاملة وإحساس بأن الطبيب معه في كل وقت. أما بشأن الأكثر إصابة بالمرض من الجنسين دعيني أخبرك أنه هناك تفاوت، ولا نستطيع أن نقول سرطان الثدي في الرجال هو أكثره في النساء ولا نقول إن سرطان القولون للنساء وهو أكثره في الرجال فهي تتفاوت. في رأيك.. هل حققت المملكة من خلال مراكزها المتخصصة مراحل متقدمة في العلاج والتشخيص؟. - بلادنا شهدت نهضة صحية كبيرة في مختلف الأصعدة ومنها نهضة في علاج الأورام، حيث شهدت الفترة تطورا ضخما في هذا المجال، ونحن لسنا أقل من مثيلاتنا في الخارج بل بنفس المستوى كوننا أعضاء في المجتمعات العلمية والطبية المتقدمة. ماهي أبرز المعوقات وأهمها التي تواجهكم؟. - لا شيء يأتي سهلا. الإنسان يحتاج أن يكون قادرا على التخطيط والتطوير وتبين الأمور ومعرفة النسب ومعرفة الأنواع الجديدة من الأدوية فالطبيب يحتاج أن يطور ويتابع المستجدات العلمية والطبية ويبقي ليتعلم مدى عمره. ماهي أبرز العلاجات السرطانية المركزة بالأورام؟. - العلاجات السرطانية تتمحور في عدة أنواع منها العلاج بالأدوية، حيث يسميها العامة والبسطاء ب(الكيماويات) غير أنه طبيا له اسم ومركبات متعارف عليها عالميا. إضافة للعلاج الإشعاعي الذي تطور كثيرا إلى جانب الإشعاع النووي والإشعاع المقنن بالورم والأشعة العامة والعلاج الجراحي والتجميلي وغيرها. حدثينا عن العلاجات الجديدة الموجهة؟. - هي علاجات موجهة للخلية السرطانية حيث يحدد معلومة للخلية تستهدف المستجدات العلمية والاكتشافات من خلال البحوث في الجينات التي تعد الموروث الموجود في الخلية حيث تعطي إشارات في تكوين البروتين وتعطي إشارات في الخلية نفسها وقد عمل في تجارب علمية إكلينكية عالمية ونحن مشاركون فيها. هناك تطور سريع في علاج الأورام وحقق نتائج إيجابية إضافة إلى أمور طبية سيصل لها العلم قريبا منها التغير في الجينات. أخيرا.. ما رأيك في الطبيبة السعودية؟. - لا ينقصها شيء أبدا وتقارن بأفضل الطبيبات في العالم من حيث الأمانة والرغبة وصدق التعامل مع المريض وأرى أنها ملتزمة ومؤمنة بعملها.