تظل الديسة ذائعة الصيت بمنطقة جبل قراقر واحدة من أهم الواحات الزراعية التي تحيط بها الجبال ذات التشكيلات الصخرية الخلابة والمعروفة بأنها وادي النخل الكثيف، حيث اشتهرت بعيونها التي تسيل في الوادي وسط النخيل وأشجار القصب وورق البردي طوال السنة. وتتوفر في الديسة مقومات الجذب السياحي لوجود جمال الطبيعة الخلابة التي تعطي الزائر فرصة مشاهدة المناظر الطبيعية حيث الجبال المخروطية والهضاب المستديرة الحمراء وهذه التكوينات منحت المنطقة تميزا خاصا يؤهلها أن تكون من أجمل بقاع الدنيا فهي منطقة سياحية واعدة متى ما توفرت لها مقومات السياحة من مرافق وخدمات. عدد من المواطنين تحدثوا ل«عكاظ» مبدين إعجابهم بجمال الديسة رغم أنها تعاني نقصا شديدا في الخدمات والمرافق، وناشدوا الجهات ذات العلاقة بإيصال الخدمات السياحية لتصبح ملاذا للباحثين عن قضاء وقت ممتع بين أحضان الطبيعة. وأوضح المواطن عطاالله راشد البلوي أن الديسة تتمتع بجمال طبيعي باستثناء بعض الكتابات العبثية حول عين الماء، مبديا أسفه حول تردي مستوى النظافة ما يعكر صفو الزوار من عاشقي الطبيعة البكر، مضيفا: «لأنها تعد منطقة سياحية واعدة فالمطلوب من هيئة السياحة دعمها والاهتمام بها واستحداث خدمات جديدة لزوارها ومرتاديها». ويشير المواطن فواز مفلح العنزي إلى أنه يذهب سنويا إلى الديسة إذ تمتاز بنهرها الجاري لمسافات طويلة والجبال الشاهقة ولكن يعيبها سوء النظافة، إضافة إلى الحرق الواضح على أشجار النخيل جراء استخدام بعض مرتادي المنطقة للنار، ثم مغادرتهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إطفائها، ما يجعل أكثر النخيل مشوهة بالحروق، مناشدا هيئة السياحة بوضع لافتات إرشادية لتوعية المواطنين للمحافظة على جمال المنطقة. يشاطره الرأي سطام طراد العطوي وخضر عبدالله العرجان، لافتين إلى أن الديسة تشهد أفواجا سياحية من أمريكا ودول أوروبية إلا أن غياب الخدمات السياحية عنها يعد شوكة في خاصرتها مطالبا بوضعها في دائرة الاهتمام خاصة أنها من أجمل الأماكن السياحية في منطقة تبوك. من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير الآثار بهيئة السياحة في تبوك يعرب حسن العلي أن أرض الديسة خصبة تجري بها عين ماء وينتشر في الموقع نبات البردي وتعد الديسة منطقة استقرار قديم يدل على ذلك وجود آثار المباني السكنية والكتابات والنقوش والرسوم الصخرية من مختلف العصور التاريخية بداية من عصر ما قبل التاريخ إلى الفترة الإسلامية، كما شهدت استيطانا من الفترة النبطية حيث وجدت واجهة لمقبرة غير مكتملة منحوتة بالصخر مماثلة لما هو موجود في مدين ومدائن صالح. جذب سياحي يعقب مدير هيئة السياحة في تبوك ناصر بن أحمد الخريصي على ما أبداه المواطنون حول الديسة وما ينقصها من خدمات سياحية قائلا: «تعد الديسة من أهم الأماكن السياحية بمنطقة تبوك لتوفر الجذب السياحي فيها، إذ قامت الهيئة بعمل دراسة متكاملة للاستفادة من هذا الموقع كمعلم سياحي بارز يساهم في دفع عجلة صناعة السياحة في المملكة»، مؤكدا أن سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار يدعم مثل هذه المواقع السياحية ويحرص على توفير كافة المرافق والخدمات التي يحتاج إليها السائح، مبشرا باقتراب موعد إعلام مشروع الديسية السياحي.