جأر أهالي سكان قرية الجوشن بمحافظة ثار بالشكوى من وجود مصنع الذهب بقريتهم وطريقة العمل الحالية به التي تعمل على أسس غير نظامية أو صحية ما ينتج عنه أضرار صحية يتجرعها سكان القرية صباح مساء. عدد من أهالي المنطقة عبروا ل«عكاظ» عن معاناتهم، حيث أوضح حسين بن فلاح آل عمر أنه أبلغ قبل 42 عاما عن موقع المنجم، ولكنه يعد من أوائل من تضرروا منه وأسرته، حيث توفي أخوه متأثرا بأضرار صحية بسبب المنجم، مؤكدا أنه لم يستفد وأولاده من وجود الشركة في قريتهم، بل كان رد الجهات عليهم بالمنع من البناء في أراضيهم. أما المواطن ناصر بن مفرح آل عمر فقال: نحن مغلوبون على أمرنا، فالشركة سلبت حقوقنا، ولم يتم تعويضنا، ونحن كبار في السن ولم نعد قادرين على المراجعة والمطالبة بما لنا من حقوق.. ويسترسل آل عمر بالقول: أهالي الجوشن محرومون من أبسط الحقوق، فوجود مثل هذا المصنع يستوجب توافر بعض الخدمات الصحية المتميزة حفاظا على أهل المنطقة. ويؤكد المواطن مسفر حسين آل عمر أن الأرض المقام عليها المصنع هي أراضيهم، ويرى أن المفترض تعويضهم، لافتا إلى أن العمل بالشركة يسير على أسس غير صحية، فالصرف الصحي على سبيل المثال مكشوف للعيان، كما أن النفايات ومخلفات المصانع السامة يتم رميها في شعاب مكشوفة تجري بها السيول، وتطل على مساكن الأهالي، ما يعد ضررا مباشرا ينذر بكارثة بيئية خطيرة على المواطنين والمزارع وأشجار السدر في المنطقة. كما أن كسارتها تفتقد إلى الفلترة أسوة ببقية المصانع. ويضيف آل عمر: وفيما يخص الآبار الجوفية فإن الشركة حرمت الأهالي من المياه الجوفية، حيث تستهلكها عبر وجود ما يقارب 12 بئرا ارتوازية ما أجبر المزارعين على ترك مهنتهم الأساسية بعد نضوب الآبار، لافتا إلى ضرورة استحداث قسم للطب الوقائي في المصنع الذي ينتج مواد سامة ليحول دون امتداد آثاره للمناطق المجاورة، خاصة إذا كانت آهلة بالسكان. ويذكر المواطن فلاح بن عيفة آل عمر أن المنجم يفتقد للتهوية، حيث لا يوجد به سوى فتحتين للتهوية، كما أنهم لا يملكون تصاريح لمزاولة مهام عملهم بهذا المنجم. ويرى عبدالله عايض أن حرمان أبناء القرية من الدراسة جاء بعد إغلاق مدرسة البنين التي تأسست منذ العام 1414ه بسبب قربها من المنجم. من جهته أوضح ل«عكاظ» أستاذ علم البيئة والجيولوجيا وحماية البيئة في الشركة الدكتور محمد الكوبي أن الشركة حاصلة على تصريح من وزارة البيئة، لافتا إلى وجود محطة لمعالجة الصرف الصحي، وفيما يخص المخلفات، أكد أن هناك مردما للنفايات كلف الشركة قرابة ال22 مليون ريال، ويعمل حسب المواصفات العالمية، مشيرا إلى أن الرواسب الصخرية لا تؤثر ولا تترسب في التربة الجوفية. بدورها اتصلت (عكاظ) عدة مرات بالمتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، إلا انها لم تتلق أي رد. جولات مستمرة أوضح ل«عكاظ» مصدر مسؤول بمكتب نجران - فضل عدم ذكر اسمه - بأن حماية البيئة تقوم بجولات مستمرة ولم تلاحظ مخالفات للقوانين أو الأنظمة في المصنع، لافتا إلى أن فرع نجران يطالب الشركة المسؤولة عن منجم الذهب بالجوشن بالتزامات تفوق طاقتها، حرصا منها على تقديم عمل انضباطي يحافظ على البيئة ولا يسبب أضرارا لمجاوري المصنع.